مليشيا الحوثي تجني عواقب تصعيدها في مأرب.. خسائر فادحة في الأرواح والمعدات..«تقرير»
بدأت مليشيا الحوثي الانقلابية، بجني عواقب وخيمة لتصعيدها العسكري في محافظة مأرب (شمال شرقي البلاد) التي التهمت رمالها مئات العناصر الحوثية منها قيادات مقربة من زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي.
وتعرضت مليشيا الحوثي خلال الأيام الماضية لأكبر عملية استنزاف بالأرواح والعتاد في جبهات “مأرب” شرقي صنعاء، وذلك بنيران قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بإسناد من طيران التحالف العربي بقيادة السعودية.
وتمكّنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية في مأرب على مدار قرابة أسبوعين من إحباط موجات متكرّرة من هجمات مليشيا الحوثي، التي استخدمت أهم مقدراتها العسكرية في المعركة وأوكلت قيادتها لعدد من أرفع ضباطهم يتقدّمهم عبدالخالق الحوثي شقيق زعيم الجماعة، وأبو علي الحاكم رئيس دائرة الاستخبارات العسكرية التابعة للحوثيين.
ومع انقضاء أسابيع على هذا الهجوم الذي ما يزال مستمراً، منيت ميليشيات الحوثي بأكبر الخسائر في صفوفها وبين قادة الصف الأول لجناحها العسكري، وفق تأكيدات مصادر عسكرية، وإفادات وسائل إعلامها التي تبث يومياً تسجيلات لمواكب تشييع مقاتليها.
وأعلن الجيش الوطني مؤخراً القضاء على 3 كتائب عسكرية للحوثيين في جبهة صرواح غربي محافظة مأرب، شرقي البلاد بعد رصد دقيق طيلة الفترة الماضية لتحركاتها في المنطقة وحتى لحظة بدء هجومها .. وتكبدت المليشيا الحوثية أكثر من 2000 قتيل و5 آلاف جريح على أسوار مأرب، خلال الشهرين الماضيين، وفقاً لرصد صادر عن الجيش الوطني.
إشاعات كاذبة
بعد أن عجزت المليشيا الحوثية عن تحقيق اختراقات جوهرية بمحافظة مأرب لجأت المليشيات لضخ انتصارات وهمية للحفاظ على معنويات عناصرها وبهدف التغطية على محارق الموت المفتوحة التي تتعرض لها.
ومن أجل استقطاب عناصر جديدة للزج بهم في محرقة مأرب، لجأت المليشيا الحوثية لإسقاط مأرب عبر حملات سياسية وإعلامية وبث الإشاعات والحرب النفسية.
ونشرت المليشيا الحوثية خلال الأيام الماضية عشرات التصريحات التي توهم أنصارها أنها باتت على أبواب مأرب، كما قامت بتزوير عدد من المذكرات العسكرية للوقيعة بين الحكومة الشرعية ورجال القبائل.
وحاولت المليشيا مراراً مغازلة قبائل “مراد” بمأرب والنيل من مواقفها بأنها قد أعلنت استسلامها، والزعم بأن الوجاهات القبلية انسحبت من المعركة، بالتزامن مع اختراق عدد من صفحات الناشطين المأربيين، بهدف خلق حالة إحباط في نفوس الموالين للشرعية.
وخلافاً لما تبثه المطابخ الحوثية، أكدت مصادر قبلية أن قبائل “مراد” دفعت بالمئات من عناصرها إلى الخطوط الأمامية في مديرية ماهلية جنوبي مأرب، التي حاول الحوثيون التسلل إليها بالتنسيق مع عناصر القاعدة وداعش في مديرية ولد ربيع بالبيضاء.
وأشارت المصادر إلى أن المليشيا الحوثية تكبدت خلال الساعات الماضية عدداً من القتلى، بينهم القيادي الميداني العقيد عبدالرزاق حسين الأكوع، والعقيد عبده أحمد المنصوري.
وذكرت المصادر، أن مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية، شنت 10 غارات على مواقع حوثية في مديريتي ناطع بالبيضاء ومواقع في الأطراف الجنوبية لمأرب، وكبدت المليشيا خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
واعتبر وزير الإعلام معمر الإرياني أن التضليل الحوثي المكثف الذي يديره خبراء حزب الله وإيران للتأثير في المعنويات جاء بعد فشل خيار الحسم العسكري بمأرب.
وقال الإرياني إن المتابع لخريطة المعارك العسكرية، يدرك أن الحوثي فشل منذ 2015 في التقدم بجبهة صرواح التي تبعد عن مدينة مأرب 14 كيلو متراً، فيما تبعد مديرية الجوبة عن المدينة ٧٠ كيلو مترا.
وأشار الإرياني إلى أن المليشيا الحوثية استغلت بعض الثغرات على خلفية أحداث “مديرية ردمان” لاختراق مديريات محافظة البيضاء باتجاه مأرب، وعقدت الصفقات مع تنظيمي “القاعدة، داعش” برعاية إيرانية لتأمين مرورها وتسليم واستلام المواقع، في ظل انشغال الجيش والمقاومة والقبائل بمعارك مفتوحة على طول جبهات مأرب والجوف.
وشدد الإرياتي على أن مليشيا الحوثي لن تحقق أي إنجاز يذكر سوى الإلقاء بالمزيد من قياداتها وعناصرها وعتادها في محارق مفتوحة بجبهات مأرب والجوف، لافتاً إلى أن الجيش والمقاومة والقبائل بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية يديرون معارك استنزاف للعدو ويمسكون بزمام المبادرة والأيام القادمة حبلى بمفاجآت.
وطمأن الإرياني الجميع بأن مأرب “عصية – وستظل عصية- على الكهنوت الحوثي وإيران بفضل ثبات مواقف قيادتها ومشايخها وقبائلها وأبنائها الأبطال الذين يشكلون سياجاً منيعاً إلى جانب الجيش الوطني، وقدموا ولا زالوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء دفاعاً عن الأرض والعرض”.
انتصارات كبيرة
واستطاعت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تحقيق انتصارات كبيرة وتقدماً كبيراً في جبهات مأرب ضد ميليشيات الانقلاب الحوثية، بإسناد من طيران التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقال مصدر عسكري إن أبطال الجيش ورجال القبائل في جبهة العلم استطاعوا السيطرة على دحيضة والشهلاء، مع سقوط عدد من القتلى واستسلام البعض الآخر، وهروب البقية من مواقعهم تاركين وراءهم عدداً كبيراً من الغنائم التي كانت تحت سيطرتهم، ومنها آليات عسكرية وشاصات وكاميرات تابعة للإعلام الحربي، وقد تجاوز عدد الأسرى 15 أسيراً.
وأعلن الجيش الوطني، مساء اليوم الخميس، مقتل 40 عنصراً حوثياً في معارك جنوب محافظة مأرب النفطية، شرقي البلاد.
وقال الجيش الوطني، في بيان، إن قواته مسنودة بالمقاومة الشعبية نفذت كميناً محكماً لمجاميع تابعة لمليشيات الحوثي في جبهة ماهلية جنوب محافظة مأرب.
وأسفر الكمين عن مقتل 40 عنصراً حوثياً وسقوط العديد من الجرحى، إلى جانب خسائر أخرى في المعدات العسكرية، وفقاً للبيان.
وأضاف أن قواته تمكنت من السيطرة على المواقع التي كانت تتمركز فيها المجاميع الحوثية، فيما استهدف طيران التحالف تعزيزات حوثية كانت في طريقها إلى المنطقة.
في السياق استهدفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، تعزيزات المليشيا الحوثية في الجبهة ذاتها، وكبدتها خسائر في العدد والعدة.
في سياق متصل، أكد الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي أن قوات الجيش سيطرت على مواقع حاكمة في جبهات المخدرة، وصرواح، والماهلية، وأحبطت محاولة المليشيا للتسلل، وحاصرت مجاميعها وقضت عليها، وقطعت طرق إمداداتها.
كمائن محكمة
وأمس الأول الثلاثاء أعلن الجيش الوطني مقتل عشرات الحوثيين في كمين محكم نصبته قواته للمليشيات في مديرية ماهلية جنوبي مأرب.
وأكد المركز الإعلامي للقوات المسلحة في بيان “مقتل أكثر من 25 عنصراً من الحوثيين وإصابة آخرين في الكمين”، مشيرا إلى “إعطاب مدفعية الجيش آليتين للحوثيين كانتا تحملان أسلحة وذخائر”.
وأشار إلى استهداف طيران التحالف بغارة جوية عربة بي إم بي وثلاث آليات للحوثيين في جبهة ماهلية، أسفرت عن مقتل من كانوا على متنها.
أعلن الجيش الوطني مؤخراً القضاء على 3 كتائب عسكرية للحوثيين في جبهة صرواح غربي محافظة مأرب، شرقي البلاد بعد رصد دقيق طيلة الفترة الماضية لتحركاتها في المنطقة وحتى لحظة بدء هجومها
في سياق متصل، أحرزت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية أمس الأول الثلاثاء تقدمات ميدانية جديدة في جبهة المخدرة شمالي محافظة مأرب.
وأكد مصدر عسكري لموقع “الجيش” أن العشرات من العناصر التابعة للحوثيين سلموا أنفسهم بعد محاصرتهم في أحد المواقع العسكرية الاستراتيجية، التي تم تحريرها على يد قوات الجيش والمقاومة صباح اليوم.
وأضاف أن قوات الجيش تمكنت من تحرير واستعادة مواقع عسكرية في جبهة المخدرة شمالي محافظة مأرب بعد معارك عنيفة خاضتها لليوم الخامس على التوالي.
دور فعال لطيران التحالف
وساهمت ضربات طيران التحالف العربي في استنزاف الكتلة البشرية المقاتلة للحوثيين، فضلاً عن تدميرها كماً كبيراً من سلاحهم وعتادهم.
وكثّف طيران التحالف العربي غاراته على تعزيزات الحوثيين في مديرية صرواح، غربي مأرب ومديريتي ماهلية والرحبة جنوب المحافظة.
فقدان التوازن
معركة السيطرة على مأرب التي أطلقها الحوثيون مؤخراً ارتدّت عليهم وأفقدتهم توازنهم في جبهات أخرى، وكشفت حالة الإجهاد التي بلغها مجهودهم الحربي في وقت يواجهون فيه مشاكل وأزمات معقّدة في مناطق سيطرتهم، بما في ذلك تلك التي تشكل خزانهم البشري.
ومُنيت المليشيا الحوثية خلال الأيام الماضية بخسائر فادحة في عدد من الجبهات، وخصوصاً في الجوف والبيضاء ونهم، فضلاً عن المحرقة التي تعرضت لها في محافظة مأرب.
فمن جبهة الجوف شمالاً، إلى جبهة مأرب شرقاً، إلى جبهة البيضاء بوسط اليمن، تلقّى الحوثيون مؤخراً سلسلة من الهزائم العسكرية اضطرّوا معها إلى الانسحاب وإخلاء العديد من مواقعهم بعد تكبّدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، خلال مواجهاتهم مع قوات الجيش والمقاومة الشعبية.
انتصارات كبرى في الجوف
أكد الناطق الرسمي للجيش العميد عبدة مجلي اليوم الخميس أن “قوات الجيش والمقاومة الشعبية مسنودة بالطيران تواصل التقدم في جبهات القتال شرق مدينة الحزم بمحافظة الجوف، حتى تحرير كامل المحافظة”.
ونقل “سبتمبر نت” عن العميد مجلي قوله: إن قوات الجيش والمقاومة نفذت هجوماً مباغتا من عدة محاور على مناطق ومواقع كانت تتمركز فيها مليشيا الحوثي، تمكنوا من تحرير منطقة النضود بالكامل والتقدم إلى جبال “الشهلا”.
وأشار مجلي إلى أن “أبطال الجيش والمقاومة يواصلون التقدم لتطهير ما تبقى من المواقع، وسط انهيار معنوي ونفسي وفرار وتقهقهر في صفوف المليشيا الحوثية”. مؤكداً أن المعارك مستمرة حتى تحرير كامل محافظة الجوف”.
وتابع أن “القوات المسلحة والمقاومة ستواصل العمليات العسكرية التي تمكنت من خلالها سابقاً من تطهير منطقة “الصبايغ”، و”جبال حويشيان، و”المحازيم”، و”عرفان”، وتحرير مساحات واسعة في مختلف جبهات الجوف”.
وأكد متحدث الجيش أن “المعارك كبّدت المليشيا خسائر بشرية ومادية كبيرة، ومقاتلات التحالف ومدفعية الجيش دمّرت العديد من العربات والمدرعات التابعة للمليشيا الحوثية، علاوة على استعادة الجيش لعدد آخر منها”.
وتكمن أهمية المناطق التي تم تحريرها في أنها تمكن الجيش من قطع الطرقات على المليشيا الحوثية والعمل على تأمينها، وأهمها خط اليتمة – مأرب، والطريق باتجاه “بير المرازيق”، وكذلك الطرقات إلى مدينة الحزم (مركز المحافظة).
وفي جبهات أخرى، أفاد ناطق القوات المسلحة أن “مليشيا الحوثي تكبّدت قتلى وجرحى، في جبهتي منطقة صلب ونجد العتق بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، بنيران أبطال الجيش وغارات طيران التحالف”.
وقال “إن قوات الجيش سيطرت على مواقع حاكمة في جبهات المخدرة، وصرواح، والماهلية، وأحبطت محاولة المليشيا للتسلل، وحاصرت مجاميعها وقضت عليها، وقطعت طرق إمداداتها”.
وفي جبهتي الفاخر وباب غلق بمديرية قعطبة، شمالي محافظة الضالع دكّت مدفعية الجيش، مواقع المليشيا مما أدى إلى تدمير مواقعها وتحصيناتها، في حبيل العبدي والمناطق المحيطة به، وفق ناطق الجيش.
تقدم مستمر
وأكدت مصادر عسكرية أن مليشيا الحوثي تكبّدت في اليومين الأخيرين عشرات القتلى ومئات الجرحى والأسرى في معارك الجوف ونهم والضالع ومأرب، بالتزامن مع استمرارها في خروقها للهدنة الأممية في محافظة الحديدة.
وذكرت المصادر أن قوات الجيش في محافظة الحوف تمكنت من تحرير جبل ابن عجيل وتلة الصيلحي في محافظة الجوف، وتأمين مواقع جبهة الصبايغ والمحازيم التي تم تحريرها في وقت سابق من عناصر المليشيا الانقلابية.
وأشارت المصادر إلى أن المعارك التي خاضتها قوات الجيش ورجال القبائل أدت إلى مقتل أكثر من 36 مسلحاً حوثياً، بينهم القيادي الحوثي طارق حسن المعوضي، المكنى بـ«أبو المسيرة»، فضلاً عن عشرات الجرحى والأسرى في هذه الجبهة .. وكبدت قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية السابعة الميليشيات خسائر جمة في جبهة مديرية نهم (شرق صنعاء).
ونقل موقع الجيش “سبتمبر نت” عن العقيد فيصل ناصر مختار، رئيس شعبة التوجيه المعنوي بالمنطقة العسكرية السابعة، قوله: “إن الجيش والمقاومة يلقنون الميليشيات الحوثية الهزائم والخسائر التي لا تنسى، نظراً للأعداد الكبيرة التي يزج بها إلى الموت”.
وأكد مختار استعادة مواقع عسكرية مهمة في نجد العتق، إضافة إلى استعادة آليات عسكرية وتدمير أخرى خلال المعارك، واستعادة كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة .. وأكد أن 15 عربة تم استعادتها من المليشيا، وعدداً من الأسلحة الثقيلة والعشرات من “العيارات” المتوسطة, وكميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة “الكلاشينكوف”.
انتصارات في الجوف
وأكد القائم بأعمال قائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء الركن أمين الوائلي، أن قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية وطيران تحالف دعم الشرعية حققت خلال الأيام القليلة الماضية انتصارات كبيرة في جبهات القتال شرقي مدينة الحزم بمحافظة الجوف، مؤكداً أن المليشيات الحوثية تعيش حالة انهيار واسع وغير مسبوق.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن اللواء الوائلي: إن المعارك ما تزال مستمرة في مختلف الجبهات القتالية بمحافظة الجوف وسط تقدم مستمر لأبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبإسناد مباشر من طيران التحالف.
وأوضح أن أبطال الجيش مسنودين بالمقاومة تمكنوا من تحرير مساحات واسعة ومواقع استراتيجية شرقي مدينة الحزم منها “جبل عرفان، قرن الكدادي، ومختم الحبيل، وقرون الهناديه”، مشيرا إلى أن الأبطال سبق وأن تمكنوا من تطهير جبال “الصبايغ” وعدد من المواقع المحيطة بها، وقطعوا خطوط إمدادات المليشيات الحوثية.
وأكد الوائلي أن المعارك أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصر المليشيات الحوثية، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد سواء بنيران أبطال الجيش أو بغارات مقاتلات التحالف التي تمكنت من تدمير 3 عربات و7 أطقم وآليات قتالية.
استسلام جماعي
والإثنين، أعلن الجيش استسلام مجاميع من مقاتلي الميليشيا الحوثية على وقع التقدمات التي أحرزها بدعم من المقاومة وطيران التحالف العربي بقيادة السعودية في جبهات الجوف.
وأكد مصدر عسكري أن 27 مسلحاً حوثياً سلموا أنفسهم بعد فرض الحصار عليهم في جبهة الصبايغ، كما سقط أكثر من 20 عنصرا حوثياً قتلى في ذات الجبهة.
ضربة موجعة في البيضاء
أما في محافظة البيضاء الواقعة إلى الجنوب من مأرب فتحدثت مصادر عسكرية عن “مذبحة كبرى” في صفوف مليشيا الحوثي حيث قتل وجرح وأسر العشرات من مقاتليها خلال الأيام الماضية.
وأكّد ذلك ذياب نمران قائد اللواء 143 مشاة، حيث أوضح أن ميليشيا الحوثي المتمردة تلقت ضربة عسكرية موجعة بجبهة قانية شمال البيضاء، وأن العشرات من مسلحي الحوثي وقعوا بين قتيل وجريح وأسير في الجبهة المحاذية لمحافظة مأرب، واصفاً ما حدث بأنه “مذبحة كبرى للحوثيين ليس لها مثيل”.
وبحسب نمران فإن الخسائر المادية للمتمرّدين لم تكن أقل فداحة، حيث استعاد الجيش عربات وآليات عسكرية وأسلحة ثقيلة وخفيفة وذخائر بمختلف أنواعها كانت بحوزة الحوثيين.
استنزاف متواصل
أعلن الناطق باسم الجيش الوطني العميد عبده مجلي أمس الأول الثلاثاء، ”استعادة قوات الجيش منطقة المحازيم وتبة الصليحي بالإضافة إلى منطقة “الصبائغ” التي استعيدت بالكامل في وقت سابق وعدد من المواقع المحيطة بها، و”قرون الهنادية، وجبال “عرفّان” والكدادي ومختم الجبيل وجبل حويشيان الاستراتيجي”.
وأوضح في تصريح لموقع الجيش “سبتمبر نت” أنه “بتحرير تلك المناطق تمكنت قوات الجيش والمقاومة من قطع خطوط إمداد مليشيات الحوثي واحكام الحصار عليها وتحقيق التقدم على مواقع كانت تتمركز فيها المليشيا”.
وأضاف ”المواجهات كبدت مليشيا الحوثي عشرات القتلى والجرحى في صفوفها، واعتقال مجاميع من عناصرها، وتدمير آليات قتالية وعربات مدرعة تابعة لها” بحسب تصريح نقله المركز الإعلامي للقوات المسلحة.
وأفاد مجلي أن “قوات الجيش حققت تقدمات ميدانية في جبهات مديرية نهم بمنطقة نجد العتق، وقانية، وهيلان، وصرواح، والمخدرة” مؤكداً أن مليشيا الحوثي تتعرض لحالة استنزاف متواصل، الأمر الذي دفعها الى الحرب النفسية والدعايات والإشاعات المغرضة وتزوير وثائق كاذبة.
إحصائيات بقتلى المليشيات
رصدت إحصائية حديثة مصرع 514 عنصرًا من ميليشيات الحوثي بينهم قيادات، خلال شهر أغسطس الماضي فقط، وسط تكتم شديد عن خسائر كبيرة ناتجة عن ضربات موجعة في جبهات القتال، أكبرها مأرب والبيضاء والجوف.
واعتمدت الإحصائية على ما اعترفت به ميليشيات الحوثي فقط من خلال رصد عمليات التشييع التي نقلتها وسائل إعلام حوثية، وتضم الحصيلة الموجعة قيادات حوثية كبيرة وخسائر بشرية للميليشيات.
وتصدرت العاصمة صنعاء– بحسب الإحصائية– الصدارة من حيث عدد قتلى الميليشيات بـ 189 قتيلاً بينهم 72 قيادياً، تليها محافظة ذمار بـ89 قتيلاً بينهم 6 قيادات وشيخ قبلي، كما احتلت محافظة حجة المرتبة الثالثة من حيث أعداد قتلى الميليشيات بـ57 قتيلاً بينهم 15 قيادياً، ومحافظة صعدة 42 قتيلاً بينهم 7 قيادات، ثم محافظة عمران 35 قتيلاً بينهم 10 قيادات وشيخ قبلي ومصور الإعلام الحربي للحوثيين.
وقتل من محافظة الحديدة 21 مجنداً وقيادي واحد، فيما بلغت خسائر محافظتي تعز والبيضاء 18 قتيلاً في كل منهما، فكان من بين قتلى تعز قياديان، ومن بين قتلى البيضاء 3 قيادات ومصور للإعلام الحربي التابع للحوثيين، ومحافظة إب 13 قتيلاً بينهم 3 قيادات بارزة، ومحافظة الجوف 12 قتيلاً بينهم مصور الإعلام الحربي للحوثيين، تتبعها محافظة المحويت بـ 9 قتلى، ومحافظة ريمة 7 قتلى بينهم قيادي، ثم محافظة الضالع قتيلين.
متابعة حكومية مستمرة
وترأس رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اجتماعاً لحكومة تصريف الأعمال، لتدارس المواضيع والمستجدات على الساحة الوطنية على ضوء التطورات الأخيرة في عدد من الجوانب، وفي مقدمتها الأوضاع العسكرية والميدانية في جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، واتخاذ عدد من القرارات والإجراءات في هذا الشأن.
ووقفت الحكومة أمام حشد الجهود لتعزيز قدرات الجيش الوطني وإسناد القبائل والمقاومة الشعبية في المعركة المصيرية والوجودية لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي وإجهاض المشروع الإيراني في اليمن بدعم من تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وأكدت بهذا الخصوص أن دعم الجبهات كانت وستظل أولوية قصوى، وأهمية الدور الحزبي والمجتمعي والشعبي والقبلي في معركة كل اليمنيين والعرب.
واستمع الاجتماع إلى تقرير عن الأوضاع الميدانية والعمليات العسكرية في عدد من جبهات القتال ضد مليشيا الحوثي الانقلابية، والمقدم من وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الفريق محمد المقدشي، مشيراً إلى ما يخوضه أبطال الجيش الوطني ورجال القبائل الشرفاء والمقاومة الشعبية ورجال القبائل في مختلف المواقع والجبهات خاصة في الجوف والبيضاء ومأرب ونهم، لافتاً إلى الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تكبدتها المليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية وسقوط عدد من قياداتها والآلاف من عناصرها بين قتلى وجرحى وأسرى، موضحاً أن مليشيا الحوثي مستمرة في الزج بالأطفال والمغرر بهم في معارك خاسرة واسترخاص الدم اليمني وعدم الاكتراث للخسائر البشرية الكبيرة.
وثمنت حكومة تصريف الأعمال الدور البطولي لقوات الجيش الوطني ورجال القبائل الشرفاء والمقاومة الشعبية وهم يواصلون تقديم التضحيات تلو التضحيات من أجل إنهاء المشروع الانقلابي الطائفي، واستكمال تحرير بقية المناطق التي ما زالت تحت سيطرة المتمردين الذين عاثوا في البلاد فساداً وتدميراً وارتكبوا أبشع الجرائم بحق أبنائها، خدمة لأجندات دخيلة ومرفوضة تسعى لتحويل اليمن إلى شوكة في خاصرة دول الجوار، وتهديد أمن واستقرار المنطقة والإقليم والعالم، مؤكدة أنها لن تتوانى وبتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبدربه منصور هادي عن تقديم كل أشكال الدعم والإسناد في معركة المصير للدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري والحفاظ على هوية وعروبة اليمن.
ونوهت الحكومة بالوقفة الأخوية الشجاعة والجادة لدول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذين استجابوا لنداء إخوانهم في العروبة والدين والجوار، وساهموا في إنقاذهم من مخاطر المشروع الفارسي الطائفي الذي استخدم مليشيات مسلحة لتنفيذ مخططه الذي يتهاوى في ظل الصمود الأسطوري والتفاف أبناء الشعب اليمني حول الشرعية الدستورية.
كما أشادت حكومة تصريف الأعمال بجهود كل القبائل الأحرار والشرفاء المساندة لقوات الجيش ووعيها الكبير بالخطر الذي تمثله أداة إيران الحوثية، ومشروعها العنصري والكهنوتي البغيض، منوهة بالوعي الشعبي الثابت والمتعاظم على امتداد الوطن للانتصار في هذه المعركة المصيرية مهما كلف ذلك من تضحيات، وما يحتمه ذلك من تكاتف الجهود الحزبية والرسمية لتحقيق هذه التطلعات الشعبية.
وترحم الاجتماع على الشهداء الأبرار الذين فدوا تراب الوطن بأرواحهم، موجهاً بعلاج ورعاية الجرحى والاهتمام بأسر الشهداء تقديراً لتضحياتهم الغالية، متمنياً الشفاء للجرحى، ومؤكدا أن العزاء لكل شهداء الوطن هي مواصلة دربهم الذي قدموا من أجله دماءهم الطاهرة والزكية بتحقيق النصر القريب على مشروع الإمامة الكهنوتية.
المصدر: يمن تليجراف