- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
هذه الظاهرة الغريبة والتي تلفها الحيرة بشكل كبير، لم تمنع اليابانيين من أن يقولوا كلمتهم، وأن يقدموا الدليل تلو الآخر على اقتراب الخطر، وسط موجة هائلة من الهلع والخوف، متثبتين بتجارب السنوات الماضية، التي شهدت كوارث طبيعية أودت بحياة الآلاف، وشردت أعداداً أكثر من ذلك بكثير. حتى الخبراء والمختصين، منهم من اعتبر الخطر مجرد شائعات، ومنهم من أبدى مخاوفه.
الأسماء الغامضة تظهر من جديد
الشائعات والأخبار انتشرت كالنار في الهشيم بمختلف مناطق اليابان، حول احتمالية ضرب البلاد، من قِبل موجات "تسونامي" عاتية، سوف تكون خطراً قاتلة على اليابانيين، وذلك بعد أن ظهرت أسماك غامضة على أحد شواطئ، أسماك تُعرف بأنها تعيش في أعماق البحر المظلمة، ولا تخرج إلى السطح إلا لمرات نادرة جداً وأسباب قليلة.
وخلال الأيام الأخيرة من شهر كانون الثاني / يناير الماضي، كانت قد ظهرت 3 أسماك من فصيلة "السمك المجدافي"، أو المعروف بين الناس بـ"ملك الرنجة"، على شاطئ خليج "توياما"، أثارت حالة شديدة من الخوف والهلع، وذلك كون أن هذا النوع من الأسماك، لا يعيش إلا على عمق يزيد عن الـ1000 متر تحت سطح البحر، ومن النادر رؤيته على الشاطئ.
طبيعة هذه الفصيلة من الأسماك التي تعيش في أعماق البحر، وظهورها فجأة على شواطئ اليابان، ليس الأمر الوحيد الذي أثار كل هذا الخوف، بل هناك ما هو أكبر وأشد من ذلك، إذ أن ظهورها على الشواطئ، مرتبط باللحظات القليلة لعدة أحداث كارثية ضربت البلاد.
ومن بين هذه الأحداث زلزال "توهوكو" الذي وقع في شهر آذار / مارس من العام 2011، حيث بعد أيام فقط من ظهور 20 سمكة من هذه الفصيلة على الشواطئ الشمالية الشرقية لليابان، ضرب هذا الزلزال الذي بلغت قوته 8.9 على مقياس "العزم الزلزالي" هذه الشواطئ، وأسفر حينها عن أمواج "تسونامي" هائلة أدت إلى مقتل وفقدان أكثر من 19 ألف شخص، وتدمير مطار "سنداي"، فضلاً عن تدمير البنية التحتية والمحطات النفطية والمحطات النووية. حيث يعد زلزال "توهوكو"، هو الأعنف في تاريخ اليابان منذ بدء توثيق سجلات الزلازل قبل 140 عاماً.
هكذا تقول الأساطير القديمة..
ووفقاً لعدد من الأساطير المحلية القديمة في اليابان، فإن "السمك المجدافي"، يعتبر رسول من القصر الإلهي البحري، في المعتقد الشعبي عند اليابانيين، يقوم بالخروج من أعماق البحر، ويظهر على الشواطئ ملقياً بنفسه هناك قبل أي زلازل، والكثير من اليابانيين يؤمنون كثيراً بهذه الأساطير، ويرون بأن لها جانباً من الحقيقة، لا يمكن أن يغفلوا عنه.
اليابان ليست الوحيدة..
ارتباط أسماك "المجدافي" بالكوارث الطبيعية المدمرة، لا يقتصر فقط على اليابان، حيث أنه في التشيلي، بتاريخ 27 من شهر شباط / فبراير 2010، ضرب زلزال مدمر قبالة شاطئ منطقة "ماولي"، وبلغت شدته حينها 8.8 درجات بحسب مقياس "ريختر"، وقبل أيام قليلة فقط من هذه الكارثة، كان التشيليون قد لاحظوا ظهور مجموعة أسماك من هذه الفصيلة على الشاطئ.
وعلى شواطئ الفلبين في الأيام الأخيرة من العام الماضي 2018، ضرب زلزال مدمر البلاد وكان بقوة 6.3 ريختر، وسبق الزلزال أيضاً بعدة أيام، ظهور 5 من هذه الأسماك، وتسببت هذه الكارثة بالعديد من الخسائر المادية للمواطنين.
ولكن على الرغم من كل هذه الحوادث المسجلة، وغيرها من تلك التي لم يتم تسجيلها في الماضي، يرفض العلماء أن يكون هناك أي علاقة بين ظهور "السمك المجدافي" وبين هذه الكوارث الطبيعية، حيث يرى المختصين بأن الأمرين غير متصلين على الإطلاق. وعلى الرغم من هذا، لا يزال اليابانيون غير مطمئنين لظهور الأسماك الثلاثة على شواطئ خليج "توياما"، ويدفعهم القلق الشديد إلى مطالبة السلطات بأخذ الإحتياطات اللازمة بهذا الشأن.
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر