الرئيسية - شؤون دولية - هذه هي قضية "أطفال الكهف" التي شغلت العالم (القصة الكاملة)
هذه هي قضية "أطفال الكهف" التي شغلت العالم (القصة الكاملة)
الساعة 04:34 صباحاً
آخر فصول قصة الأطفال الإثنى عشر الذين ظلوا محتجزين داخل أحد الكهوف لنحو أسبوعين وسط اهتمام بالغ من جميع وسائل الإعلام العالمية والمحلية وحالة إبهار خاصة لدى الشباب العربي من تلك الدولة التي سخرت كل إمكانياتها لإنقاذ مواطنيها، انتهت الثلاثاء الماضي ، حينما أسدلت السلطات التايلاندية، الستار على القضية . بدأت قصة الأطفال المعروفين إعلاميا بـ"أطفال الكهف " في 23 يونيو الماضي عندما ، اختفى فريق (وايلد بورز) لكرة القدم، والمكوّن من12 طفلا يتراوح أعمارهم بين 11 و 16 عامًا، ومدربهم الفني البالغ من العمر 25 عامًا. ذلك بعد حصة تدريبية ذهبوا فيها لاستكشاف مجمع كهوف "تام لوانج" الذي يمتد لنحو 10 كيلو داخل الجبل، والواقع في إحدى الغابات القريبة من الحدود التايلاندية مع ميانمار. وقالت السلطات التايلاندية حينها إن المجموعة رُبما دخلت إلى الكهف في وقت متأخر من ظهر السبت، الموافق 23 يونيو، بعد أن وجدوا أنفسهم مُحاصرين بمياه الأمطار الغزيرة عند مدخل الكهف . في اليوم التالي، عثر أحد حُرّاس حديقة وطنية، على دراجات الفريق وأحذية كرة القدم الخاصة بهم عند مصب كهوف "تام لوانج"، في مقاطعة "شيانج راي" الشمالية، لكنه لم يجد للصبية أي أثرا . بعدها أرسلت البحرية الملكية التايلاندية 17 شخصًا من القوات الخاصة، لمساعدة الشرطة المحلية ومسؤولين في الحديقة، خلال عملية البحث التي وُصِفت بأنها "محفوفة بالمخاطر". ولم تكن حالة الطقس أو تضاريس المنطقة مناسبة لعملية البحث، حيث أعلن حينها رئيس المكتب الإقليمي للمناطق المحميّة "كامولتشاي كوتشا" أن "انخفاض معدل الأوكسجين في الكهف المظلم والأمطار الغزيرة صعبت المهمة". وأشار كوتشا إلى أن "ارتفاع منسوب المياه الجوفية قد يكون سدّ مخرج الكهف وحجز الفريق في الداخل"، مُرجّحًا أن "المجموعة ما زالت على قيد الحياة، ومن الممكن أنهم استطاعوا الاختباء في مكان جاف في الكهف الكبير". وبعدما عرض التليفزيون التايلاندي لقطات من الدراجات وحقائب الظهر التي تركها أعضاء الفريق عند مدخل الكهف،قدم أقارب اللاعبين الناشئين قرابين من فواكه وحلوى قرب الكهف تضرعا للأرواح التي يؤمن البعض بأنها تحمي الكهف والغابة ، بحسب رويترز...!! وفي تلك الأثناء، ساعد مغامرون يتفقدون الكهوف فرق إنقاذ عسكرية في ثالث أيام عملية البحث عنهم، فيما ذكر مكتب الموارد الطبيعية والسياسة البيئية والتخطيط في تايلاند، حينها أن الكهف عادة ما يكون مُغلقًا خلال موسم الأمطار بين مايو وأكتوبر، الأمر الذي يُفسّر غمر المياه لأجزاء من الكهف بارتفاع يصل إلى 5 أمتار. ونتيجة لارتفاع منسوب المياه بسبب هطول الأمطار الغزيرة ، أوقفت فرق الإنقاذ عملية البحث بشكل مؤقت في 28 يونيو الماضي، تزامن ذلك مع مع إرسال 30 خبيرًا أمريكيًا مجهزين بالمعدات للمساعدة في اختراق جدران الكهف، بمعاونة نحو ألف شخص، من بينهم 3 خبراء بريطانيين مختصين بالغوص في الكهوف و4 مروحيات ودراجات. في 29 يونيو، تمكن الخبراء البريطانيون من العثور على نفق عمودي يؤدي إلى الكهف، في الوقت الذي زار فيه رئيس الوزراء التايلاندي "برايوت تشان أوتشا" موقع البحث، داعيًا عوائل المفقودين إلى عدم التخلي عن الأمل. وفي اليوم التالي، استطاعت فرق الإنقاذ بعد نحو أسبوع إنزال أغذية إلى داخل الكهف من خلال ثغرات على سطح الكهف يُعتقد أنها مرتبطة به، وفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية. بعد 9 أيام ، تحديدا في 3 يوليو عثرت فرق الإنقاذ على الأطفال بعد عملية بحث دولية، بمشاركة 6 فرق من الوحدة البحرية التابعة للقوات الخاصة التي تقوم بعمليات برية وجوية وبحرية، مع غواصين سويديين وبريطانيين، وقاموا بإنزال الحبل من منطقة "شامبر ثري" أو "الغرفة 3" عبر مسار "سام ياك". في الأثناء، انتشرت أنباء حول دراسة تايلاند تحويل الكهف إلى مزار سياحي عقب ظهور الأطفال في مقطع مصور يقفون على صخرة و يقولون إنهم جوعى ، بعد العثور على الأطفال المفقودين. في 6 يوليو، "سامان كونان" توفي ، وهو غواص سابق في البحرية التايلاندية دخل الكهف لوضع أسطوانات الأكسجين على طريق خروج محتمل استعدادا لمحاولة الإنقاذ، وذلك بعد أن فقد الوعي على بعد نحو 1.5 كيلومترا من مدخل الكهف. العالم أجمع أصبح يتابع بشغف ويحبس أنفاسه عند كل خبر حول أطفال الكهف و محاولة إنقاذهم، لكن السلطات التايلاندية حينها صدمتهم في 7يوليو الجاري، عندما استبعدت أي حلول فورية لإنقاذ الأطفال بسبب مخاوف نقص الأكسجين وهطول الأمطار. الأطفال ومدربهم بعثوا برسالة إلى أهاليهم ، نشرتها صفحة القوات البحرية الخاصة التايلاندية على موقع فيسبوك. الرسالة التي كُتِبت بخط اليد ونقلها غواص إنقاذ أجنبي قالت : "عندما نخرج من هنا، نريد أن نأكل أشياء كثيرة. نرغب في العودة إلى منازلنا في أقرب وقت ممكن". ما أثار التعاطف أكثر مع هؤلاء الأطفال الذين تمنوا حضور نهائي كأس العالم المقام حاليا في روسيا، انتشار قصصهم الإنسانية وأحلامهم البسيطة وأحاديثهم حول مستقبلهم في لافتات إنسانية طافت العالم. في 8 يوليو، بدأت عمليات إنقاذ أطفال الكهف بإخراجهم عبر ممرات ضيقة مغمورة بالمياه، بعدما هطلت الأمطار ليوم كامل قبل بدء تنفيذ العملية. . وتألف فريق الإنقاذ الرئيسي من 13 غواصا أجنبيًا و5 من أفراد القوات الخاصة التابعة للبحرية التايلاندية، ويحاولون إخراج الفتية عبر ممرات ضيقة مغمورة بالمياه، في مهمة محفوفة بالمخاطر. واستطاعت فرق الإنقاذ إخراج 8 أطفال ثم 3 أطفال محاصرين في اليوم الثالث من عملية الإنقاذ، ليبلغ بذلك عدد الأطفال الذين خرجوا من الكهف 11 طفلاً، وكان متبقياً بالداخل طفلٌ واحدٌ إلى جانب مدرب فريق كرة القدم، حتى أعلنت اليوم بانتهاء عملية الإنقاذ واستخراج جميع من كانوا بالكهف. الاهتمام المتزايد بأطفال الكهف، طرح تساؤلا عن سبب هذا الاهتمام خاصة في ظل انخفاض الاهتمام بقضايا قتل الأطفال جراء الحرب الدائرة في سوريا كمثال أو أوضاع الأطفال اللاجئين المتردية في شتى أنحاء العالم. وأوضح البروفيسور باري بروميت، رئيس قسم دراسات الاتصالات في جامعة تكساس بولاية أوستن الأمريكية في مقال بصحيفة دالاس مورنينج نيوز سر الاهتمام المتزايد ، حيث يرى أن قصة الأطفال ليست مشحونة سياسيًا ولا محفوفة بالمخاطر، مشيرا إلى أن القصص الإنسانية تحظى بالاهتمام حينما لا نشعر فيها بالسياسة. وأضاف بروميت أن قصة أطفال الكهف محددة بدقة من حيث الزمان والمكان، وبالتالى فهي تتجه نحو نتيجة محددة، على عكس مأساة اللاجئين في أماكن أخرى والتي تجسد حالة من الحزن الذي لا نهاية له. كما أن القصة التايلاندية، حسبما يرى روميت أنها تميزت بأنها تروى معاناة أمثلة محددة جدًا للأطفال، حيث تم تداول صور عالية الجودة لكل طفل، وهذا الأمر عامل جذب يفوق تماما أي وصف للمعاناة الجماعية. الصحفية المصرية دينا سمك قالت على حسابها الشخصي على "فيس بوك" :( كل الأطفال نجو من الكهف المظلم، حتى مدربهم الطفل (25 عاما) نجى. نهاية سعيدة أخرى تبرر لماذا يهتم العالم بقصة أطفال الكهف أكثر من اهتمامه بمأساة الأطفال في سوريا واليمن مثلا). وأضافت: ( نهتم بالقصص التي لها نهايات مفتوحة ونتابعها ونحن نتمنى النهاية السعيدة وكأنها نجاتنا نحن، بل ربما وكأنها نجاة العالم. أما القصص التي ندرك أنه ستنتهي نهاية مأساوية لا محالة فإننا ندير وجوهنا لها لأن قلوبنا لا تتحمل المزيد من المرار ولأن ضمائرنا لا تتحمل عبء كوننا علمنا ولم نفعل شيئا). وتابعت : ( حين ندير وجوهنا عن القصص الحزينة فهذا لا يعنى أننا بلا قلب ولكن يعنى أننا بلا أمل. خرج الفتية من الكهف ولم يقولوا لنا شيئا جديدا، أو امرا لا نعرفه. فقط قالت لنا حكايتهم انه ربما تكون النجاة ممكنة.. ربما.. من يدري ؟!!
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك