يا رال عسى الحيا وان جاك .. ياللي تلمْ الموديني
لا وهني من شرب من ماك .. والقلب ما له شواطيني
كما صورت أبيات الشاعر رشيد المطرفي جمال طبيعة جبل "رال"، فقد وثّق المصور الضوئي محمد الشريف جمال حركة المجرات فوق قمّة الجبل الواقع في الجهة الجنوبية لمحافظة الوجه بمنطقة تبوك شمال غرب السعودية.
وأوضح الشريف أن وقت تصوير المجرة تتجلى فيه إبداعات الخالق، في منظر النجوم المحيطة بها، وفي الغالب يكون التصوير في منتصف الليل في أواخر الشهر القمري أو بدايته، والمهم أن لا يصادف وقتها خروج القمر حتى توضح لدينا حركة المجرات في الأفق.
وفي حديثه إلى "العربية.نت" قال: "إن المجرة تكون موجودة في جميع ليالي السنة بأجزاء منها، وفي الشتاء تُرى قريبة في أوائل الليل، وفي الربيع تكون غير واضحة، أما فترات الصيف فهو موسم تصويرها، وتتفاوت في كثافتها وسمكها ووضوحها في الصيف، ونراها ممتدة من الأفق في بياض يشبه السحابة الرقيقة المضيئة في السماء، وترى في الليلة الخالية من الضوء والسحاب، وفي محافظة الوجه تخرج المجرة في الجهة الجنوبية الشرقية وتمتد من الغرب والشرق".
وأضاف: "الهدف من الصور هو التعرف إلى عظيم صنع الله وقدرته، فالمصور ما هو إلا موثق لعظمة الخالق وإبداعه في خلق السماء، والمجرة التي هي جزء من الكون وهي تحيط كالطوق المتصل بالسماء، في حين أن البرامج الموجودة على الجوالات تتيح معرفة مواعيد ظهور جسم المجرة بالكامل، وهناك جداول متداولة تعرف بمواعيد ظهور المجرة، وساهمت في التعريف بوقت ظهورها، والتي تستغرق 4 ساعات لتصويرها من العاشرة مساء إلى 2 صباحاً".
يصور الشريف في الليالي المظلمة أول الشهر وآخره
وأوضح الشريف: أختار زاوية التصوير التي تجمع الجبل بالسماء بالمجرة، ليظهر جمال المشهد في تكوين الصورة الضوئية، وهناك أدوات خاصة لتصوير المجرة وكاميرا احترافية وعدسات خاصة، ودراسة المكان، لكي تظهر الصورة بالشكل المناسب والمطلوب.
فرخ النعام
واستطرد الحديث عن جبل "رال" فقال: "إن معنى رال نسبة إلى صغير النعام أو فرخ النعام، والجبل عبارة عن قسمين: شمالي وجنوبي، يفصل بينهما وادي السلع، وهو عبارة عن متنزه لأهالي القرية، ويعتبر هذا الجبل قديماً ممرا للحجاج الذاهبين إلى المدينة المنورة، كما ذكرته كتب التاريخ.
ويقع جبل "رال" على بعد 45 كيلومتراً جنوب شرق مدينة الوجه، و"الرال" الشمالي و"الرال" الجنوبي تراهما أمامك متصلين ببعضهما كجبل واحد بقمتين مدببتين تقريباً، ويتشابهان بحوالي 70%، وعلى بعد ستة كيلومترات تقريباً منهما يبدوان كجبلين ملتفين حول بعضهما، مائلين إلى الغرب، وعند بداية الدخول إلى وادي السلع تشاهد بالعين المجردة الانفلاج فيما بين الرالين، وانفصالهما تماماً كطرفي فرجار بـ 180 درجة.
ووادي السلْع الواقع بينهما يفصلهما إلى رال جنوبي ورال شمالي، بمحاذاة وادي السلْع، يصب في وادي الحمض بالقرب من آبار (أكرا) الأثرية، ويبدأ بالاتساع كلما اتجهنا إلى (جنوب غرب)، ويقع جبل الحمّة ذو اللون الأسود بتكوينه البركاني بين الرالين، عَرْضاً، مكوناً زاوية منفرجة مع نهاية طرف رال الجنوبي.
قمة جبل رال تحت وهج المجرات
عرض ضوئي يوثقه الشريف
إضاءة ملونة تحاكي ألوان المجرات المدهشة
