- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
بات الانسحاب الأميركي من أفغانستان وما تلاه من تطورات في المشهد الذي واصل التأزم حتى تمكنت طالبان من الاستيلاء على أراضي البلاد كاملة خلال فترة قياسية، يثير مخاوف العراقيين من سيناريو مماثل في بلادهم، التي ضغطت نحو خروج القوات الأميركية القتالية منها.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد أعلن، في أواخر يوليو الماضي، أن واشنطن ستنهي بحلول نهاية العام "مهمتها القتالية" في العراق لتباشر "مرحلة جديدة" من التعاون العسكري مع هذا البلد.
وأكد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس" حينها، أن العراق سيظل يطلب تدريبا أميركيا وجمع معلومات استخبارية عسكرية.
وقال الكاظمي "ليست هناك حاجة لأية قوات قتالية أجنبية على الأراضي العراقية".
وأضاف أن قوات الأمن والجيش العراقي قادران على الدفاع عن البلاد بدون قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وفي مقال رأي كتبه الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، بلال وهاب، لمجلة "فورين بوليسي"، قال الكاتب إن "المشاهد اليائسة" التي شاهدها العالم في مطار كابول، الأحد، أعاد لذاكرة العراقيين كيفية خسارة الجيش العراقي المدرب أميركيا لثلاث محافظات سقطت بيد تنظيم داعش، في 2014، وذلك بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من البلاد، في 2011، قبل عودتها بهدف محاربة الإرهاب.
وبحسب وهاب، فهناك أوجه للتشابه ما بين العراق وأفغانستان، أولها امتلاك العراق لحكومة مقسمة تعطي الأولوية لسياسات المحسوبية على حساب قوات الأمن والخدمات الحكومية الأخرى.
وعلى حد تعبير وهاب، فإن "الحكومة العراقية والحكومة الأفغانية المنهارة تنافستا على من كان الأكثر فسادا".
وأضاف وهاب أنه "كما في أفغانستان، الحكومة العراقية والجيش لا يعتزمان مقاومة الميليشيات الجامحة التي تهدد سيادة العراق واستقراره وتهاجم العراقيين".
ولفت الباحث إلى أن المسؤولين في بغداد باتوا يشتكون من قيادة دائرة مكافحة الإرهاب التي تنشر عناصرها لمواجهة أفراد داعش فقط، وليس الميليشيات.
كما يخشى الكثير من العراقيين من أن يكون باب الانسحاب مفتوحا في واشنطن، "لأن الفريق الذي انسحب من العراق في 2011 عاد إلى البيت الأبيض"، بحسب وهاب، في تلميح إلى عودة الإدارة الديمقراطية القريبة من الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، إلى سدة الحكم في واشنطن.
ورغم أوجه التشابه، قال وهاب إن العراق بلد مختلف للغاية، بشكل يمنحه الفرصة لتجنب مصير أفغانستان.
وتابع بأن العراق لديه تاريخ من المؤسسات الوطنية القوية، كما يتمتع بدعم من الحزبين في واشنطن للإبقاء على التواجد الأميركي لقيادة التحالف ضد تنظيم داعش ومنع الجماعات الإرهابية من الصعود.
ولفت وهاب إلى أن العراق قد يذهب في ذات طريق أفغانستان ما لم تعيد بغداد وواشنطن تقويم علاقتهما، التي تطمح إيران ووكلاؤها لإنهائها من خلال الضغط لإخراج القوات الأميركية من العراق.
وتنشط في العراق عدة ميليشيات تدين بالولاء لإيران، كبعض فصائل الحشد الشعبي مثل "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله" و"النجباء"، وتتمتع هذه الميليشيات بنفوذ كبير في البلاد وقامت بتحدي الحكومة أكثر من مرة خلال الأشهر الأخيرة.
ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق، قبل نحو عامين، والتي تعرضت لقمع شديد راح ضحيته أكثر من 600 شخص، كان 70 ناشطا هدفا للاغتيال أو لمحاولة اغتيال، فيما خُطف عشرات آخرون لفترات قصيرة، في عمليات تُتهم الفصائل الموالية لإيران بتنفيذها.
وعلاوة على ذلك، باتت تلك الميليشيات تشكل تهديدا للقوات الأميركية الموجودة في العراق، والتي تراها هدفا لها.
وفي ذات الوقت، يستمر خطر داعش فقد حذّر تقرير أممي من مخاوف استمرار عمليات التنظيم الإرهابي في العراق، مع استعداد القوات الأميركية القتالية للانسحاب مع البلاد، وفقا لموقع "فويس أوف أميركا".
وحذر التقرير من أنه على الرغم من الانتكاسات، فإن داعش على وشك أن تكون مشكلة لبعض الوقت في العراق وفي سوريا كذلك.
"تطورت الجماعة إلى تمرد راسخ، مستغلة نقاط الضعف في الأمن المحلي للعثور على ملاذات آمنة واستهداف القوات المشاركة في عمليات مكافحة داعش"، قال التقرير.
وأضاف أن "الهجمات في بغداد في يناير وأبريل 2021 تؤكد صمود الجماعة على الرغم من ضغوط مكافحة الإرهاب الشديدة التي تمارسها السلطات العراقية".
ومن المرجح أن يواصل تنظيم داعش "مهاجمة المدنيين والأهداف السهلة الأخرى في العاصمة (بغداد) كلما أمكن ذلك لجذب اهتمام وسائل الإعلام وإحراج حكومة العراق".
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر