- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
في بداية الندوة قال الكاتب محمد السيد عيد إنه في نفس العام الذي ولد فيه توفيق الحكيم عام 1897، ولد الفنان يوسف وهبي، وعالم الذرة الدكتور مصطفى مشرفة.
وأكد أن نشأة وحياة توفيق الحكيم أثرت كثيرا في أعماله الأدبية والثقافية، فقد كان والده متعلما، ودرس القانون، وتخرج في كلية الإدارة والترجمة، التي كانت أكبر وأهم الكليات في ذلك العصر، وكان يتخرج فيها الوزراء، وقد زامل والده الزعيم مصطفى كامل، إلا أنه لم يفضل الانخراط في العمل السياسي.أما أم توفيق الحكيم فقد كانت تركية الأصل، وقد تحدث توفيق الحكيم عن والده ووالدته في رواية "عودة الروح".
وأشار عيد إلى أن الحكيم شهد زخما فكريا وثقافيا في المجتمع المصري، حتى شهد بنفسه ثورة 1919، مما ساهم في اعتزازه بالوطن في كل كتاباته لتأثره بشدة بالمفاهيم التي أتت بها الثورة.
وأوضح أن والد توفيق الحكيم أرسله إلى فرنسا لدراسة القانون، ولكن توفيق الحكيم لم يحصل على الدكتوراه في القانون، فقد درس النظام الاجتماعي في أوروبا، والثقافة الأوروبية، والحداثة، وهو ما ساهم في نقله لهذه الصورة إلى مصر، وتأثره بهذه الأفكار الغربية ونقلها إلى المجتمع المصري بتركيبة خاصة بتوفيق الحكيم الذي كان متأثرا بالثقافة العربية والإسلامية بشكل كبير؛ وهو ما انعكس على كتاباته التي كان يختلط بها مزيج من الثقافة الغربية والعربية والإسلامية.
وأشار عيد إلى أن توفيق الحكيم حينما عاد من أوروبا عقب فشله في الحصول على الدكتوراه، تم تعيينه بشكل مؤقت في محكمة الإسكندرية، وقد كان "موظفا مراوغا" يوقع في دفتر الحضور ثم ينصرف ليجلس على مقهى بجوار المحكمة، وهو المقهى الذي شهد كتابته لروايتي "أهل الكهف"، و"عودة الروح".
وبالنظر إلى المراسلات التي كانت بينه وبين الدكتور مصطفى مشرفة فقد كان يقول لـ “الحكيم” إنه كما أن تشارلز ديكينز مؤلف وروائي معبر عن الثقافة الإنجليزية، فالحكيم يعتبر أفضل معبر عن الثقافة المصرية.
إن توفيق الحكيم نضج فكريا بشكل كبير وتغيرت مواقفه، بعد أن عمل نائبا في الأرياف، فقد اختلفت طريقة حبه لمصر بوضع يده على المشاكل الموجودة في المجتمع وخاصة في المجتمع الريفي، وصور شكل البشاعة التي يعيشها الناس في الريف وذلك في رواية "يوميات نائب في الأرياف". والغريب في هذه الرواية أنها لم تقم على الصراع بين الخير والشر ولكنها قامت على عملية الوصف لحال المجتمع ، وهذا ما ساهم في التنبه لمشكلات المجتمعات الريفية.
وأوضح أن توفيق الحكيم دائما يعتبر بطل جميع أعماله الروائية، وكان يكتب دائما من واقع تجاربه وبالرغم من الضعف الفني لإحدى رواياته وهي "عصفور من الشرق" إلا أنها كانت ذات بعد فكرى مهم جدا.
ولفت إلى أن توفيق الحكيم لم يكتب إلا مجموعتين قصصيتين بواقع 29 قصة، وقد تميزت قصصه بالطابع الفلسفي ويعتبر هو رائد القصص الفلسفية في مصر، وأيضا مجموعة من الأفكار الخاصة به والتي حاول أن يؤكد عليها في قصصه، فعلى سبيل المثال، الموت لدى الحكيم مجرد "صدفة"، وكان أيضا مشغولا بما سيحدث للإنسان بعد الموت، وقد خالف فيها المفهوم الإسلامي باعتقاده أن الانسان بعد الموت تتناثر بقايا جسده في صورة ذرات وجزيئات في الكون.
ولفت إلى أن الحكيم ظل في مرحلة معارك كبيرة طوال حياته، حيث اشتبك في معركة طويلة مع الشيخ الشعراوي، بسبب مقالاته "حوار مع الله" التي كان ينشرها في جريدة الأهرام، وهو الأمر الذي اعترض عليه الشيخ الشعراوي بشكل كبير.
• الحكيم في سطور :
يذكر أن توفيق الحكيم ولد بالإسكندرية عام 1897 لأب مصري من أصل ريفي يعمل في سلك القضاء بمحافظة البحيرة، وكان يعد من أثرياء الفلاحين، ولأم تركية أرستقراطية، انتهى من تعليمه الابتدائي عام 1915 ثم ألحقه أبوه بمدرسة حكومية في محافظة البحيرة، حيث أنهى الدراسة الثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة، لمواصلة الدراسة الثانوية. وأتاح له هذا البعد عن عائلته نوعا من الحرية فأخذ يهتم بنواحٍ لم يتيسر له العناية بها إلى جانب اهتمامه بالموسيقى والتمثيل.
حصل على شهادة البكالوريا عام 1921. والتحق بكلية الحقوق بسبب رغبة أبيه، ليتخرج منها عام 1925، وتم إيفاده في بعثة دراسية إلى باريس لمتابعة دراساته العليا للحصول على الدكتوراه في الحقوق والعودة للتدريس في إحدى الجامعات المصرية الناشئة، فغادر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراه (1925م – 1928)، وفي باريس انصرف عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصصي، وعاد إلى مصر صفر اليدين من الشهادة التي أوفد من أجل الحصول عليها، وعاد ليعمل وكيلا للنائب العام عام 1930، تبوأ العديد من الوظائف الحكومية، وعمل مستشاراً بجريدة الأهرام ثم عضواً بمجلس إدارتها في عام 1971.
مزج توفيق الحكيم بين الرمزية والواقعية على نحو فريد يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو غموض، وأصبح هذا الاتجاه هو الذي يكون مسرحيات الحكيم بذلك المزج الخاص والأسلوب المتميز الذي عرف به. ويتميز الرمز في أدب توفيق الحكيم بالوضوح وعدم الإغراق في الغموض، وبالرغم من الإنتاج المسرحي الغزير للحكيم، الذي يجعله في مقدمة كتاب المسرح العربي وفي صدارة رواده، فإنه لم يكتب إلا عددًا قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح ليشاهدها الجمهور.
منحه الرئيس جمال عبدالناصر عام 1958 قلادة الجمهورية، وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1960، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى في نفس العام. ولم يذكر أن عبدالناصر منع أي عمل لتوفيق الحكيم، صدر له الكثير من الأعمال المسرحية والقصص القصيرة والكتب الفكرية، توفي الحكيم في 26 يوليو/تموز 1987 . (خدمة وكالة الصحافة العربية).
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر