- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
في عام 2010، قال، مير زاد، وهو خبير جيولوجي أفغاني لمجلة "ساينس "إنه "إذا شهدت أفغانستان بضع سنوات من الهدوء، مما سمح بتنمية مواردها المعدنية، فقد تصبح واحدة من أغنى البلدان في المنطقة في غضون عقد من الزمن".
ورغم أن هذا الهدوء لم يأت أبدا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن هذه النبوءة لن تتحقق.
فمع إن أفغانستان واحدة من أفقر دول العالم "يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكانها بأقل من 2 دولار يوميا"، إلا أنها تتمتع، بالإضافة لموقعها المميز، بمخزونات من المعادن تبلغ قيمتها حوالي تريليون دولار، بحسب شبكة CNN الأميركية.
وتنتشر إمدادات المعادن مثل الحديد والنحاس والذهب في جميع أنحاء البلاد، كما أن هناك معادن أخرى نادرة، لكن العنصر الأهم الذي يتطلع إليه الخبراء هو ما يمكن أن "يكون أحد أكبر رواسب الليثيوم في العالم".
والليثيوم هو عنصر أساس، ونادر، لصناعة البطاريات القابلة لإعادة الشحن، التي يتطلع العالم للاعتماد عليها لتقليل الانبعاثات المناخية.
كما إن النحاس، الضروري لصناعة الأسلاك والموصلات، موجود في مقاطعات عدة منها مقاطعة لوغار.
ونقلت CNN عن رود شونوفر، وهو عالم وخبير أمن ومهتم بالبيئة قوله إن "أفغانستان بالتأكيد واحدة من أغنى المناطق بالمعادن الثمينة التقليدية، ولكن أيضا بالمعادن (اللازمة) للاقتصاد الحديث في القرن الحادي والعشرين".
وفيما حالت التحديات الأمنية وضعف الدولة وأعوام من الجفاف دون استخراج هذه المعادن، فإن اهتمام دول مثل الصين والهند وباكستان بالبلاد قد يؤدي فعلا إلى تغيير هذا الوضع.
ويتزايد الطلب على المعادن مثل الليثيوم والكوبالت، فضلا عن العناصر الأرضية النادرة مثل النيودميوم، في الوقت الذي تحاول فيه البلدان التحول إلى السيارات الكهربائية وغيرها من التكنولوجيات النظيفة لخفض انبعاثات الكربون.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة في مايو إن الإمدادات العالمية من الليثيوم والنحاس والنيكل والكوبالت والعناصر الأرضية النادرة تحتاج إلى زيادة حادة، وإلا سيفشل العالم في محاولته لمعالجة أزمة المناخ.
وتنتج 3 بلدان - الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأستراليا - حاليا 75 في المائة من الناتج العالمي من الليثيوم والكوبالت والرواسب النادرة.
وتتطلب السيارة الكهربائية المتوسطة معادن أكثر ست مرات من السيارة التقليدية، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، كما أن معادن الليثيوم والنيكل والكوبالت ضرورية جدا لصناعة البطاريات.
وقالت CNN إن هناك تقديرات غير رسمية أشارت إلى أن رواسب الليثيوم في أفغانستان يمكن ان تنافس تلك الموجودة فى بوليفيا التي تضم أكبر احتياطي معروف في العالم.
ووفقا لمعين خان، وهو زميل غير مقيم في المجلس الأطلسي ومدير سابق لمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، فإن المعادن توفر نحو مليار دولار فقط في أفغانستان سنويا، ويقدر أن الفساد قد أضاع ما بين 30% و40% من الأرباح، فضلا عن دور أمراء الحرب وطالبان، التي ترأست مشاريع تعدين صغيرة.
ومع ذلك، هناك فرصة أن تستخدم طالبان قوتها الجديدة لتطوير قطاع التعدين، بحسب شونوفر.
لكن هذا سيكون صعبا، على الأقل في الوقت الحالي.
ويقول جوزيف باركس، المحلل الأمني لآسيا في شركة فيريسك مابلكر، لسي أن أن، إن "طالبان استولت على السلطة، ولكن الانتقال من جماعة متمردة إلى حكومة وطنية لن يكون بسيطا، وأن "من المرجح أن تكون الإدارة الوظيفية لقطاع المعادن الناشئ بحاجة إلى سنوات عديدة".
وينظر خان إلى المشاكل المعقدة المرتبطة بالأمن والاستثمار في البلاد، مضيفا "من سيكون مستعدا للاستثمار في البلاد الآن"؟
فرصة للصين؟
وربما تكون الصين الجواب على هذا السؤال، فهي قريبة نسبيا من أفغانستان، كما إن لها تجارب استثمارية معروفة مع مختلف أنواع الأنظمة، حتى الديكتاتورية أو الفاسدة منها، ويوم الاثنين الماضي قالت الصين إنها "حافظت على اتصالاتها مع حركة طالبان الأفغانية".
وفى حالة تدخل الصين، فإنه ستكون هناك مخاوف بشأن استدامة مشروعات التعدين، نظرا لسجل الصين، وذلك بحسب خبراء قالوا للشبكة إن "التعدين غير الممارس بعناية يمكن أن يكون مدمرا بيئيا، مما يضر بقطاعات معينة من السكان بصمت".
* عن الحرة
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر