طيلة عمري الذي افنيته في بلاط صاحبة الجلالة، استطيع أن أقول إنه لم يسبق لي أن عشت أو عايشت فترة من فترات الاستقرار والسلم، أو المنعطفات والاضطرابات منذ مطلع الثمانينات، قد حظيت أي منها برئيس وزراء نموذجي يتمتع بحضور وفعل حي وملموس كما هي عليه هذه الفترة التي نعيشها اليوم،
والتي على الرغم من كونها فترة محاطة بكثير من العراقيل والتعقيدات والصعوبات والكوابح المتربصة والكفيلة بإعاقة وإفشال أي جهد أو مشروع حقيقي طموح يدحض ويمسح آثار الحرب وتبعاته وآثامه، وانعكاساته على حياة الفرد والأسرة والمجتمع ويحافظ على لحمته وتماسكه وهويته ويستعيد تماسكه واستقراره وثقته بغده ومستقبله.
إلا انها أي هذه الفترة ما كانت لتصبح محتملة وغنية بكل ما هو مبشر ومطمئن، وحاملة لكل تلك الأحلام والطموحات، والآمال، إلا بوجود رجال حملوا المسؤولية وعرفوا حجمها ونفروا ينهضون بأدوارهم من عمق إيمانهم بها،وعمق شعورهم بواجباتها.. والتي تجسدت بشخص رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، الرجل الانسان المسؤول الذي منذ اختياره لتسنم هذا المنصب الرفيع لم يتفرغ للمناكفات وخلق خصوم ليقضي وقته في معارك معهم بل جاء ليتصرف كمسؤول جدير بالمسؤولية، يتمتع بنبل وإدراك في ترجمة المطلوب منه تجاه وطنه وشعبه.
لا من خلال نزولاته اليومية، ومتابعاته المستمرة لتفعيل، وتطور وتنشيط المرافق الخدمية والاقتصادية. ولا من خلال حرصه على عدم الارتحال الدائم إلى خارج الوطن وحسب، بل أيضاً من خلال تحركه الدؤوب للنزول وتلمس هموم ومطالب الانسان اليمني الذي لم يقتصر على العاصمة المؤقتة عدن وحدها بل الخروج إلى ابعد ما يمكنه التواجد.. إلى حضرموت ولحج ومأرب والمخأ، موجهاً ومفتتحاً لكثير من المشاريع ذات الصلة بعيش المواطن واستقراره، مجسداً ومبيناً بحضوره النوعي هذا. الصورة الحقيقية المرجوة والمطلوبة منه كرجل دولة مميز تحتاجه المرحلة ويحتاجه الوطن والانسان ليجتاز به ومعه كل المعوقات والكوابح والمنغصات وصولاً إلى ما نصبو إليه ونحلم بتحققه.
وعلى هذا النموذج، يجب ان نقيس ونقيم احكامنا على مسؤولينا، وتحديداً رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر الذي نلمس وجوده وفعله ومعه محافظ محافظة عدن وفي مقدمتهما الرئيس هادي، في ما تجري من جهود لتحسين خدمات الكهرباء والمياه والطرق والاتصالات والموانئ .. إلخ وليس من خلال المناكفات والاختلافات وبث روح الفرقة والصراعات التي لا نجني من ورائها إلا مزيداً من التخلف والتراجع والانحطاط والدمار.
