- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- لابد من انتاج خطاب سياسي وإعلامي مناهض لثقافة الكراهية
- التعصب للرأي يؤثر سلباً في رفع مستوى الوعي الشعبي
- العنف.. نتيجة الفراغ الداخلي الذي يعيشه الناس
- التعصب والتطرف أهم أسباب تأخر الأمم
نبدأ حديثنا بهذا التساؤل البسيط.. هل تستطيع الكلاب والقطط العيش معاً بسلام؟
هل سبق لك أن تساءلت عما إذا كانت الكلاب والقطط تستطيع العيش معاً بسلام تحت سقف واحد؟
فكما نعرف بأن الأساطير والأفلام الحالية تنص على أن هناك حرباً مستمرة بين القطط والكلاب، لكنه في الواقع من الممكن أن يعيش الاثنان تحت سقفاً واحداً بل ممكن أيضاً أن تولد بينهما رابطة قوية.!
فهل يستطيع الإنسان نفسه التعايش مع بني جنسه والقبول به في ظل صراع الحروب القائم على نبذ الآخر بل وصل إلى قتله بدم بارد؟
إنها المفارقة العجيبة بين الغريزة الإِنسانية والغريزة الحيوانية.. ففي الأُولى قد تكون بلا دوافع، بينما في الأَخيرة غالباً ما تكون دوافعها ردة فعل.
أننا بكل بساطة في زمن الحروب الباردة.. الحروب التي تشتعل جمراً تحت الرماد ولا تجد من يطفئها..
منطق الحكمة يقول بأنه وحده الوازع هو الحل..
فالإِنسان الواعي يعي جيداً أن العُنف بكل أشكاله لا يؤدي سوى إِلى العنف، ووحده العقل يؤَدي إلى التعقل.
ولم يعرف الكون الوحدة في شيء أبداً، وهذا اقرار للتعددية تكويناً وهي مبدأ جمال الكون كما يشير القرآن الكريم: (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف السنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)..
وتشريعاً يقول القرآن (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين؟؟؟)..
فوجود الرأي الآخر حقيقة أشار إليها القرآن الكريم في مواضع عديدة وكانت امراً واقعاً..
والحوار وسيلة للتفاهم، وعبارة عن مطلب انساني وأسلوب حضاري يصل الانسان من خلاله إلى النضج الفكري وقبول التنوع الثقافي الذي يؤدي إلى الابتعاد عن الجمود وفتح قنوات التواصل مع المجتمعات الأخرى..
ومن هذا المنطلق تجولنا في عقول عدد من الناشطين والكتاب والمتخصصين لنتعرف على آرائهم حول ثقافة الحوار ومبدأ التعايش والقبول بالآخر والدوافع المعيقة وكيفية حلها لينعم الإنسان فينا بنعمة البقاء والسلام الداخلي الذي أصبح مفتقد في وقتنا الحالي.. فإلى ما تحصلنا عليه:
قراءة الواقع
ونبدأ حديثنا مع الأخ عبده الحودي مدير عام مكتبة البردوني بمحافظة ذمار الذي قال: موضوع الحوار والتعايش والقبول بالآخر لم تنتبه له النخب السياسية في السلطة والمعارضة ما جعل المواطن عرضة لهذا الواقع الذي يسعى فيه البعض إلى مراكمة وانتاج خطابات وأفعال تعزز من ثقافة الهجر والقطيعة وبالتالي القضاء على تاريخ طويل من الحوار الوطني العام والسلم الاجتماعي وأشياء جميلة أخرى.
وأضاف: لابد من انتاج خطاب سياسي وإعلامي مناهض لثقافة الكراهية التي تجاوزت حدود الواقع وأبجدياته، وقفزت فوق كل القيم والحسابات، فمن المفترض أن يتم الاتجاه إلى استدعاء الخطاب الثقافي وتمكينه من ممارسة دوره بما يؤدي إلى السيطرة والتأثير على اتجاهات المواطنين من خلال قراءة الواقع وبلورة رؤية مستقبلية.
تحسين الوعي
ومن العاصمة المؤقتة عدن كان معنا الأخت آثار علي محمد مديرة التخطيط والتطوير في مؤسسة ألف باء (مدنية وتعايش) التي قالت: ثقافة الحوار هي الثقافة التي على أساسها تؤسس عليها الدولة وتشكل حضارات وثقافة المجتمع وفي الآونة الأخيرة أصبحت هذه الثقافة عند الناس ضعيفة لا تعطي فرصة للطرف الآخر بطرح رأيه أو القبول به بل يريد فرض رأيه بالقوة ولو لم يتوافق معه يتم إطلاق اتهامات ومسميات.
وأردفت بالقول: نحتاج فترة طويلة لتحسين الوعي والقبول بالآخر.. فمدينة عدن رجعت للخلف عشرات السنين لسببين أساسيين أفقدها روحها المدنية وقيم التعايش الموجود فيها: وهو عدم القبول بالآخر الذي كانت ترتكز عليه عدن سابقاً منذ عشرات السنين ولكن منذ فترة تناقصت هذه القيم إلى أن اضمحلت، أما المرتكز الآخر وهو العنصرية، أصبح الفرد عنصري على أساس ديني وطائفي، عنصري حتى على الجار وعدم القبول به، عنصري لا يتقبل الرأي والرأي الآخر، عنصري حتى بالجانب السياسي، فمسألة القبول بالآخر ومسألة التعايش ونبذ التطرف والعنصرية هي دائرة واحدة لا تنفع تجزئتها، فالتنوع في الآراء والتوجهات وتعدد الأصوات والتنوع في الأقليات الإنسانية في النسيج المجتمعي مهم في التمسك بصفة المدنية.
وتابعت: كيف نرسخ التعايش في المجتمع؟ عبر المسار السياسي وهو المؤثر على المزاج العام في عدن والبلد عموماً فتأثيره في المجتمع هو الذي يؤثر على الناس وبالتالي هو الذي يحكم الطابع الحاصل في عدن الأمني والمجتمعي والسياسي أيضاً حتى الاقتصادي فالمزاج السياسي يؤثر كونه مسار تعبوي لا يقبل الآخر يحرض الأطراف بعضها على بعض.
وقالت: المسار الآخر هو ضعف عملنا كمنظمات مجتمع مدني بسبب أن اليمن في خط الطوارئ لأنها ما زالت تعيش حالة حرب وهذا أضعف وجود منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية التي تعمل في المشاريع التنموية في بناء السلام والتمكين السياسي والتمكين الاقتصادي وتركزت اغلب البرامج في مواضيع الإغاثة والمواضيع الإنسانية لكن هناك بعض المناطق تحتاج إلى التنمية كونها لا تعيش وضع الحرب او صراع يعيق العملية التنموية مثل عدن وبعض المناطق المحررة.
وواصلت: أساس ترسيخ ثقافة الحوار ومبدأ التعايش سواء في الظروف الراهنة أو مستقبلاً يبدأ من الأسرة بعد ذلك المدرسة في بناء بنيان صحيح في تعزيز قيم التعايش والتسامح والقبول بالآخر وكل القيم الإنسانية التي للأسف فقدت مؤخراً.
وقبل أن تختم كلامها قالت: ضعف الإمكانيات المؤسسية للأجهزة الأمنية هو ما جعل ظواهر مثل العنف والبلطجة تنتشر في أغلب الأماكن وسبب ذلك الضعف هو الصراع السياسي سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي بالتالي يؤثر على المؤسسة الأمنية ويعيقها على أن تجمع كمية الأسلحة المهولة لدى مختلف الفئات العمرية، وهنا لا بد من حلول مؤسسية إلى جانب أن تكون لدينا مؤسسة دولة للقضاء على تلك الظواهر. وختمت: السيطرة على هذه الشريحة التي تمتلك السلاح بحاجة أولاً إلى سحب السلاح من تم إعادة تأهيل لما بعد الصراع وهذه برامج من المفترض أن تقيمها مؤسسات المجتمع المدني بالشراكة مع الدولة لكن هذه لا تعمل أثناء فترة حرب ولكنها تحدث كأولويات من ضمن صناعة السلام الذي ممكن حدوثه في حال الحل السياسي أو التوافقي القادم بالتالي نحن بحاجة الى مؤسسات دولة.
الدعوة للسلام ومن جانبه قال الأخ وضاح عبده صالح الشليلي إعلامي: بأن التعصب هو سبب ليس لتأخر الأمم فقط .. بل يقوم بدمارها، وهذا نتاج ثقافة أهم أسبابها هو عندما تحتكم الشعوب لنخب متخلفة وجاهلة.
وأضاف: ترسيخ ثقافة الحوار يبدأ من الدعوة للسلام، بحيث تنتهج الأقلام التي تؤثر في المجتمع مسار السلام الذي يعد الخيار السليم لارتقاء المجتمعات. بعدها يأتي دور الصحافة والاعلام كوسيلة تأثير هامة لأنها الصوت الوحيد التي يلجأ لها المجتمع، وعليه لو تم الاعتماد على كتابات تعزز ثقافة السلام والحوار فستتغير اتجاهات الناس بشكل تدريجي خاصة عندما تعتمد الكتابات على مآسي الحرب والدمار وتأثيرها في تكوين رأي عام ترتفع اصواتها تدريجيا للوصول في نهاية المطاف إلى الحوار من اجل السلام. وتابع: للأسف الشديد صوت العقلاء هنا غائب وهذا الغياب معناه العودة للحلقة نفسها وهي التعصب والتطرف اللذان هما أهم الأسباب التي تجعل من تقدم الأمم شبه مستحيل.
بقدر ما تدين تدان
ومن المملكة العربية السعودية كان معنا بدايةٍ: الكاتب السياسي عادل صادق الشبحي ورأيه كان بأن التعصب للرأي و إلغاء رأي الآخرين يعد من أهم العوامل التي تؤثر سلباً في رفع مستوى الوعي الشعبي وتسبب الصراع بين أصحاب تلك الآراء وقد تتفاقم تلك الصراعات إلى مواجهات تستخدم فيها الأيدي والأسلحة.
وواصل: لهذا من المهم جداً أن يؤمن الجميع أن وسيلة التعايش بين الناس هي القبول بالآخر والحوار مع كل الأشخاص والجهات التي تختلف فيما بينها ويعد ذلك من أهم أساليب التطور الفكري والتعايش السياسي وإرساء أسس الديمقراطية وذلك من خلال إعداد مواد منهجية يتم تدريسها للطلاب في المدارس والجامعات من قبل مراكز دراسات مختصة وبإشراف مختصين وكذلك الحملات التوعوية التي يجب أن تقوم بها جهات منظمة مثل الجامعات والمدارس والصحف والمراكز والجهات الحكومية والحزبية وهو عمل متكامل يقوم به المجتمع ككل سواء الأسرة أو المؤسسات التعليمية أو الأحزاب ومؤسسات الإعلام المختلفة.
وأكمل قائلاً: الحديث عن الظواهر الاجتماعية حديث متشعب ويحمل كثير من الحسرة والحزن على ما نشاهده في مجتمعنا والعنف يأتي في مقدمة تلك الظواهر السلبية التي انتشرت بشكل مقلق ويمارسها كثير من الأشخاص والجهات والتي كانت عنوان بارز لهذه المرحلة وللأسف وقد يكون للصراعات والحروب وضعف الدولة الأثر الكبير في تنامي هذه الظاهرة حتى أصبحت ثقافة يمارسها ويفتخر بها الكثير من الناس ويقلدها كثير من الشباب.
فالإنسانية معناها استئناس ومودة وعليه يعم السلام بين الأفراد.
وختم معنا: أود أن أقول للجميع أن الإنسان هو مجموعة من السلوكيات والممارسات يمارسها وتقترن شخصيته بتلك الممارسات فكل منا يختار أين يضع نفسه وماهي الشخصية التي يجب أن يكون عليها وبقدر ما تسيء للآخرين سيأتي من يسيء لك وبقدر ماتدين تدان والعظماء هم من يتجاوزون هذه المرحلة دون أن يسقطون ويقعون في ممارسة سلوكيات لا تتوافق والعقل والعدل وتخالف النظام والقانون.
تبني خطاب إعلامي
ونكمل مع الأستاذة هند صالح آل عفيف التي عبرت بقولها: أساس التعصب رفض الاختلاف, والاختلاف بحد ذاته سنة كونية وضعها الله في البشر لنتعايش لا لنتحارب ونتصارع, والتعصب للرأي هو عدم فهم هذه القضية وتبني قضية إبليس (أنا خيرٌ منه) ولهذا نجد أن كل مشاكل الناس قائمة على التعصب وبمجرد زوال فكرة التعصب سيتعايش الناس ويتقبلون بعضهم بعضاً.
وعن سؤالنا كيف نرسخ ثقافة الحوار في المجتمع؟ قالت: الجلوس إلى بعضنا البعض, ومناقشة القضايا الشائكة بوعي ومنهجية سليمة لا تؤدي إلى العنف, بمعنى التقريب بين المُختلفين من خلال تبني خطاب إعلامي سوي وغير متعصب.
وتابعت آل عفيف: كل شيء يبدأ من الأسرة, وبمجرد أن فقدت الأسرة دورها الحقيقي انعكس هذا على المجتمع وضاعف ذلك وسائل الإعلام المُختلفة بشكل كبير جداً, وأصبح الآن الإعلام هو ما يُوجه الرأي العام ويحرك الناس وللأسف يتم استخدامه بطريقة سلبية جداً.
وأكملت: فالعنف هو نتيجة الفراغ الداخلي الذي يعيشه الناس وأيضاً الكبت وعدم ذهاب الناس على الأقل إلى الأخصائيين الاجتماعيين أو وجود متنفسات, كما أن النزعة إلى العنف يغديها الخطاب الديني والسياسي ويعمل على انتشارها، وبالنسبة لمعنى الإنسانية فهو العدالة والأمان.
وختمت كلامها: "وليس عدانا وراء الحدود.. ولكن عدانا وراء الضلوع..
قطع دابر الفتن
بدوره كان للأخ ميثاق الطيابي خريج إدارة اعمال رأي معنا بدأه: التعصب بشكل عام هو من مفسدات الرأي وهذا رائيي الشخصي واتفق تماماً حول تأخر الأمم بسبب تمسكهم برائيهم وعدم قبولهم رأي الآخرين.. إذاً كيف نتخلص من هذا الآفة؟ كن مستمع ومحاور جيد وتفهم آراء الآخرين.
وأضاف: "قال الإمام الشافعي رحمه الله واسكنه الفردوس الأعلى: "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".. وهنا يأتي دور الأسرة التي هي نصف المجتمع وهي الأساس في غرس مبدآ التعايش والحوار كون الإنسان ولد على الفطرة وبطبعه اجتماعي، ووالداه هما من يزرعا في قلبه مبدأ التعايش وقبول الآخر، ابتداءً بقبوله بالأشخاص المحيطين حوله، يليه المدرسة والجامعة لأنهما من تعلمانه مهارة الاتصال والاقناع وقواعد الحوار وثقافة السلام.
وقال: بالنسبة للصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون فهم سلاح ذو حدين وبناء على ما تعلمه الشخص من الأسرة والمؤسسة التعليمية يستطيع غرس مبدأ الحوار والتعايش وقبول الآخر بحسب ما تعلمه، إلا أن الصحافة والاعلام بشكل عام لهما تأثير سلبي وايجابي على مبدأ ثقافة الحوار وعلى القرارات السياسية والسيادية ايضاً.. وأعتقد في زمننا هذا الاعلام يضر أكثر من ما ينفع بحيث أصبحنا نكتب الكذبة فنصدقها عبر الاعلام.
وأردف بالقول: أسباب البلطجة الحاصلة في مجتمعاتنا هي الظلم، التعذيب، التهديد والقتل وأشياء كثيرة لا حصر لها وعلاجها تربية النفس على الفضائل والخوف من الله واحترام القوانين والنظام وسيادة الدولة..
وبالنسبة للظواهر الدخيلة في المجتمع اليمني فهي تهريب الأطفال، المتاجرة بالمخدرات، الزواج السياحي، قتل النفس البريئة، وقطع الطريق.
وختم كلامه عن مفهوم الإنسانية بأنها أخلاق وقيم، مضيفاً: ثقافة الحوار هي التي تحل الخلافات فحتى نقضي على العنف ولكي نبني نهضة جديرة بنا يجب علينا أن نتعاون في بناء مجتمع يحترم قيم الحوار ومبدأ الرأي والرأي الآخر، ومؤسسات قادرة على احتواء الخلافات وقطع دابر الفتن قبل ان تأتي على الأخضر واليابس.
استراتيجية تكاملية
نختم من العاصمة عدن مع الأخت بهية السقاف ناشطة مجتمعية حيث قالت: يقول المولى عز وجل:
"وجادلهم بالتي هي أحسن".. وهي لغة الحوار وتقبل الآخر التي علمها المولى لنبيه المصطفى وأمرنا بتعلمها، لكن للأسف التطرف الفكري واقصاء الآخر وفرض الرأي بالقوة وإتباع مبدأ إن لم تكن معي فأنت ضدي هي من أهم الأسباب التي اوصلت مجتمعاتنا للانهيار وساهمت في تفكك نسيجه وتشرذمه.
وواصلت: الله خلق الأرض متعددة الألوان، وسعي الكثير منها بفرض لون واحد لها يخل بتوازنها والغرض الأساسي من خلقها، فالاختلاف سمة إلهيه كونية علينا جميعاً احترامها، فبالعلم ترسخ ثقافه الحوار بالفهم الجيد لديننا وبقبولنا لحقيقة أننا خلقنا مختلفين ومتعددي الهويات والثقافات والطوائف والأديان.
وتابعت السقاف: انهيار المنظومة التعليمية والانهيار الاقتصادي وما ترتب عليه من فقر وبطالة والتفكك الأسري وعدم احتواء المجتمع لهؤلاء الشباب العاطل والنفور منهم تحت حجه أنهم بلاطجه جعل من هؤلاء الشباب فريسه سهله لتجار الحروب ومروجي الفتن ولأصحاب المال السياسي القذر في استغلالهم..
وحلها يحتاج لاستراتيجية تكاملية معدة من قبل الأجهزة المعنية بالدولة وبالاشتراك مع منظمات المجتمع المدني. فالإنسانية "مهما اختلفنا نحن إخوة".
ختام استطلاعنا نستعرض بعض ما عبر عنه الفلاسفة والعلماء حول معنى الإنسانية..
* غاندي يقول: يجب أن لا تفقدوا الأمل في الإنسانية، وأن الإنسانية محيط، وإذا ما كانت بضع قطرات من المحيط قذرة فلا يصبح المحيط بأكمله قذراً..
* وأرسطو وصف بأن كل الأفعال الإنسانية تنبع من واحدة أو أكثر من هذه المسببات: المصادفة، الطبيعة، الإكراه، العادة، المنطق، العاطفة، الرغبة..
* أما غلادستون فرأيه بأن الحرب مأساة يستعمل فيها الإنسان أفضل ما لديه ليلحق بنفسه أسوأ ما يصيبه..
* إن حضارة الإنسان وتاريخه ومستقبله.. رهن كلمة صدق وصحيفة صدق وشعار صدق.. فبالحق نعيش، وليس بالخبز وحده أبداً.. (بهذه الكلمات اختصر مصطفى محمود الكلام)..
حاجتنا إلى الأخلاق
خلاصة القول.. من المستحيل قيام أي مجتمع دون قيم أخلاقية؛ فالأخلاق هي ما يُحدد معايير السلوك الإيجابي الخيّر، وتُرسخ مفهوم الواجب لدى الأفراد، كما أنها تكبحُ أفعال الإنسان الشريرة فتقاومها وتهذبها، وبمعنى أدق هي ما يُملي على الإنسان ما ينبغي فعله وما لا ينبغي فعله.
وهذا ما نحن بحاجته.. أن نتحلى بالأخلاق لنرتقي إلى معنى الإنسانية ونحاول التعايش بسلام والقبول بالآخر بعيداً عن الصراعات الدائرة والمناكفات المفتعلة لنستعيد توازننا الإنساني الذي اختل ونتخلص من مبدأ شريعة الغاب ونستحق بالفعل لقب إنسان.. فقيمة الإنسان هي ما يضيفه الى الحياة بين ميلاده وموته..
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر