- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
وانتهزت جمعية "كرايسيس" غياب الأطفال في هذه الفترة من عطلة نهاية السنة لتفتح أبواب مدارسهم للمشردين.
وفي حين ينكب المتطوعون على إصلاح حقائب الظهر الممزقة العائدة للمشردين وأكياس النوم البالية، يحتسي النزلاء الجدد القهوة أو يتشاركون وجبة طعام أو يستشيرون الطبيب أو ينعمون بالدفء بكل بساطة.
باولا أمضت ثلاثة أشهر في سيارتها بعدما طردت من شقتها. وتقر المرأة البالغة من العمر 48 سنة التي كانت مرشدة اجتماعية في السابق بأن "محنة التشرد هي تغير يقلب حياة المرء رأساً على عقب إذ ينتقل من نمط عيش إلى آخر... وهي قد حطمتني في بداية الأمر لكنني تكيفت مع الأمر".
وعثرت باولا على مسكن جديد. لكن في حين خرجت من محنتها، تغرق آلاف الأسر الأخرى في دوامة الفقر.
وأظهر تقرير برلماني صدر هذا الأسبوع أن 9100 شخص يفترشون الشوارع في إنكلترا وتفتقر أكثر من 78 ألف أسرة تضم 120 ألف طفل إلى مسكن، وهم يعيشون في منشآت طوارئ "غالباً ما تكون رديئة النوعية". ويضاف إلى هذا المجموع "مشردون مقنّعون" يسكنون عند أفراد العائلة أو أصدقاء ولا تشملهم الأرقام الرسمية.
وهذه المشكلة آخذة في التنامي، فمنذ عام 2011 ازداد عدد الأشخاص الذين ينامون في الشارع بنسبة 134 في المئة، وفق التقرير البرلماني الذي أشار إلى "أزمة وطنية" فعلية.
وطلب القيمون على التقرير من الحكومة احتواء هذه المشكلة من خلال تيسير عروض المساكن، لا سيما تلك الموجهة للأسر المحدودة الدخل.
وقد يقع المرء في براثن الفقر لأسباب عدة، منها خسارة العمل أو مشكلات صحية أو انتهاء علاقة زوجية، لكن "من الواضح بالنسبة إلينا أن نقص المساكن الاجتماعية وتكلفة السكن وتعديل نظام الرعاية الاجتماعية والاقتطاعات في الموازنة كلها عوامل تؤدي إلى ازدياد عدد المشردين"، بحسب جون سباركلز مدير "كرايسيس".
وتؤوي هذه الجمعية نحو 4500 شخص في 13 مركزاً خلال فترة عيد الميلاد. وهي تنظم مبادرات متنوعة أخرى في كل أرجاء البلد تقريباً، من قبيل مأدبة عشاء تقيمها في محطة للقطارات في لندن عشية الميلاد لمئتي شخص لا مسكن لهم.
ماري كولفن تعمل متطوعة في أحد مراكز "كرايسيس" في لندن منذ 13 عاماً وهي تدرك أن حياة الإنسان قد تنقلب بين ليلة وضحاها، لافتة إلى أن المشردين هم مثل أي شخص منا، "وهم قد قاسوا بعض المحن. ويكفي أن يقع المرء في محنة كي ينهار عالمه".
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر