شن ناشطون ومفكرون محليون هجوما حاداً على وزير النقل الأسبق " صالح الجبواني" على خلفية تصريحاته الأخيرة التي انتقد فيها الحكومة الشرعية والتحالف العربي، واتهم العديد من المغردين "الجبواني" بتسويق ما صفوه بالـ" الإشاعات الكاذبة " ضد الحكومة ممثلة برئيسها الدكتور معين عبدالملك، لتنفيذ "اجندة مشبوهة" تهدف لشق الصف الوطني في هذا التوقيت الحساس.

وعقب تصريحات الجبواني، تداول رواد مواقع التواصل عددا من مقاطع الفيديو  المصورة من مقابلة سابقة للجبواني مع قناة ال BBC بعد انقلاب الحوثيين  واستيلائهم على العاصمة في سبتمبر 2014 ، وظهر الجبواني خلال المقابلة وهو يدعو المملكة العربية السعودية الى التعامل مع الحوثيين بدلا من الرئيس عبدربه منصور هادي بصفتهم القوة الحقيقية كما قال، و"انهم هم من سيحكمون اليمن بالتاكيد" واصفا تحالف الحوثي مع ايران - لاسقاط مؤسسات الدولة والانقلاب على الرئيس المنتخب- بأنه حق مشروع.

وهنأ الجبواني خلال تلك المقابلة عبد الملك الحوثي بنجاحهم بالاستيلاء على مؤسسات الدولة واسقاط معسكرات الجيش واضاف مادحا زعيم الانقلاب الحوثي بانه شاب طيب وصادق وكريم حسب تعبيره .

رد حكومي

وفي اول تصريح رسمي من الحكومة، دعا الناطق الرسمي للقوات المسلحة، العميد الركن، عبده مجلي إلى توحيد الجهود خلف القيادة السياسية والعسكرية، وعدم الانجرار خلف الشائعات التي يروج لها بعض الأشخاص، الذين لا يدركون ولا يقدرون تبعات تلك الشائعات المغرضة، التي تستهدف رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، وتروج لانقسامات لا توجد إلا في مخيلة وعقول أصحابها.

وقال العميد مجلي، بأنه لا صحة لما روج له مؤخراً من شائعات، نالت من رئيس الوزراء، الدكتور معين عبد الملك، والتي تحاول إحداث فجوة بين دولة رئيس الوزراء والجيش الوطني.. مؤكداً أن دولة رئيس الوزراء يولي الجيش اهتمامه، ويتابع انتصاراته في مختلف الجبهات القتالية.

شائعات

مشيراً أن على وسائل الإعلام التي انساقت خلف تلك الشائعات تحري المصداقية، واستقاء أخبارها من المصادر الرسمية، وعدم الانجرار خلف أي شائعات أو ادعاءات أو حرب نفسية، تستهدف قيادتنا السياسية والعسكرية، وشعبنا اليمني وقواته المسلحة.
وأضاف أن الجيش، يعمل على أسس وطنية، وعلمية حديثة، بعيداً عن الولاءات الحزبية والمناطقية، ويتكون من كل المحافظات اليمنية، ملتزماً بالدستور والقوانين النافذة في البلد.

وأشار ناطق القوات المسلحة أن الجيش ينفذ العمليات العسكرية، بحسب الخطط الاستراتيجية، المعدة من وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، ومصادقاً عليها من قبل رئيس الجمهورية، والتي أثمرت التقدم الميداني الكبير، وتحقيق الانتصارات النوعية مؤخراً في محافظات الجوف، ومأرب وتعز والضالع ومديرية نهم، شرقي صنعاء.

لماذا الان؟

وعلق الناشط والاعلامي المعروف " اسعد الشرعي" على تصريحات الجبواني بتغريدة نشرها على صفحته في "الفيس بوك" كتب فيها :" وزير النقل السابق صالح الجبواني قال أن معين عبدالملك هو من اعطى الاذن للإمارات بارتكاب تلك المذبحة بحق جنود الشرعية في نقطة العلم، بصراحة هذا الكلام غير مقنع البتة، من اين اخذت الاذن في قصف الشرعية في العبر والجوف ومارب وغيرها من الاماكن؟ "
وختم الشرعي منشوره بالقول:  "اذا كان الجبواني متاكدا من معلوماته فلماذا اخفاها كل هذا الوقت؟".

انتهازية

وكتب الصحفي والكاتب "كامل الخوداني" رئيس مجلس ادارة مؤسسة بناء حياه للتنمية والحقوق والحريات‏، رداً على الوزير السابق قائلاً: " بعد ان عجز صالح الجبواني من الحفاظ على منصبه داخل الحكومه اطلق اتهاماته وبمساندة زفافات قطر.. وطنجية 2020".

واضاف الخوداني في تغريدته: " اي مسئول تشوفوه يخرج من المنصب او مسئول يسعى للحصول على منصب اعلى ولم يحصل عليه يدعي الوطنية ويرمي التهم اعرفوا انه انتهازي كاذب".

من جانبه، اعتبر نائب وزير الاعلام السابق "فؤاد الحميري" تصريحات صالح الجبواني" غير موفقة" وذلك من خلال تغريدة له على حسابه الشخصي في تويتر، قال فيها :" للأسف لم يكن أ. الجبواني موفقاً أبداً في تغريداته الأخيرة حول مجزرة العلَم التي أدان بها نفسه بالابتزاز السياسي أكثر مما أدان د.معين بالتغطية السياسية للمجزرة.

إما أن تعرض أدلتك كاتهامك على الرأي العام
أو تؤجل اتهامك كأدلتك إلى حين عرضها على القضاء.. والسلام".

تقلبات

وسخر القيادي في حزب المؤتمر، فهد طالب الشرفي، من اتهامات  الجبواني للحكومة، قائلاً: " الجبواني عينوه وزير نقل من كثر ما تنقل في مواقفه ولف على الاحزاب والمواقف من انفصالي لحوثي ولا ترك ملة الا وعمل فيها وينتقل منها بعد انتهاء المصلحة"
مضيفا بالقول: " الجبواني عرف انه خارج التشكيلة القادمة رجع شل بيده سكين ولسان حاله يقول اما العب معكم او اقطع الكورة".

وفي نفس السياق، كتب القيادي الجنوبي "ناصر النوبة" قائلاً: "من هو صالح الجبواني ؟! الجبواني كان عايش على المعونات في بريطانيا وكان مثل ياسر اليماني من دق الطبل له رقص وقف مع الحوثيين في بداية الحرب ثم انتقل ووقف مع الانتقالي ومن ثم تم  استقطابه بالمال ووقف مع الشرعية".

ملك التناقضات

وهو ما أكد عليه ايضا الصحفي اليمني رشاد الصوفي الذي نشر على صفحته تويتر تغريدة وصف فيها الجبواني بـ"ملك التناقضات"، قائلاً: "الجبواني ملك التنقلات، كان اشتراكيا، ثم حراكيا، ثم حوثيا، ثم شرعيا ووزيرا في الحكومة، وأخيرا بعد أن وجد نفسه خارج التشكيل الحكومي الجديد المزمع إعلانه قريبا، اتجه لإفراغ غضبه على الكل، في التحالف والشرعية".

علاقته الحوثيين

من جانب اخر، كشف الصحفي والناشط عبدالسلام اليهري، عن علاقة بين الجبواني بميليشيات الحوثي عن طريق وكيل وزارة النقل التي عينها الجبواني، قائلا:" أروى الهيال المرأة التي تدير وزارة النقل بالخفاء عينت وكيل الوزارة بامر من الجبواني ولديها صلاحيات الوزير عادت من صنعاء بعد الحرب و تربطها علاقات وثيقة بقيادات الحوثي". على حد قوله".

وجاء في تغريدة للصحفي السعودي، بدر القحطاني: "الجبواني الذي يحاول النيل من السعودية وسفيرها هو نفسه الجبواني الذي طلب من السفير السعودي إبقاءه وزيرا في الحكومة".