- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً

ولد ونشأ في صنعاء، العاصمة اليمنية العريقة، وبها بدأ تعلمه وتأثر تأثرا شديدا بتعاليم الصوفية ونعم بها كما لم ينعم بشيء آخر، ومال إلى الأدب عامة والشعر خاصة، فدرسه حتى تمكن من نفسه، فهام به أي هيام. انتقل إلى مصر ليتم دراسته، فالتحق بدار العلوم حصن اللغة العربية، وقبل أن يتم دراسته فيها عاد إلى اليمن عام 1941م وكانت الأوضاع فيها متردية، استشرى فيها الفقر والمرض، ولم يقم الحكم الإمامي حينها بواجبه نحو مكافحة هذين البلاءين، وزاد الأمر سوءا بانتشار الجهل وانتصار حكام اليمن له.
ضحى بحياته من أجل أن يحيي الوطن .. وكان لكلماته وابياته وقع الزلزال المدوي على الحكم الإمامي الذي تألم له الزبيري وغيره من الأحرار الذين قاموا بالثورة التي توجت بالنور في 26 سبتمبر 1962م.
حدث نفسه كيف لفئة وسلالة من المجتمع أن تعيش حياة الملوك؟ بينما عامة الشعب يغلب عليهم الجهل ويطحنهم الجوع والفقر والمرض.
كان الزبيري من رواد الإصلاح.. ولم تكن حياته رحمه الله حياة عادية وإنما كانت منهاج ومشروع حياة ومدرسة من مدارس النضال والتضحية والشجاعة، وكان ممن يقارعون الظلم والجور ويمارس منهجه الإصلاحي من خلال عدة طرق، ومنها الانتقاد وتقديم المقترحات للقائمين على الحكم في نظام الإمامة، وكان أول من قدم برنامجاً للإصلاح تقدم به للإمام يحيى، وكان شاعراً وبطلاً وثائراً. عمل على تأسيس المنظمات والجمعيات والإتحادات لجمع الثوار وتوحيد كلمتهم وجهودهم وأصدر صحيفة صوت اليمن من عدن، وتنقل بين شمال اليمن وجنوبه مرشدا وقائداً للثورة مستخدما جميع الوسائل المتاحة من أجل إسقاط النظام الإمامين الكهنوتي.
وقد سجن رحمه الله لفترة عشرة أشهر في عهد الإمامة على خلفية انتقاده للأوضاع المأساوية التي وصل إليها عامة الشعب اليمني نتيجة سياسة الحكم الإمامي المتخلف.
وفي خارج السجن فضل الزبيري العيش في المنفى، حيث غادر الزبيري اليمن متوجهاً إلى باكستان وقضى فيها خمس سنوات صعبة..
ورغم الرسائل التي كانت ترسل له من قبل الإمام أحمد بالعودة لليمن عارضاً عليه أعلى المناصب، إلا أنه رفض العودة مشترطاً للرجوع إطلاق السجناء وإصلاح الأوضاع. وقد استمر رحمه الله في النضال والكفاح حتى انتصرت الثورة في 26 سبتمبر 1962، وعاد إلى اليمن واستقبل استقبال القادة الأبطال، وعين وزيراً للمعارف، ثم قدم استقالته وبدأ للتجهيز لمؤتمر خمر الذي ضم أعيان اليمن لمناقشة أهم الإصلاحات التي يجب القيام بها، معلنا من هناك تأسيس أول حزب سياسي بعد الثورة إلا أن رصاص الغدر والخيانة سبقته قبل أن يبدأ المؤتمر وقبل أن يستكمل تأسيس الحزب.
أصدر شاعرنا ديوانين : الأول : " ثورة الشعر " الثاني : " صلاة في الجحيم " وما نشر في هذين الديوانين هو الجزء الأقل من شعره، ولازالت هناك مجموعات كبيرة من شعره تنتظر من يقوم بطبعها.
مؤلفات الزبيري
صدر للشاعر الكتب السياسية التالية:
ا - دعوة الأحرار ووحدة الشعب 2 - الإمامة وخطرها على وحدة اليمن 3 - الخدعة الكبرى في السياسة العربية 4 - مأساة واق الواق، تحدث فيه عن مصير جلادي اليمن وعن مصير الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن اليمن وشعبه متبعا أسلوب، " رسالة الغفران " للمعري.
وله إلى جانب هذه المؤلفات مجموعات من مقالاته وبحوثه السياسية والأدبية تقع في عدة مجلدات.
ومن مؤلفات الأستاذ الزبيري في الشعر والسياسة فقد بلغت اثنا عشر كتاباً، وأما المخطوطات فهي كثيرة لدى اصدقائه وأفراد أسرته.
نذكر منها:
1. الإسلام دين وثورة .
2. بحوث ومقالات سياسية وأدبية .
3. الخدعة الكبرى في السياسة العربية .
4. ديوان ( ثورة الشعر ).
كما أنه كان محور الكثير من الدراسات والكتب التي تناولت جوانب من حياته ونضاله وشعره، منها:
1. الزبيري شاعر اليمن / هلال الحلوجي.
2. الزبيري الشهيد المجاهد / للأستاذ عبد الرحمن الطيب.
3. الزبيري ضمير اليمن الثقافي / عبد العزيز المقالح.
4. التاريخ يتكلم / للأستاذ عبد الملك الطيب.
5. الزبيري أديب اليمن الثائر / عبد الرحمن العمراني
ومن أقوال الشهيد الزبيري : (إن حكاية وحدة الصف بدون وحدة الهدف حكاية تافهة وخرافة ولا تعدو أن تكون في الواقع غير اتفاق على نفاق متبادل وغش مشترك، ولقد أنكرنا الظلم في العهد الإمامي، ثم أنكرنا الخطأ في العهد الجمهوري، لأن المبدأ لا يتغير بتغير الأشخاص والأسماء والأشكال، الحكم الجمهوري الذي نريده هو الحكم الجمهوي الإسلامي الصحيح الذي يقوم على أساس الشورى والذي يتمكن فيه أبسط أبناء الشعب أن يقوِّم رئيس الجمهورية، وأن ينتقد أي وزير دون خوف من حبس أو لغم ينفجر في بيته، أو عزله من الوظيفة فذلك واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمرنا الله به ورسوله.
ولا يفوتنا هنا أن نسجل بأن جميع مؤلفات الزبيري والغالبية العظمى من شعره تدور حول مأساة الشعب اليمني الذي أفنى عمره في سبيل قضيته وسقط شهيدا وهو ينادي بحريته.
ومسك الختام نستعرض بعض من قصائده ونبدأ بقصيدة
الحنين إلى الوطن
ذكـريات فاحــت بريــــا الجنـــــــــان فسبت خاطـري وهزت جنــــانــي
عمـــــر في دقيقـــة مستعــــــــــــــاد ودهـــور مطلــــة في ثوانـــــــــي
فكأن الماضي تأخــر في النفـــس.. .. أو استرجعـت صداه الأمانـــي
ما وجـدنا وراءهــــا غيـر غابــــــات... . وحوش مـن الدمــاء قوانــــــي
لم تهوم للنوم عين ولـم تهـــــــدأ.. .. لنا مهجـــــــة مـن الخفقــــــــان
ما يهـب النسيــــم إلا وجدنــــــــا طيــــهُ زفـــــرة مـن الأوطـــــــــان
تحمــل الطــل للريــاض وتذكـــي في الحشا لفـحــــة من النيــــران
آه ويح الغريـب مــــاذا يقـــاســـي من عـذاب النـــوى وماذا يعانــــي
كُشفت لي في غربتي ســــــوءة. ... الدنيا ولاحت هِِناتها لعِِيانــــي
كلمــــا نلـــــت لـــذة أنـذرتنـــــي فتلفـــت خيفـــــة مـن زمانــــــي
*******
إلى وطني
(من ديوان صلاة في الحجيم)
الشاعرية في روائع سحرها
أنت الذي سويتَّها وصنعتَها
مالي بها جهدٌ, فأنت سكبتَها
بدمي وأنت بمهجتي أودعتَها
أنت الذي بشذاكَ قد عطرتَها
ونشرتَها بين الورى وأذعتَها
وقَفَتْ لساني في هواك غناءَها
فإذاتغنت في سواكَ قطعتُها
يتَمتَ روحي في علاكَ, وصغتَها
بسناكَ , ثم طردتَها وفجعتَها
أبعدتني عن أمة أنا صوتها العالي فلو ضيَعتَني ضيعتُها
******
(الثورة)
سجّل مكانك في التاريخ يا قلم فها هنا تبعث الأجيال والأمـــم
هنا القلوب الأبيّات التي اتحدت هنا الحنان، هنا القربى، هنا الرحم
هنا الشريعة من مشكاتها لمعت هنا العدالة والأخلاق والشيـــم
إلى أن قال فيها:
إن القيود التي كانت على قدمي صارت سهاماً من السجان تنقـم
إن الأنين الذي كنـا نـردده سراً غدا صيحة تُصغي لها الأمم
*******
(لا تحرقونا بناركم)
دعونا ولا تقربوا جمعنا
ولا تحرقونا بنيرانكم
رضينا بأنا عبيد الإمام
وإنا كما شاء عميٌ وصم
نكبل أقدامنا بالقيود
ونعقل أفواهنا باللجم
ونفرش مضجعنا بالغباء
ونقنع من عيشنا بالحلم
فماذا علينا لو أنا نعيش
أعمارنا في الدجى المدلهم
وهبنا الحياة لأوثاننا
ونبض القلوب ونور البصر
فما نبتغيمن شعاع الشموس؟
وما نرتضي في ضياء القمر؟
*****
(نهاية التجربة)
خرجنا من السجن شم الأنوف
كما تخرج الأسد من غابها
نمر على شفرات السيوف
ونأتي المنية من بابها
ونأبى الحياة, إذا دنست
بعسف الطغاة وارهابها
ونحتقر الحادثات الكبار
إذا اعترضتنا بأتعابها
ونعلم أن القضا واقع
وأن الأمور بأسبابها
ستعلم أمتنا أننا
ركبنا الخطوب حناناً بها
فإن نحن فزنا فيا طالما
تذل الصعاب لطلابها
وإن نلق حتفاً فيا حبذا
المنايا... تجيء لخطابها
أنفنا الإقامة في أمة
تداس بأقدام أربابها
وسرنا لنفلت من خزيها
كراماً, ونخلص من عابها
وكم حية تنطوي حولنا
فننسل من بين أنيابها
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر