الرئيسية - رياضة - كرواتيا على موعد مع التاريخ والثأر من فرنسا في نهائي الأحلام
كرواتيا على موعد مع التاريخ والثأر من فرنسا في نهائي الأحلام
الساعة 10:21 صباحاً (الأحرار نت/ موسكو:)
هي مباراة على ملعب لوجنيكي في موسكو، تجمع 22 لاعبا يتقاذفون كرة بين أقدامهم، ويجرون على عشب أخضر يحده مرميان. على قمصانهم علم لفرنسا وآخر لكرواتيا، وعلى أكتفاهم أحلام ملايين العيون الشاخصة نحو الكأس.

بعد أكثر من أربعة أسابيع، يصل مونديال روسيا 2018 الى المباراة النهائية، الموعد المنتظر مرة كل أربعة أعوام. مباراة واحدة، من 90 دقيقة أو 120 كحد أقصى في حال التمديد، تختصر جهد وتعب سنوات.

هي أكثر من مباراة لأكبر بطولة للعبة واحدة. عشق كرة القدم المتجذر لدى مئات الملايين يجعل منها مصبا للأحلام والآمال التي تختصر بلقب ثان لفرنسا بعد مونديال 1998 على أرضها، أو لقب أول لكرواتيا في تاريخها.

يدرك اللاعبون ثفل الحمل. هم على موعد مع كأس حلم بها الآلاف من أقرانهم دون ان يصلوا اليها، لكنها الأحد، ستكون في انتظارهم عندما يدخلون أرض الملعب على مرأى العالم أجمع.

أبعد من الطموح الشخصي للاعب بحمل الكأس الذهبية التي يحفظ عشاق اللعبة صورتها عن ظهر قلب، ثمة أحلام لكل مشجع يرتدي قميص منتخب بلاده، أكان من مدرجات الملعب الذي يتسع لنحو ثمانين ألف شخص سيتقدمهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدد من قادة العالم، لعشرات الآلاف في مناطق المشجعين في روسيا أو فرنسا أو كرواتيا وكل مكان.

قال مدرب المنتخب الفرنسي ديدييه ديشان "لا يوجد ما هو أجمل وأقوى من نهائي كأس عالم. ثلاث كلمات ستكون مهمة: صفاء، ثقة، وتركيز".

قائد المنتخب الحارس هوغو لوريس قال "بذلنا الكثير من الجهود ونريد ان نمنح أنفسنا فرصة للفوز بهذه المباراة الأخيرة".

هذا هو الهدف بالنسبة للفرنسيين الذين لم ينسوا بعد خيبة الخسارة في نهائي كأس أوروبا 2016 على أرضهم أمام البرتغال وكريستيانو رونالدو. هدف واحد في الوقت الاضافي قضى على أحلام ملايين يترقبون صافرة النهاية للاحتفال، كما فعلوا ذات مونديال 1998، أو ذات كأس أوروبا 2000.

تنتظر باريس والمدن الفرنسية بفارغ الصبر اليوم الأحد، لعله يحمل معه بشرى الفوز ويعيد للبلاد مشاهد التتويج بلقب 1998، يوم رسم وجه زين الدين زيدان على قوس النصر.

في حال رفع لوريس الكأس الذهبية اليوم، ثمة وجوه عدة قد ترسم على قوس النصر، او يصدح المشجعون بأسمائها على جادة الشانزيليزيه. أولها ديشان، قائد المنتخب المتوج في 1998، والذي سيصبح في حال الفوز ثالث شخص فقط يتوج بكأس العالم كلاعب ومدرب.

يضاف اليه الموهبة كيليان مبابي (19 عاما) الذي ينتظره الفرنسيون لقيادتهم لأمجاد كروية لأعوام، وانطوان غريزمان الهداف الذي تحول الى ضابط ايقاع لحركة المنتخب، وحتى أوليفييه جيرو، رأس الحربة الصائم عن التهديف. للمدافعين نصيبهم أيضا، بعدما تميزوا بصلابة حافظت على نظافة شباكهم في أربع مباريات من أصل ست خاضوها في المونديال.

أقر لوريس بأن الدقائق لن تمضي بسرعة، ولن تكون سهلة، بل "سنواجه خصما من نوعية كبيرة جدا، يستحق التواجد في النهائي بقدر ما نستحقه. هذا المنتخب (الكرواتي) أظهر قيما وقدرات جسدية وذهنية لا تصدق".

كل ما يمكن للفوز

كان المنتخب الكرواتي مبهرا في روسيا، ليس فقط بمواهبه مثل القائد لوكا مودريتش وايفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش، ولا لأنه تجاوز "تمرد" المهاجم نيكولا كالينيتش واستبعده من التشكيلة، ولا حتى لتخطيه أزمة الفساد المحيطة بالرجل القوي في اللعبة محليا زدرافكو ماميتش.

كل هذا لا يقارن بالجهد الذي بذله اللاعبون في الأدوار الاقصائية (ثمن وربع ونصف النهائي): ثلاث مباريات، ستة أشواط إضافية، وثلاثة انتصارات بعد التأخر بالنتيجة في كل مرة.

لعب الكروات بالكرة في الملعب، وبأعصاب مواطنيهم خارجه. احتاجوا لركلات الترجيح ضد الدنمارك وروسيا، والى التمديد ضد انكلترا، تواليا. بات للبلاد الصغيرة ذات الأربعة ملايين نسمة تقريبا، جيل جديد ورث (وتفوق على) جيل 1998 الذي بلغ نصف نهائي مونديال 1998، في أول مشاركة لكرواتيا في البطولة العالمية كدولة مستقلة.

يومها، خرج المنتخب ذو قميص المربعات الحمراء والبيضاء على يد فرنسا في نصف النهائي. الأحد، سيكون منتخب البلد الخارج الى الاستقلال مطلع التسعينات من القرن الماضي من رحم العملاق اليوغوسلافي، على موعد، مع التاريخ أولا، وموعد الثأر من فرنسا ثانيا.

في كرواتيا، لا تكفي الكلمات لوصف ما يختبره المواطنون: إقبال على متحف كرة القدم لاستعادة ذكريات جيل 1998 مع دافور شوكر وزفونيمير بوبان و"شيخ المدربين" ميروسلاف بلازيفيتش، وبدء بيع قمصان "تي شيرت" كتب عليها "كرواتيا بطلة العالم - روسيا 2018".

قالها اللاعب ايفان راكيتيتش الجمعة "هذه مباراة تاريخية ليس فقط بالنسبة إلينا، بل لكل من هو كرواتي. سيكون ثمة 4,5 ملايين لاعب على أرض الملعب نعرف ان هذه أكبر مباراة في حياتنا".

السؤال الأكبر الذي طرح على المدرب زلاتكو داليتش في مؤتمره الصحافي السبت، كان عن جاهزية اللاعبين لخوض النهائي، بعد المعاناة البدنية في الأدوار الاقصائية. كان المدرب صريحا: ما لم تكن جاهزية اللاعب مئة بالمئة، لن يشارك في المباراة، وان كان من الأساسيين.

وأضاف (اليوم) هو نهائي كأس العالم. ببساطة، اللاعبون يعرفون (أهمية) ذلك" متابعا "آمل في ان يكون اللاعبون مستعدين. في حال لم يكونوا (مستعدين)، لدينا لاعبون كبار على مقاعد البدلاء".

والجمعة، قال راكيتيتش ان اللاعبين سيحصلون على "طاقة" اضافية مستمدة من كل الدعم الآتي من بلادهم. زميله في خط الوسط لوكا مودريتش الذي تنهال عليه إشادات تزكيه لجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، شدد على انه "قبل مباراة مهمة لا يجب ان نغير شيئا. علينا ان نرتاح، والاستعداد سنقوم بكل ما يمكننا القيام به من أجل الفوز".

يدرك لاعبو المنتخب الكرواتي انهم أمام فرصة لم تتح لأي كان في تاريخ بلادهم، وقد لا تتكرر لأجيال مقبلة. لاعبو المنتخب الفرنسي يدركون أيضا انهم مطالبون بالعودة لبلادهم بكأس الفرح، وطي صفحة الانتظار الطويل وسلسلة الاعتداءات التي ضربت البلاد في الأعوام الأخيرة.

لكل هذا وأكثر، ثمة كرة قدم، ومئات الملايين حول العالم ينتظرون صافرتين من الحكم الأرجنتيني نستور بيتانا: بداية... ونهاية تطلق موجة الاحتفالات في بلاد، ونهر الدموع في الأخرى.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك