الحكومة اليمنية تتجاوز تبعات «تفجيرات عدن».. وتباشر مشوارها في العمل والبناء والتنمية بنشاط حثيث وغير مسبوق.. «تقرير»
لم تثني تفجيرات عدن الارهابية الاخيرة، الحكومة اليمنية المشكلة من البدء بأعمال اعادة التأهيل والقيام بمهامها بمجرد انقشاع غبار التفجيرات، وشهدت الايام الاولى لعودة الحكومة، سريان الحياة إلى مؤسسات الدولة اليمنية في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك بمباشرة عدد من وزراء الحكومة الجديدة، أول أيام العمل الرسمي من مقرات عملهم في العاصمة المؤقتة، فيما تم توجيه الدعوة لنواب ووكلاء الوزارات الذين لا يزالون يقيمون في عواصم عربية بسرعة العودة لممارسة أعمالهم من الأراضي اليمنية.
وبمجرد وصول الحكومة إلى العاصمة المؤقتة عدن لمباشرة مهامها، استعاد الريال اليمني عافيته أمام العملات الأجنبية، في ظل توقعات بأن تستمر العملة المحلية في استعادة قدرتها الشرائية في الأيام المقبلة.
وكان هبوط سعر العملة اليمنية وصل قبل إعلان تشكيل الحكومة الجديدة إلى مستويات قياسية في المناطق المحررة مقترباً من حاجز 900 ريال للدولار الواحد، في ظل انقسام السياسة المصرفية في البلاد واستمرار الجماعة الحوثية في منع تداول الطبعة الجديدة وفرض عمولة على الحوالات الداخلية وصلت إلى نصف المبالغ المحولة من المناطق المحررة إلى مناطق سيطرتها.
وعلق الخبير الاقتصادي اليمني مصطفى نصر على هذا التحول وقال في تصريحات على صفحته في "فيسبوك": «التعافي الحاصل في سعر الريال اليمني مقابل الدولار واقترابه من 650 ريالاً للدولار الواحد حدث يبعث على التفاؤل. والتوقعات بأن يتحسن أكثر في حال تلقت الحكومة دعماً خارجياً مباشراً».
وأوضح نصر أن «التحسن الحالي سببه الأحداث السياسية الإيجابية عقب تشكيل الحكومة وإعادة تفعيل السحب من المبالغ المتبقية من الوديعة السعودية»، مضيفاً أن «مثل هذه التطورات بحاجة إلى إدارة كفؤة وذكية تلتقط تلك المؤشرات وتبني عليها خطوات عملية».
ضبط الاسعار
في غضون ذلك، وجهت وزارة الصناعة والتجارة، مكاتبها في المحافظات بتفعيل الدور الرقابي وضبط الأسعار وفقاً لمتغيرات سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأخرى.
وشدد وزير التجارة والصناعة في الحكومة الجديدة "محمد الأشول" في أول تعميم له وجهه إلى مكاتب الوزارة في المحافظات على "سرعة النزول الميداني لضبط أسعار السلع وفقاً لأسعار صرف العملة الوطنية"
ونوه الاشول إلى الرقابة على أسعار السلع الغذائية بما يتناسب مع تعافي العملة المحلية .. داعيا إلى أهمية تعامل الجميع بروح المسؤولية الوطنية والإنسانية .. مؤكدا استعداد الوزارة لتذليل كافة الصعوبات والمعوقات لتسيير الحركة التجارية".
استعادة الدولة
الى ذلك ترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، اجتماعا عبر الاتصال المرئي، لمحافظي المحافظات المحررة وأكد رئيس الوزراء في الاجتماع ان الأشهر القادمة هي فترة اختبار حقيقي للحكومة امام المواطنين ولا سبيل اخر الا الارتقاء لمستوى التطلعات والعمل معا من اجل ان تتحول هذه الآمال المعقودة الى واقع ،خاصة في الجانب المعيشي والخدمي والإنساني والاقتصادي.. لافتا الى ان برنامج الحكومة سيكون واقعي ويركز على التعافي الاقتصادي ومعركة استكمال انهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وان السلطة المحلية في المحافظات جزء لا يتجزأ منه وشريكه في تنفيذه، ووجه الدكتور معين عبدالملك، محافظي المحافظات على ضرورة تعزيز اليقظة الأمنية واتخاذ كل التدابير اللازمة لرفع الجاهزية، على طريق استكمال معركة استعادة الدولة وانهاء الانقلاب، ووضع حد للأعمال الإرهابية والاجرامية الحوثية.. مشيرا الى ان ما حدث في مطار عدن من هجوم إرهابي يعبر عن قلق مليشيات الحوثي من تواجد الدولة والحكومة.
الصحة العامة
وفي مجال الصحة، وجه وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، قيادات الوزارة بإعداد خطط وبرامج شاملة لكافة قطاعات الوزارة من أجل المساهمة في النهوض والارتقاء بمستوى عمل وزارة الصحة والمنشآت الصحية في الفترة المقبلة والتغلب على تحديات المرحلة السابقة، وتطرق الوزير الدكتور بحيبح خلال ترؤسه اجتماعا موسعا في العاصمة المؤقتة عدن، ضم الوكلاء والوكلاء المساعدين بالوزارة إلى برامج عمل الوزارة للمرحلة القادمة بموجب توجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وتوجهات الحكومة برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، بشأن أهمية وضرورة تكاتف جميع الجهود والعمل بروح الفريق الواحد لتقديم الخدمات الصحية والإنسانية للمواطنين.
كما اطلع وزير الصحة على مستوى سير العمل في قطاعات وإدارات الوزارة .. واستمع من وكيل وزارة الصحة لقطاع التخطيط الدكتور أحمد الكمال وعدد من المعنيين إلى شرح حول سير العمل والتحديات التي تواجههم.
مواجهة كورونا
واطلع وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح، من وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور علي الوليدي ورئيس اللجنة العلمية لمواجهة كورونا الدكتور خالد زين، على الخطط والبرامج والبروتوكولات الموضوعة لمجابهة الموجة الثانية من جائحة كورونا، وأنشطة مراكز العزل المختلفة وجهود مواجهة كورونا خلال الموجة الأولى والتدخلات الصحية المختلفة حكوميا وعبر الجهات المانحة وطرق التعامل مع الحالات المبلغ عنها والتحضيرات الجارية لإدخال اللقاحات الخاصة بكورونا.
واطلع وزير الصحة أيضا، على أنشطة إدارات الترصد الوبائي والتحصين الصحي وجملة الصعاب والمعوقات التي تعترض سير عملها .. كما تفقد وزير الصحة، الحالات الصحية لجرحى الهجوم الإرهابي على مطار عدن الدولي المرقدين في قسم الحروق بمستشفى الجمهورية .. موجها الطاقم الطبي بضرورة إيلائهم العناية الفائقة حتى تماثلهم للشفاء باذن الله.
القطاع المالي
ومن مقر وزارته، اكد وزير المالية سالم بن بريك، في اجتماع مع وكلاء ومدراء عموم الإدارات في الوزارة، أهمية إعادة بناء المؤسسات المالية للدولة وتحصيل الموارد وفقا لاستراتيجية ذات أهداف واضحة، للمساهمة في تعافي ونهوض الاقتصاد الوطني، وفقا لخطة الحكومة في الجانب الاقتصادي وزيادة الموارد.
صفحة جديدة
كما دعا وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، من مقر وزارته، كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة إلى فتح صفحة جديدة وتوحيد وتعزيز الجبهة الوطنية في مواجهة ميليشيات الحوثي.
الاتصالات
وفي قطاع الاتصالات، شدد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات نجيب العوج على إيلاء الحكومة اهتماما كبيرا بقطاع الاتصالات والإنترنت الذي قال إنه سيشهد نقلة نوعية خلال المرحلة القادمة.
الشؤون الاجتماعية
وعقد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد الزعوري اجتماعا مع قيادات الوزارة لمناقشة خطة عمل العام الجاري، والتي تطرقت إلى قرار وزاري باعتماد دولار واحد من عائدات بيع كل برميل نفط لصالح صندوق الرعاية ومكافحة الفقر وتشغيل الشباب، كما عقد وزراء التخطيط والتعاون الدولي والشؤون القانونية وحقوق الإنسان والكهرباء نشاطات مماثلة في مقرات أعمالهم، في حراك غير مسبوق قوبل بإشادات شعبية واسعة.
لم تكن عودة الحكومة الى عدن وممارستها لمهامها من داخل الوطن، لتخطر على بال أكثر المتفائلين، ولكن لأن التوافق هو العنوان الأبرز لمواجهة الصعوبات.. وكان قرار عودة الحكومة الى العاصمة عدن هو المحقق وهو الواقع الذي اعاد روح الامل و الصمود للمواطنين في الداخل وزادت ثقتهم في حكومه معين.
المصدر: الوطن نيوز