الرئيسية - محليات - عاجل: "الأحرار نت" ينشر النص الكامل لكلمة بن دغر أمام علماء وخطباء ودعاة عدن
عاجل: "الأحرار نت" ينشر النص الكامل لكلمة بن دغر أمام علماء وخطباء ودعاة عدن
الساعة 09:24 مساءاً (الأحرار نت / خاص)

وصل "الأحرار نت" نص كلمة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر خلال لقائه أمس السبت، علماء وخطباء وأئمة مساجد العاصمة المؤقتة عدن.

حيث أكد الدكتور بن دغر، بأن المحاولات البائسة لاسكات أصوات الحق والوسطية لن تجدي نفعا، وستهزم العناصر الضالة بتكاتف الجميع والاستمرار في قول كلمة الحق.

وخاطب الدكتور بن دغر، العلماء والخطباء والدعاة بعدن، قائلا: "موقف المدرسة والمسجد والحزب والمجتمع، كلها هامة وضرورية، لمواجهة التهديد القائم الذي لازال يهدد أمن الوطن والمواطن، وأنتم العلماء قلتم ولا تزالون كلمة الحق وهو ما جعلكم عرضة للاستهداف في حياتكم وتعرض بعضكم للقتل والتهديد، لكن لا يجب أن يرهبونا وما دمنا على الحق فنحن منتصرون حتما".

وأشار إلى أن ما نعيشه من وضع وواقع صعب يتطلب وحدة الموقف بما يخدم وطننا وشعبنا الذي نحن جزء منه ونعاني معه ويفترض ان نعمل بكل جهد وتكاتف للقيام بواجباتنا ومسؤولياتنا الاخلاقية والوطنية والدينية كلا من موقعه للخروج من الازمة الراهنة.

 

فيما يلي نص الكلمة كما وردت:

بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين.
أخي وزير الأوقاف الدكتور أحمد عطية، الأخ الوكيل أحمد سالمين، الإخوة الوزراء، الإخوة العلماء والدعاة والوعاظ والمرشدين أنا سعيد بهذا اللقاء معكم، وقد كان يجب علينا أن نلتقي قبل ذلك، لكن ربما الظروف لم تسمح لنا خلال الفترة الماضية، وأقول كان يجب؛ لأنكم تمثلون شيئاً مهماً جداً في حياتنا، نحن تعلمنا مبادئ الدين الأولى في المسجد، سمعنا الأذان صغاراً، واتجهنا إلى المسجد لنسمع القرآن والأحاديث ونسمع الوعّاظ ونسمع العلماء وهم يتحدثون عن هذا الدين العظيم.
منكم نستقي معارفنا ومنكم نأخذ فتاوانا، نهتدي في حياتنا اليومية بما يجب أن يكون عليه سلوكنا الذي ينسجم مع ديننا الحنيف.
إخوتي علماء الدين في محافظة عدن، عبركم أنا أخاطب كل علماء الدين في كل أنحاء اليمن، نحن وأنتم نواجه وضعاً صعباً في البلاد، وإذا لم نعترف بأن الوضع الذي في البلاد صعب فلن نستطيع أن نرى كيف يمكن أن تسير الأمور في المستقبل، وأول شيء يجب أن نعترف بوجود صعوبة بالغة من النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية وتشمل طبعاً بما في ذلك حياتنا العادية.
وهذا الواقع الصعب يتطلب وحدة في الرؤية والموقف، لا يمكن بصراحة أن ننظر إلى الأمور في جزئيتها فنقول أن مهمة المسجد غير مهمة المدرسة، أو أن مهمة المدرسة تختلف عن مهمة الجامع، نحن في حالة ترابط، إذا أردنا أن نصلح الأوضاع في بلادنا بعد حرب مدمرة لا زالت- للأسف الشديد- مستمرة، ولا زال التهديد قائماً، تهديد أمن البلاد بشكلها العام وأمن المواطن والآن أمن العلماء والدعاة وأئمة المساجد.
وهم يهددونكم لأنكم قلتم كلمة، ولأنكم قد أفصحتم عن آراء تحب الله وتحب الوطن، ولولا أنكم قد قلتم هذه الكلمة لما تعرضتم لأي أذى، لكنكم قلتم كلمة الحق وكلمة الحق البعض لا يريدها؛ فلذلك تعرضت حياة البعض منكم للأذى والقتل والملاحقة والتهديد.
نحن وأنتم جميعاً علينا أن نفكر في الأمر بصورته العامة، أمن الإمام من أمن المجتمع، أمن السياسي من أمن المجتمع، أمن الجندي من أمن المجتمع، إذا استطعنا أن نؤمن بلدنا بشكل جيد فالناس كلهم سيكونون آمنين، ويمكن ملاحقة الحالات الإجرامية التي تحدث هنا وهناك بصورة استثنائية، أما إذا أردنا أن نحمي البلد بشكل عام والناس علينا أن ننظر للأمور في ترابطها.
لا يمكن تحقيق الأمن إلا في ظل نظرة شاملة لحياة المجتمع، الذين يمارسون القتل والإرهاب هم أيضاً جزء من هذا التراب ومن هذا المجتمع، وجاءوا من داخله، شباب يريدون أن يقتلوا أنفسهم ثم يقتلوا الآخرين، لقد وصلوا إلى قناعة في هذا، وهذه القناعة من أين اكتسبوها؟ لابد أنهم اكتسبوها إما من الأسرة من داخل البيت أو من الجامع أو من المدرسة أو من الشارع أو من الإنترنت، بعض مواقع الإنترنت سيئة جداً للغاية فهي أحياناً تأخذ الشباب إلى أماكن الضلال.
هذه الوسائل كلها التي تدفع دفعاً بعض الشباب ليقتل نفسه ثم يقتل الآخرين نحتاج أن نواجهها جميعاً، فنواجهها في المدرسة والأسرة والجامعة والمسجد ونواجهها في وسائل الإعلام المختلفة، لكنني لا زلت أعتقد أن لإمام وخطيب المسجد التأثير الأكبر فهو الوحيد الذي يلتقي الناس كل أسبوع مرة، والناس يأتون طواعية إليه بحكم الدين ليؤدوا الصلاة، فالناس يسمعونه وينصتون إليه ويثقون في كلامه فهو يستند إلى أدلة شرعية قوية، إلى القرآن وإلى الحديث وإلى السنة، ولهذا السبب فهم يتشبعون بما يقوله من خطاب ديني ودنيوي.
ولهذا السبب أنا أقول يا إخوتنا أيها العلماء دعونا نفكر في الأمور بشموليتها، إذا أردتم أمناً لأنفسكم، أو إذا فكر السياسيون في أمن لأنفسهم فلابد أن نؤمّن المجتمع، وأمامنا حالتان الآن، نحن في حالة حرب وعلينا أن ننهي هذه الحرب بنصر وليس لدينا خياراً آخر أبداً، إما نصر عسكري ونصل إلى صنعاء وهذا يحتاج إلى تكاتف في الجهود ووحدة في الصف، أو جهود عسكرية ترغم الحوثيين وصالح على المثول أمام طاولة الحوار والوصول إلى اتفاق وطني حول مستقبل البلاد كلها.
من يعتقد أن الحرب انتهت بمجرد خروج الحوثيين من عدن فهو مخطئ، لا زال التهديد قائماً، ومن يعتقد أن الحرب التي تجري في تعز لا تعنيه هو أيضاً مخطئ، وكذلك من ينظر إلى هذه الحرب في مأرب، هذه الجبهات تدافع عنا، وتدافع عن عدن، أقصى جبهة في الجوف تدافع عن عدن، كل من يقاتل حتى إن كان رجلاً واحداً يقاتل فهو يدافع عن عدن، ولذلك نحن معنيين جميعاً كمجتمع وشعب ووطن، بأن نخوض معركة مع العدو حتى نكسر شوكته ثم نرغمه على التفاوض، أنا أقول نكسر شوكته فقط وليس إبادته، نحن لا نريد إبادة أحد، نحن فقط نريد هزيمة انقلاب حدث على الشرعية وأحدث كل هذا الاضطراب الكبير في البلاد، الاضطراب السياسي والأمني والعسكري والحرب واستدعاء العرب للتدخل إلى جانب الشرعية.
وما دمنا ذكرنا الشرعية وحتى لا أنسى عبدربه منصور هادي، فإن الرئيس المنتخب يبلغكم التحيات ويقول لكم: اصمدوا على الحق وقولوا كلمة الحق ولا تخافوا ولا تخشوا في قولها لومة لائم، كلمة الحق مهمة في هذا الظرف المعقد والصعب، وكلمة الحق اليوم قد تهدي، وإذا لم تُقَل اليوم فإنها ضلالة وتسبب الضلالة؛ لأن الناس يذهبون نحو أفكار أخرى، فالرئيس يبلغكم تحياته ويقول لكم أنه معكم ومتضامن معكم ويشعر بالألم والحسرة على الذين قُتِلوا واستشهدوا من العلماء والوعّاظ والمرشدين، هو مع كل واحد منكم، وحريص على أن يبقى كل واحد منكم قوياً عندما يصعد المنبر فلا يحسب حساب ماذا سيحصل، ولكن يقول كلمة الحق دون خوف ووجل، ونحن لهذا السبب قلنا سنلتقي بكم اليوم.
إذاً فهناك أمن عام وهناك أمن داخلي في عدن، هذه الاضطرابات التي في عدن هي بسبب عدم الوحدة، لو أن الناس موحدين سياسياً خلف شرعية عبدربه منصور هادي لما وصلنا إلى هذه النتيجة، ولو أن الناس موحدين عسكرياً وليست لدينا تجمعات عسكرية مناطقية وألوية من هنا ومن هناك وكل واحد يتزاحم على السلطة وعلى النفوذ في عدن لو لم يكن لدينا هذا لكنا في وضع أفضل، ولهذا نحن في الحكومة ومعنا الرئيس نقول: هناك حاجة إلى وحدة سياسية وعسكرية وأمنية تصون عدن العاصمة وتصون اليمن كلها.
مرة أخرى أقول: أمنكم الشخصي وأمن السياسيين وأمن الأفراد وأمن الطلبة وأمن النساء والرجال وأمن أي أحد منا يتوقف على الوحدة فيما بيننا، وحدة الموقف تجاه الحوثيين وصالح الذين انقلبوا على السلطة وأيضاً تجاه الذين يمارسون الإرهاب بشكل أو بآخر.
ما حدث في عدن مآسي، ما قبل حادثة البحث الجنائي وما بعده، تذكروا حادثة صولبان في أسبوع واحد وراح ضحيتها 100 شاب في تفجيرات مرعبة بعد وصولنا إلى عدن.
الإرهاب قضية كبرى، هي لا تخصنا وحدنا في اليمن وليست تهمة علينا في اليمن، الإرهاب قضية يعيشها العالم كله، لكن العالم العربي الإسلامي متهم بها، نحن كعرب ومسلمين متهمون بها وكعرب سنة على وجه التحديد، حتى الشيعة قد تبرأوا من هذه المسألة والغرب يقبل ألا علاقة لهم بهذه التهمة.
نحن كعرب مسلمين سنة يُقال دائماً أننا منبع الإرهاب، طيب إذا كان هذا الأمر كذلك فعلينا أن نصارح أنفسنا إذا صحّ هذا الكلام، في الحقيقة هذه المسألة ذات وجهين فيها بعض الحق وبعض الكذب، لأن الإرهابيين الذين يأتون أوروبا يأتون من كل المشارب ويأتون من مختلف المذاهب الشيعية والسنية ويقاتلون في المناطق العربية ويأتون كإرهابيين جاهزين من أوروبا، هذه الحقيقة قد تصدم البعض ويمكن بعض العلماء والسياسيين في أوروبا لا يقبلونها لكن هذه هي الحقيقة، فهناك بيئة أيضاً في أوروبا وفي مناطق الغنى تنتج إرهابيين ويأتون بهم إلى هنا في أراضي الفقر ليُقتلوا ويقتلونا أيضاً، يمارسون القتل ضدنا أيضاً ضد العرب والمسلمين في أرض العرب.
فالإرهاب ليس له حدود، العمليات الإرهابية تمتد من شرق آسيا إلى غرب الكرة الأرضية، ليس هناك مكان على الأرض إطلاقاً لم يعش حالة إرهابية، وليس هناك دين لم يعش هذه الحالة الإرهابية، المسيحية مرت بهذا بشكل أو بآخر مرت بهذه الحالة التي نمر بها الآن وفي صورة مختلفة، وهكذا اليهودية والهندوسية والبوذية مروا بحالات من هذا النوع، مروا بحالات من القتل الشديد، لكن المجتمعات الحية استطاعت أن تتخلص من هذه الظاهرة، ورمتها على الآخرين ربما تحولت إلى آخرين مثلما هو حالنا الآن، لكن في نهاية المطاف الناس تخلصوا من هذه الحالة.
والإرهاب هو في اختصاره كما أجمع عليه المجمع الإسلامي في مكة وكما أجمعت عليه جامعة الدول العربية هو القتل دون أي سبب، القتل لمجرد القتل أو ترويع الناس أو سلب ممتلكاتهم أو التأثير عليهم أو التهديد، تهديد حياتهم حتى النفسية هو نوع من القتل ونوع آخر من الإرهاب، كل الأعمال التي تجري خارج القانون هي عملية إرهابية أياً كان مبعثها، الذين يقتلون الآن يقتلون بأهداف السلطة وإلا لماذا يقتلون الناس؟ يريدون السلطة، والسلطة متاحة لهم عبر صناديق الاقتراع، السلطة متاحة لهم عبر وسائل مختلفة، لماذا يقتلوننا؟ لكي يصلوا إلى السلطة، يريدون أن يهدّوا أسس النظام، النظام السياسي والنظام الاقتصادي والنظام الأمني، يريدون أن يهدوا أسسه ولذلك يقتلون، ويقتلون من؟ يقتلون الجنود أولاً ولما شعروا أن الجنود صمدوا ذهبوا يقتلون المدنيين، هي حالة من الحالات.
لماذا يقتلونكم؟ لأنكم أصحاب الكلمة، فالكلمة مخيفة بالنسبة لهم، خصوصاً كلمة الحق، المنظمات الإرهابية داعش والقاعدة كلمة الحق مرعبة بالنسبة لهم، وأنت أيضاً ستطلع من نفس القاعدة، أنت ستتكلم في نهاية المطاف ولديك ذخيرة حية من القرآن الكريم والسنة تستند إليها في خطابك الديني عندما تصعد إلى المنبر، فلست بحاجة إلى أن يعلمك شاب صغير ما هي أصول الدين أو ما هي طبيعة السنة.
هذا هو الإشكال الآخر، إشكال مع الحوثيين وإشكال مع الإرهاب، وعلينا أن نتصدى للحالتين وأن نصل فيهما إلى نصر، وليست هناك إمكانية للوسطية في هذا الشأن، ليس بالإمكان اقتطاع أراضي من اليمن ونقول هذه لكم يا إرهابيين أعيثوا فيها فساداً، وليست هناك إمكانية أن نترك صنعاء للحوثيين أياً كانت النتائج، صحيح أن هناك ضغوط سياسية دولية علينا لوقف إطلاق النار ولوقف الحرب كما يسمونها على الحوثيين وصالح، العرب جاءوا بدعوة منا، المملكة ودول الخليج لم يخوضوا الحرب إلا بعد أن وجه لهم الرئيس الدعوة للتدخل في اليمن؛ لأن إيران موجودة في اليمن، لأن الفرس قد بغوا وظلموا وتجبروا، ولأن الفرس يريدون الهيمنة على المنطقة ابتداء من المنافذ المهمة في الوطن العربي واليمن واحدة من هذه المنافذ، فقد ذهبوا للعراق والشام ولبنان وذهبوا كل مكان والآن هم في اليمن، لن يسمح لهم العرب إطلاقاً أن ينفذوا سياساتهم وأن يدمروا بلادنا، الحوثيون وإيران يمارسون الإرهاب وبأبشع صوره، وعلينا كما قلت في هذه الحالة أن نواجه هذه الحالتين.
أنا أتيت لأستمع إليكم أكثر مما اختطب بكم، أنا أسمعكم في كل جمعة، وتعجبني خطابات البعض منكم، وأنا أقول لكم الحقيقة أنني استمتعت خطاب الجمعة بالأمس للقاضي أحمد عطية، وكان مركّزا وواضحاً وصريحاً وموقفاً ضد الإرهاب، أنا أتيت لأسمعكم اليوم، ونحاول نحن وأنتم أن نرسم صورة أفضل لبلدنا، صورة أجمل.
عدن لن تزدهر إلا في ظل السلام والاستقرار، لن تزدهر أبداً إلا إذا كان الإنسان يترك ابنه يذهب للمدرسة طواعية دون حراسة وزوجته تذهب للعمل دون خوف عليها، ولا أحد يتعرض له لا في متجره ولا مصنعه ولا مدرسته بأذى، عندما يشعر الناس جميعاً بالأمن والأمان عدن سوف تزدهر، أما في ظل الفوضى والقتل والدماء والتدمير فثقوا أننا في الوضع الخاطئ والمكان الخاطئ والزمان الخاطئ، وعلينا أن نصلح نحن هذا الخطأ ولا أحد غيرنا سيصلحه، لكن هذا يبدأ من المنبر، إذا قلنا جميعاً في المنبر كلمة الحق وإذا قال السياسي كلمة الحق وإذا استطعنا أن نمنع الشباب من الانضمام للقاعدة وداعش وإلى كل أصناف الإرهاب فنحن سنكون قد تعافينا وتكون بلدنا قد تعافت ونكون قد وضعنا أنفسنا في الطريق الصحيح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك