حكومة بن دغر تقترب من افتتاح مشروع عملاق.. ضربة قاصمة للحوثي بعد تحرير الحديدة
تقترب الحكومة الشرعية بتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ومتابعة حثيثة وإشراف مباشر من رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر، من افتتاح مشروعها الضخم في قطاع الاتصالات والتي من خلاله جثمت مليشيا الحوثي الانقلابية على هذا القطاع منذ ثلاث سنوات عاثت خلالها فسادا وإفسادا بحق الوطن والمواطن.
ووفقا لمصادر "الأحرار نت"، تستعد الحكومة وخلال الأيام القادمة بعد عودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة من خلال تدشين عدد من المشاريع التنموية وافتتاح أخرى تم وضع حجر أساسها من سابق، ومن ضمن هذه المشاريع، المشروع العملاق مشروع الكيبل البحري الذي يعتبر ثالث أطول كيبل بحري في العالم ويربط اليمن بثلاث قارات حول العالم هي (آسيا إفريقيا أوروبا).
فمنذ اجتياح مليشيا الحوثي الانقلابية العاصمة صنعاء 21 سبتمبر/أيلول 2014 العاصمة، أقدمت على حجب غير مسبوق لمواقع على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على معظم مدن اليمن ومنها صنعاء، ويجد المستخدمون صعوبة في تصفح المواقع الإخبارية أو البريد الإلكتروني، كما تسبب إجراءات المليشيا في قطع الإنترنت بتفاقم الصعوبات الاقتصادية، لا سيما الأعمال المصرفية والمالية التي تعتمد على الشبكة العنكبوتية في إتمام الأعمال.
وتبلغ إيرادات المؤسسة التي تجبيها المليشيا عشرات المليارات شهريا، حيث كشف المتحدث باسم الحكومة الشرعية راجح بادي في تصريحات سابقة، أن مليشيا الحوثي قامت بجباية ٩٨ مليار ريال من قطاع الاتصالات خلال الفترة من ديسمبر ٢٠١٦ وحتي يوليو ٢٠١٧م.
ومن هذا المنطلق تسعى حكومة الدكتور بن دغر، لقطع أهم مورد مالي تستخدمه مليشيا الحوثي لتمويل جبهات القتال التابعة لها وإثراء جيوب قادتها ونفخ كروشهم طلية الثلاث سنوات الماضية، حيث سيمثل ضربة قاصمة لا تقل شأنا عن تحرير ميناء الحديدة والذي تقترب قوات الجيش الوطني والمقاومة من السيطرة عليه.
وتبلغ تكلفة المشروع 50 مليون دولار بتمويل حكومي، وكان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قد وضع حجر أساسه في العام 2013م إلا أن الأحداث التي شهدتها اليمن تسبب في توقفه وتأجيله، لتأتي حكومة الدكتور بن دغر اليوم وكلها إصرار وعزيمة على تنفيذه وافتتاحه.
كما يبلغ طول الكيبل 25 ألف كيلومتر، ويبدأ من هونج كونج ماراً بعدن وينتهي في مارسيليا، وتعد اليمن شريكا أساسيا في تقوية وإيصال الإشارة من شرق آسيا إلى أوروبا، بحسب تصريحات وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس لطفي باشريف لوكالة الأنباء اليمنية سبأ.
وخلال زيارة تفقدية للمشروع في أغسطس الماضي، قال رئيس الوزراء: ” ها نحن اليوم وبعد جهود حثيثة كللت بالنجاح نقطف ثمار المشروع العملاق الذي سيحدث نقلة نوعية في الاتصالات والانترنت”.
وأضاف أن "سرعة الانترنت التي سيقدمها المشروع تفوق السرعة الحالية بأربعين ضعف، بحيث تصل سرعته 1800 جيجا بت في الثانية، وهو ما سيسهل عملية التواصل ويقدم خدمات اتصال متقدمة للمواطنين ويحفظ تكلفة الاستخدام، وتقديم سرعات عالية، وفق المستويات العالمية".
وقال بن دغر إن هناك مشاريع استراتيجية ستنفذها الحكومة خلال المرحلة القادمة.. مشيداً بدور التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأضافت المصادر بأن الجميع يقف اليوم على بعد أيام قليلة من استكمال المشروع وكسر شوكة الاحتكار المليشاوي لقطاع الاتصالات والإنترنت في اليمن، مضيفة بأن المشروع جاء بتخطيط من قبل رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، وأنه سيوفر مليارات الريالات خلال شهر فقط لعدن ولوزارة الاتصالات، وهذا ما ظلت تأكد عليه حكومة الدكتور بن دغر طيلة الفترة الماضية.
من جهته اعتبر مراقبون أن مشروع الكيبل البحري سيمثل رافدا اقتصاديا وطنيا مهما للبلد كونه سيسحب بساط الاتصالات والإنترنت من هيمنة المليشيا ويوفر مليارات الريالات لصالح إعادة تبيطع الأوضاع في المحافظات المحررة وتنفيذ المزيد من المشاريع التنموية وتحقيق نقلة إلكترونية هائلة في اليمن على طريق بناء اليمن الاتحادي الحديث.