للمرة الثالثة يصل رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، إلى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، في زيارة للمدينة بعد تحريرها من تنظيم القاعدة منذ عامين تقريبا، استمرارا لنشاط الحكومة الدؤوب بقيادة بن دغر، في تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة بناء على توجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.

ثلاثة أيام فصلت بين زيارة بن دغر، لمحافظة لحج وهذه الزيارة، إضافة لزيارته إلى محافظة أبين، والتي ترتكز جميعها على تدشين عدد من المشاريع التنموية وعمليات الإعمار لما دمرته حرب المليشيا الانقلابية.

حفاوة الاستقبال

الزيارة للمدينة والتي أعلن رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر وصوله إليها في تمام الساعة الخامسة عصرا عبر تغريدة قصيرة بحسابه في تويتر، حظيت باستقبال كبير وغير مسبوق، من قبل قيادات السلطة المحلية بالمحافظة والقيادات العسكرية والأمنية، سبقها عملية تزيين لشوارع المدينة بصور فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية وبجواره صور الدكتور بن دغر.

وكما يظهر في الصور التي وصلت "الأحرار نت"، ووفقا لوكالة الأنباء الحكومية، فقد كان في استقبال رئيس الوزراء والوفد المرافق له في مطار الريان محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني، وكيل أول محافظة حضرموت عمرو بن حبريش، وقائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء صالح طيىمس وعدد من وكلاء المحافظة وأعضاء السلطة المحلية والقادة العسكريين والأمنيين.

كما كان في استقباله قائد قوات التحالف العربي المقدم عبدالمحسن علي الفالح والمقدم علي النعيمي.

إلى ذلك، وقبل وصول الدكتور بن دغر للمكلا، تزينت المدينة وشوارعها، بصور فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، مع صور رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في تعبير واضح من قيادة السلطة المحلية والمواطنين عن مدى سعادتهم بالزيارة.

أولويات الزيارة

وكشفت مصادر "الأحرار نت"، عن أولويات زيارة الدكتور بن دغر، إلى مدينة المكلا والتي تهدف إلى تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة بناء على توجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وفور وصول رئيس الوزراء اليوم، لمدينة المكلا، أكد بأن هذه الزيارة تأتي في إطار اهتمام القيادة السياسية بالمحافظات المحررة. كما تأتي وشعبنا اليمني يستقبل باهتمام كبير ذكرى أعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين والتي تحاول المليشيات الحوثية، وقوات صالح الانقضاض عليها.

ووفقا للمصادر ذاتها، فإن رئيس الوزراء سيدشن، خلال فترة إقامته والتي قد تستمر لأكثر من خمسة أيام، عدد من المشاريع التنموية ويضع حجر الأساس لمشاريع خدمية كان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قد أمر بتنفيذها في زيارته الأخيرة لحضرموت، بالتزامن مع تهيأ محافظة حضرموت للاحتفال بأعياد ثورتي 26سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين.

وأشارت المصادر، بأن رئيس مجلس الوزراء سيقوم بوضع حجر الأساس لمبنى البنك المركزي بالمكلا والذي كان مغلقا منذ أن سيطر عليه تنظيم القاعدة.

وأضافت المصادر بأنه سيتم رفد البنك بأموال ضخمة، وهو ما أكد عليه إعلان رئيس مجلس الوزراء بأنه وابتداء من اليوم لن تشهد المحافظات أية أزمات تتعلق بالسيولة النقدية، أو المشتقات النفطية.. وأن أزمة المرتبات قد أصبحت من الماضي في حضرموت وغيرها من محافظات البلاد.

كما أعلن رئيس مجلس الوزراء أن انفراجاً لأزمة مستحقات الطلبة ورسومهم الدراسية قد بات وشيكاً خلال الساعات القادمة وأن وزارة المالية ووزارة التعليم العالي تعكف على إعداد الكشوفات وإرسالها لكافة بلدان الابتعاث.

وأكد الدكتور بن دغر، بأن الحكومة ستهتم بمحافظة حضرموت كغيرها من المحافظات الأخرى وستوفر الخدمات لأهلها ولساكنيها وفقاً لإمكانياتنا المتاحة.. مشيداً بالتضحية الكبيرة لأبناء حضرموت في الدفاع عن الجمهورية والوحدة وتطهير المحافظة من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين. وذلك بفضل جهود وتكاتف أبنائها من العسكريين والمدنيين والسلطة المحلية.

وقال رئيس الوزراء:" حضرموت المحافظة والمحافظات المجاورة الواعدة بالخير والعطاء ينتظرها غداً مشرق في الدولة الاتحادية القادمة التي تضمن توزيعاً عادلاً للسلطة والثروة وإقليم حضرموت أحد أقاليمها الستة.

وعلم "الأحرار نت"، بأن رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ترأس اجتماعاً بالقيادات العسكرية والأمنية في محافظة حضرموت بحضور محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني، ومحافظ محافظة شبوة ونائب رئيس هيئة الاركان وعدد من الوزراء والمسئولين.

حيث نقل الدكتور بن دغر خلال الاجتماع، تحيات وتقدير فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية للسلطة المحلية في محافظتي شبوة وحضرموت والقيادات العسكرية والأمنية في محافظة حضرموت، مؤكدا على المضي قدماً في استعادة الدولة وأنهاء الانقلاب ومطاردة العناصر الارهابية أينما وجدت.

وأشاد رئيس الوزراء بالتضحية الكبيرة التي قدمها أبناء محافظة حضرموت في محاربة تنظيم القاعدة الإرهابي وتحرير المحافظة من هذه العناصر.. مشددا على مواصلة تلك الانتصارات في مطاردة باقي الخلايا الارهابية التي تعبث بأمن واستقرار المواطن.

أصداء الزيارة

قوبل الإعلان عن زيارة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، اليوم لمدينة المكلا بحالة ترحيب كبيرة من قبل المراقبين السياسيين وعدد من الصحفيين والشخصيات الاجتماعية وعلى ذات الخصوص المنتمين منهم إلى إقليم حضرموت.

وعلق الصحافي ورئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" فتحي بن لزرق، على الزيارة في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تابعه "الأحرار نت".

وأكد لزرق بأنه لاحظ حالة ترحيب من قبل نشطاء وصحفيون وكتاب وشخصيات اجتماعية من أبناء "حضرموت" بالرجل مقرونة بمطالب محافظتهم من خدمات وغيرها.

وقال بن لزرق: " قد لا يتفق قطاع واسع من المرحبين "الحضارم" مع بن دغر سياسيا لكنهم يتميزون بذكاء كبير وهو الإدراك أن الرجل هو "رئيس الحكومة" والطرف المعترف به "إقليميا ودوليا وسياسيا ولا يمكن القفز على حضوره وتجاوزه لذا فإنهم يلعبون وفق ما يتشاركون به من "توافق" مع الرجل ويؤجلون أي خلاف أو تباين في الأجندة السياسية".

ودعا بن لزرق في سياق حديثة أبناء العاصمة المؤقتة عدن، للسير على نهج الحضارم، والاستفادة منهم في التعامل مع أبجديات السياسة وتحولاتها مع الحفاظ على "الأساسيات" حد قوله.

من جانبه رحب الناشط الحضرمي أحمد خالد بن محفوظ بزيارة دولة رئيس الوزراء للمحافظة مؤملا بأن يكون لها ثمار تعود بالنفع على المحافظة وأبناءها.

لفتة اجتماعية

يحرص دائما وأبدا رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، على تفعيل الجانب الاجتماعي في كل زيارة يقوم بها لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة.

حيث ووفقا لمصادر "الأحرار نت"، شارك رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر ومعه محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني وعدد من الوزراء، أفراح أسرتي بن هلابي وباصرة بمحافظة حضرموت، بزواج أبنائهما.

وقدم رئيس الوزراء التهاني والتبريكات للأسرتين بمناسبة عقد قران أبنائهم والذي تم في مسجد خلف بمدينة المكلا بعد صلاة عصر اليوم.

واصطف الجميع للسلام على دولته والتقاط الصور معه، والذي حصل الموقع منها على ثمان صور، أوضحت من خلالها على بساطة وتواضع الدكتور بن دغر مع جميع فئات وشرائح المجتمع.

بعض الإنجازات السابقة لحكومة بن دغر في حضرموت

تعتبر محافظة حضرموت من أكبر المحافظات مساحة في الجمهورية اليمنية ويوجد بها مدن رئيسية وكبيرة مما يعني زيادة احتياجاتها من المشاريع الإنمائية والخدمية، ولذا حرصت الحكومة على الاهتمام بهذه المحافظة وإعطائها حصتها من المشاريع.

حيث عملت الحكومة في الجانب الإنشائي بالتوقيع على مشروع سفلتة 8 كيلو مترات من شوارع مدينة الشحر بحضرموت بكلفة اجمالية بلغت نحو ثلاثمائة مليون وستمائة واثنين وثلاثين الفا وسبعمائة واثنين وتسعين ريال، كما تم وضع حجر الأساس لمشروع تسوير موقع المعهد الصحي وأرضية مشروع المستشفى المركزي بمديرية سيئون .وتبلغ تكلفة المشروع 25 مليون ريال بتمويل من السلطة المحلية بالإضافة إلى استكمال بناء حماية استاد سيئون واعمال تشغيله، وتبلغ كلفة مشروع الحماية التي تشمل استكمال بناء 900 متر من سور الاستاد مع تركيب 3 بوابات رئيسية حوالي 13 مليون ريال و 557 ألف ريال . فيما يتكون مشروع اعمال التشغيل البالغ كلفته قرابة 5 مليون و 412 ألف ريال سد البوابات المؤدية الى ملحقات الاستاد وارضية الملعب باستثناء 8 بوابات تؤدي الى مدرجات الاستاد اضافة الى تجهيز 5 غرف و 4 حمامات للاعبين.

كما قامت الحكومة وبدعم من الهلال الأحمر الإماراتي بالعمل على تأهيل " كاسر الأمواج " في شارع الستين بمدينة المكلا، بتلكفة 123 مليون ريال، ويبلغ طول كاسر الأمواج 420 مترًا لحماية الطريق الساحلي الرئيس الذي يربط المنطقة الشرقية (فوه) بمركز مدينة المكلا بعد ان تعرض لأضرار بالغة جراء اعصاري ميج وتشابالا إضافة إلى تأثره من حركـة المد والجزر والتيارات البحرية.

وفي الجانب الخدمي وجهت الحكومة بتخصيص 38 مليون ريال لمشروع الصرف الصحي بمناطق السحيل والخليف والنويره بمديرية تريم بوادي حضرموت والذي تسبب بأضرار بيئية وصحية، إضافة للاهتمام الكبير الذي عملت عليه الحكومة في حل مشكلة المشتقات النفطية ومشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وذلك عبر عدة توجيهات أصدرها رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر في هذا الجانب.