تحدث رئيس الوزراء السابق الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في مقال نشره أمس على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان "تباً لهؤلاء الأغبياء"، عن غباء مليشيا الحوثي وثمن السلطة الباهض الذي "لا يطلبه عاقل أو أنسان أو تنظيم أو حركة يضع نفسه محل الاحترام والتقدير من شعبه".
وفي المقال الذي قرأه "الأحرار نت"، قال الدكتور بن دغر، "ربما لا يدرك الحوثيون أو يدركون حجم الضرر الكبير الذي لحق ويلحق باليمن أرضاً وشعباً، ذلك بسبب انقلابهم على الشرعية والإجهاز على السلطة".. مضيفا بأن "السلطة التي حصلوا عليها في غفلة من الشعب اليمني، ودفعوا بالآلاف حتى اليوم ببعض من انطلت عليهم فكرة العدوان، قد تسببت فيما تسببت في تدمير اليمن وخطورة وضعه كدولة معترف بها بين دول العالم".
وأكد بأن ذلك تسبب في تجاوز اليمن اليوم بسببهم حالة الفشل إلى حالة الانهيار التام، و"تكاد اليمن التي صنعت بإرادة اليمنيين الحرة أن تصبح من الماضي"، وأن هذا الثمن الباهض للحصول على السلطة لا يطلبه عاقل أو أنسان أو تنظيم أو حركة يضع نفسة محل الاحترام والتقدير من شعبه.
وحذر رئيس الوزراء السابق النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، المغرر بهم في إقليم آزال تحديدا، أنهم سيكتشفون "أنهم إنما وقفوا مع المخطئ، مع المتمرد الذي أضاع بلدهم ووطنهم، وعلى حساب مصالحهم العلياء فمزق اليمن وأتاح للآخرين فرصة تقسيمه".
كما "سيكتشف هؤلاء الذين يقاتلون بجهل منهم أنهم فقدوا وطناً كريماً عزيزاً موحداً. وأن ما فعلوه ليس أكثر من أنهم صنعوا مستبداً جديداً يتحكم برقابهم، وأنهم أضاعوا حريتهم التي اكتسبوها بتضحيات كبيرة من أجيال سابقة لهم".
وأضاف: "سيكتشف الذين لازالوا يقفون مع الحوثي، ضد إرادة الغالبية من مواطنيهم وأهلهم في الأقاليم الخمسة المتبقية، وأنهم يخسرونهم ويخسرون معهم ثمانين في المئة من الأرض والثروة، كما يخسرون هويتهم اليمنية التي تترنح بين البقاء والاضمحلال، بفعل الدم المراق على مذبح السلطة اللعين التي كان الوصول إليها مع الآخرين ممكناً لو عقلوا وتفكروا في النتائج والمآلات التي يذهب إليها وطن يذبح على قارعة الطريق حباً وجشعاً في التحكم القائم على دعوى الحق الخرافي الإلهي في الحكم".
وتطرق الدكتور بن دغر إلى الحقيقة التي لا يعيرها اهتماما كافيا من لا زال يقف في صف الحوثيين وإيران، بأنهم "يخسرون إخوتهم وأشقائهم العرب، الغالبية الساحقة من العرب، وأنهم لم يعوا معنى أن يقف العرب جميعاً في صف واحد مع الأشقاء في المملكة للدفاع عن يمن موحد ومستقل بشرعية اعتدي عليها، ووضع حد سياسي وأمني للإنقلاب".
ووجه بن دغر لهم سؤالا استفهاميا وقال: "كيف يتصورن هؤلاء المهووسين بفكر ماضوي وعصبية مقيته أن العرب سيقبلون تهديداً واضحاً على أمنهم ومصالحهم؟!".
وفي نهاية مقاله وضع رئيس الوزراء السابق النقاط على الحروف وكشف عن الحل لاستقرار اليمن ونجاح أي سلطة قائلا: "لن تستقر اليمن ولن تنجح سلطة مالم تؤمن وتقبل وتخضع لإرادة الشعب اليمني، واليمن لن يعرف الاستقرار إلا إذا تصالح مع نفسه أولاً، وتصالح مع محيطه العربي ثانياً".
