- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
لقي قرار الحكومة الألمانية الأخير بتصنيف وتسمية مليشيا حزب الله في لبنان منظمة إرهابية ترحيباً دولياً وإقليمياً واسعاً، في الوقت الذي أدانت فيه إيران هذا التصنيف, اضافة إلى ادانتها حظر برلين أنشطة مليشيا حزب الله في المانيا وتصنيفها منظمة إرهابية تدعمها إيران.
تصنيف دولة كبرى وعضو بارز في الاتحاد الأوروبي كألمانيا لمليشيا حزب الله جماعة إرهابية, إضافة إلى دول أخرى سبقتها بهذا التصنيف يضع مليشيا الحوثي الإرهابية في المرمى، ويرفع تساؤلات كثيرة عن الأسباب التي جعلت المجتمع الدولي يتأخر في تصنيف وتسمية المليشيا الحوثية كجماعة إرهابية, على الرغم من التطابق التام والواضح بين الفكر والفعل الإرهابي لهذين الجماعتين، إضافة إلى ارتباطاتهما بدولة إيران الإرهابية كراع وداعم ومساند لمسيرة هذين التنظيمين الإرهابيين في اليمن ولبنان, وما يشكلانه من خطورة واضحة ومكشوفة على كافة الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية في محور متحلف يعرف بـ”محور إيران الإرهابي”.
ضرورة
بعد أن قامت عدد من الدول حول العالم بتصنيف وتسمية مليشيا حزب الله في لبنان كمنظمة إرهابية, يتحتم على المجتمع الدولي ممثلا بالولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي ضرورة تصنيف جناح إيران الإرهابي في اليمن (مليشيا الحوثي) منظمة إرهابية, فأجنحة إيران الإرهابية سواء في لبنان أو اليمن, يتحركان وفق خطة إيرانية إرهابية واحدة, هدفها توسيع الإمبراطورية الفارسية وتوسيعها في المنطقة والعالم عبر وسائل وأنشطة إرهابية تتمثل في القتل والتنكيل والتهجير وغسل الأموال والمتاجرة بالمخدرات وإقلاق أمن واستقرار المنطقة والعالم عبر استهداف عدداً من المراكز والمرافق العالمية الحيوية ومنها آبار النفط والطرق الملاحية, وغيرها من الأنشطة.
موقف الحكومة
تطالب الحكومة منذ وقت مبكر المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول الفاعلة تصنيف مليشيا الحوثي الانقلابية جماعة إرهابية.
وتستند دعوة الحكومة الشرعية إلى مجموعة كبيرة من الحقائق التي تتعلق بمليشيا الحوثي منها جرائم الحرب ضد المدنيين وقتل النساء والاطفال، وزراعة الألغام والمتفجرات, والقصف بالأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المدن المكتظة بالمدنيين، سواء داخل اليمن أو دول الجوار كما هو الحاصل مع المدن السعودية القريبة من الحدود اليمنية.
وتستند دعوة الحكومة الشرعية أيضا إلى ارتباط مليشيا الحوثي الوثيق بإيران، الدولة المصنفة عالميا بالإرهابية وراعية الإرهاب، إضافة إلى ارتباط مليشيا الحوثي بأذرع ايران في المنطقة ويأتي في مقدمة هده الاذرع مليشيا حزب الله الذي ساعد المليشيا على اقتحام العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر2014م, كما أسهم في تطوير قدراتها القتالية وتزويدها بالخبراء وأنظمة الاتصالات والتحالف معها من أجل إغراق المنطقة بالفوضى والاعتداء على دول الخليج واستهدافها بالصواريخ الباليستية البعيدة المدى والطائرات بدون طيار وجميعها أسلحة مصدرها إيران.
الحكومة دعت في مارس 2020, الكونغرس الأمريكي إلى تصنيف مليشيا الحوثي على أنها “منظمة إرهابية”.
وعلى لسان وزير الإعلام قالت الحكومة في بيان لها: “ندعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية, كونها واحدة من أسلحة إيران الخطيرة في المنطقة، والتي تمارس القتل والاختطاف والتشريد للقضاء على اليمنيين، واستهداف الدول المجاورة، وزرع الألغام البحرية، وإطلاق قوارب مفخخة لتهديد الشحن”.
ورافق البيان لقطات من تصريحات عضو الكونغرس الجمهوري آدم د. كينزينغر خلال جلسة استماع لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي اتهم فيها النظام الإيراني بالإطاحة بـالحكومة الشرعية في اليمن، متهما إيران بزعزعة استقرار المنطقة.
وأضاف بيان الحكومة: “نؤكد على الدور المحوري لمسؤولي البيت الأبيض, في كبح طموحات التوسع الإيراني في الشرق الأوسط، والحد من مليشياتها الطائفية والحد من تهديداتها الإرهابية، وأهمية استمرار الضغط السياسي والاقتصادي على نظام طهران لحماية أمن واستقرار المنطقة والعالم”.ٍ
الموقف العربي
ووجه برلمانيون عرب أثناء اجتماعهم في القاهرة دعوة إلى الأمم المتحدة طالبوا فيها بإدراج مليشيا الحوثي في اليمن ضمن قائمة “المنظمات الإرهابية” متهمين المليشيا بشن هجمات عدوانية على المدنيين في اليمن والسعودية.
وقرر برلمان جامعة الدول العربية في اجتماعه: “مطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ موقف حازم وفوري من خلال تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية”.
وفي الاجتماع اتهمت الهيئة التي تتألف من ممثلين عن البرلمانات في الكتلة العربية مليشيا الحوثي بـ “استهداف البنية التحتية المدنية والحيوية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار بشكل منتظم”.
في 12 يونيو/حزيران 2019, أطلق صاروخ على مطار أبها جنوب غرب السعودية أسفر عن إصابة عشرات المدنيين – في هجوم تبنته مليشيا الحوثي.
كما أعلنت مليشيا الحوثي مسؤوليتها عن سلسلة من هجمات الطائرات بدون طيار على السعودية، بما في ذلك هجوم ألحق أضراراً بمحطتين لضخ أنابيب النفط في 14 مايو/أيار من العام نفسه.
وتتهم المملكة العربية السعودية إيران بالوقوف وراء الهجمات، إما مباشرة أو من خلال دعم مليشيا الحوثي.
وكان البرلمانيون الذين اجتمعوا في القاهرة طلبوا من الجامعة العربية ان تعرض على مجلس الأمن الدولي “مسألة التهديدات والتدخل الإيران”.
الموقف الأمريكي
تحت عنوان (الحوثيون الذين لا يرحمون: إرهابيون أم كيان يثير قلقاً خاصاً؟) كتب بيتر كوينغز باور على صفحة موقع منظمة السلام العالمي تقريرا قال فيه: إن كلاً من الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والحالي دونالد ترامب فكرا في إصدار إعلان يسمي ويصنف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، ولكن أياً منهما لم يتخذ أي إجراء بشأن ذلك بعد.
وبحسب كوينغزباور في ديسمبر 2019، صنفت الولايات المتحدة مليشيا الحوثي رسمياً على أنها “كيان يثير قلقاً خاصاً”، وتحديداً بسبب انتهاكات المليشيا ضد الحريات الدينية.
وقد أعطى ذلك الولايات المتحدة قدرة أكبر على فرض عقوبات على مليشيا الحوثي، وعلى الرغم من أن ترامب لم يفرض بعد مثل هذه السياسات، إلا أنه سيفرض عبئاً مالياً ثقيلاً على مليشيا المتمردين الحوثيين وفقا لباور.
في فبراير 2020، ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن إدارة ترامب هددت بتعليق المساعدات الإنسانية لليمن “ردا على “ضريبة” مليشيا الحوثي المقترحة بنسبة 2% من إجمالي قيمة المساعدات المقدمة في المناطق التي تسيطرعليها.
وفي حين حاول متحدث باسم ترامب تبرير أن هذا الخيار كان هو “الملاذ الأخير”، فإن هذه السياسة ستؤدي بالتأكيد إلى عواقب مدمرة، معتبراً أن 80% من مجموع السكان اليمنيين يحتاجون إلى نوع من المساعدات الإنسانية. ولحسن الحظ، لم تكن هناك حاجة إلى مثل هذه المعضلة، إذا تخلى الحوثيون عن اقتراحهم الضريبي, وفقا للصحيفة الأمريكية.
بحسب تقرير باور من خلال تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، فإن المليشيا المتمردة ستكون في الواقع “أكثر عزلة” عن المجتمع الدولي, ولن يعترف أي حليف أمريكي بمليشيا الحوثي كسلطة شرعية في اليمن، مما يمنع المتمردين من إقامة تحالفات خارجية مع أي دولة أجنبية، فضلاً عن عدم قدرة المليشيا على المشاركة في سوق التجارة الحرة.
تردد في الموقف
وفقا لتقرير باور في حين أن الحوثيين هم بلا شك مليشيا متطرفة عنيفة، سلبوا شعبهم حق الوصول إلى المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، يمكن للمرء بالتأكيد أن يجادل بأنه الصحيح للغاية تصنيفها ككيان يثير قلقاً خاصاً.
إثبات لما هو واضح
موقع فوكس نيوز الأمريكي كان قد نشر تقريرا قال فيه: إن هناك تقارير تفيد بأن إدارة ترامب تفكر في تصنيف مليشيا الحوثي المدعومة من إيران كمنظمة إرهابية، مما يشعل جدلاً حول ما إذا كانت مثل هذه التسمية ستؤدي إلى نهاية أسرع للحرب التي طال أمدها.
ووفقاً لموقع “المونيتور” الإخباري وتحليلها الذي يركز على الشرق الأوسط، فإن تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية من شأنه أن “يجعل من غير القانوني للمواطنين الأمريكيين تقديم المال أو الدعم المادي الآخر للمناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي” – مما قد يزيد من الضغط بما يكفي لجعل المليشيا “تمضي بالطريقة التي تريدها الولايات المتحدة والسعودية وغيرهم”, بحسب تقرير فوكس نيوز.
ويؤكد تقرير فوكس نيوز أن التصنيف الأمريكي المحتمل لمليشيا الحوثي كجماعة إرهابية هو جزء من الجهود الأوسع التي يبذلها البيت الأبيض للقضاء على الأنشطة الإيرانية التي يقول إنها تسهم في زعزعة استقرار المنطقة.
وستتمكن الولايات المتحدة عندئذ من تجميد الأصول المالية المرتبطة بالحوثيين، وفرض عقوبات على أي شخص يُعتبر أنه يقدم “دعما ماديا” للمليشيا، ومقاضاة الأفراد الذين يُعتبرون مساندين لها.
يقول ديل وايلدر، المتخصص في مكافحة الإرهاب، والناشط السابق في الحكومة الأمريكية: إن تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية سوف يكون مجرد إثبات لما هو واضح وكان يستحق إعلانه من طرف الأمريكي في وقت مبكر.
وأضاف أن “الجميع يعرفون أن الحوثيين مليشيات إرهابية، وان إيران تسيطر عليها وهي في حد ذاتها “منظمة ارهابية”. لكن إلى أن يحدث تغيير في النظام في إيران، سيواصل مليشيات الحوثي وحزب الله وغيرهم فيما يسمى محور إيران القيام بارتكاب أعمال إرهابية وتعطيلية”.
مليشيات إيران تدمر اليمن
في مايو 2019, اعترف زعيم مليشيا حزب الله في لبنان حسن نصر الله علناً بدعم مليشيات حزبه لمليشيات الحوثيين، وأكد مجدداً دعمه المطلق لزعيم مليشيا الحوثيين عبد الملك الحوثي.
وجاء خطاب نصر الله بعد يومين من إعلان العقيد تركي المالكي، المتحدث باسم التحالف الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أن قوات التحالف دمرت نظام اتصالات رئيسي في معقل مليشيات الحوثي في محافظة صعدة.
وكشفت العملية عن معلومات استخبارية تشير إلى تورط مليشيا حزب الله في إنشاء وتشغيل وإدارة أنظمة اتصالات في خمسة مواقع في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي, تبع ذلك الشكوى الرسمية التي قدمها وزير الخارجية اليمني آنذاك خالد اليماني إلى مجلس الأمن الدولي.
تدعم مليشيا حزب الله المتمردين الحوثيين لوجستياً وعسكرياً منذ بداية انقلابهم على حكومة الشرعية في اليمن في سبتمبر 2014, ويتمثل هذا الدعم بالقيام بتدريب عناصر مليشيا الحوثي على عمليات التخريب والتخريب ضد السلطات المنتخبة.
في فبراير 2016، أكد شريط فيديو عثرت عليه قوات الأمن اليمنية في موقع محرر من مليشيا الحوثي تورط مليشيا حزب الله اللبنانية في دعم المتمردين الحوثيين والتخطيط لهجمات إرهابية في الأراضي السعودية.
الفيديو أظهر قائداً ميدانياً في مليشيا حزب الله مع مجموعة من الرجال المسلحين خلال دورة تدريبية يعلن عن التحضير لعملية “خاصة” تستهدف الرياض.
وفي ديسمبر 2017، أفادت التقارير أن ثلاثة عناصر من عناصر مليشيا حزب الله اللبناني قتلوا في محافظة حجة.
تفيد التقارير أن حزب الله أحد المليشيات الرئيسية التي تقف وراء الانقلاب على الشرعية اليمنية، ولعبت هذه المليشيا دوراً كبيرا من سبتمبر 2014 إلى مارس 2015 عندما أنشأت طهران جسراً جوياً مباشراً مع صنعاء استُخدمت لتعزيز القدرات العسكرية للمليشيات الحوثية.
ويمثل اعتراف زعيم مليشيا حزب الله بدعم مليشيا الحوثي انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وتحديدا المادة 13، التي تحظر على الدول والمنظمات تقديم أي دعم عسكري للمليشيات الحوثية.
انتهاك مليشيا حزب الله للمادة يعتبر جريمة ضد اليمن والمنطقة بأسرها ويضع الجاني بين المنظمات والأطراف المارقة التي تسعى إلى تفاقم الأزمة.
وتخوض جميع القوى السياسية الوطنية في لبنان صراعاً مستمراً ضد سياسات مليشيا حزب الله، التي ألحقت تدخلاتها الخارجية ضرراً كبيراً بالدولة اللبنانية, حيث كانت هذه المليشيات متورطة في هجمات إرهابية استهدفت المملكة العربية السعودية البحرين وسوريا والعراق.
وقد تدخلت باستمرار في السياسة الداخلية اللبنانية في محاولة لدفع أجندة إيرانية، وبسبب تصرفاتها لم تتمكن الدولة اللبنانية من متابعة المشاريع التنموية والاقتصادية، وترفض المليشيا الالتزام بسياسة الدولة اللبنانية في عدم التدخل.
في اليمن، يدفع السكان اليمنيون العاجزون ثمن سياسات مليشيا حزب الله عبر تكريس كبير للفقر والجوع والمرض, فمنذ انقلاب مليشيا الحوثي، قُتل الآلاف وشرد أكثر من 3 ملايين شخص. هذه الإحصاءات المخيفة هي النتائج المباشرة لسياسات مليشيا الحوثي بدعم أجنبي.
* التقرير لسبتمبر نت
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر