الرئيسية - شؤون دولية - صيف العراق الحار.. انقطاع التيار الكهربائي يصل إلى 17 مرة في اليوم
صيف العراق الحار.. انقطاع التيار الكهربائي يصل إلى 17 مرة في اليوم
الساعة 05:59 مساءاً (الأحرار نت/ متابعات)

مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة، تنطفئ المراوح في المستشفيات ويستريح لاعبو كرة القدم كل ربع ساعة ويفسد الطعام في الثلاجات مع انقطاع الكهرباء، مما ينذر بصيف ساخن يهدد سلامة العراقيين.

وفي واحد من أكثر البلدان حراً في العالم، بلغت الحرارة في مطلع يونيو (حزيران) 48 درجة مئوية، وهي درجات تسجل عادة في يوليو (تموز) أو أغسطس (آب).

وبمواجهة موجة الحر الشديد، ارتفع استهلاك الطاقة الكهربائية ما زاد الضغط على البنية التحتية المتدهورة أساساً مع تسرب يسبب هدراً نسبته أربعون في المائة من إنتاج الكهرباء في البلاد، وفق وكالة الطاقة الدولية.

وقال عبد الحسن الجابري مدير الصحة في ذي قار جنوب بغداد لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «انقطاع التيار الكهربائي يصل إلى 17 مرة في اليوم».

ويلجأ كثير من المرضى إلى المستشفيات الخاصة لتلقي العلاج رغم التكاليف العالية، لأنها تعتمد على نفسها في تأمين الكهرباء.

وقرر البقال أبو حيدر شراء مولدته الخاصة في الناصرية كبرى مدن محافظة ذي قار. وفي هذه المحافظة التي تضم أكثر من مليوني نسمة، يحصل السكان على كهرباء من الدولة من عشر ساعات إلى 12 ساعة يومياً.

وفسدت بعض بضائع أبو حيدر بالفعل قبل أن يتمكن من بيعها. ويقول لوكالة الصحافة الفرنسية «تأثر عملنا كثيراً بسبب ارتفاع درجات الحرارة لأن كثيراً من المواد الغذائية تتلف قبل بيعها، خصوصاً مع مشاكل الكهرباء»، مشيراً إلى أن «الكثير من الناس خفضوا مشترياتهم من المواد الغذائية».

وفي بغداد تطوع عدد من أصحاب المحال بوضع مرشات مياه في الهواء الطلق، هناك من يضع رأسه تحتها للتخفيف من شدة الحرارة بينما يلجأ آخرون للاستعانة بقطع قماش باردة للإمساك بآلات ومعدات الحديد.

وفي ظل هذه الأجواء اللاهبة تحت أشعة الشمس، أصبحت بعض المهن أكثر إرهاقاً بل أكثر خطورة وتهدد حياة الكثير من الذين يضطرون للعمل تحت أشعة الشمس.

ففي مدينة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط التي تقع على الخليج وتتسم بدرجات عالية من الرطوبة والحرارة، رفعت شركات النفط العاملة هناك العلم البنفسجي لتنبيه العاملين من أجل تفادي التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

أما عناصر شرطة المرور الذين يجوبون الشوارع والطرق المكتظة وسط دخان المركبات الممزوج بأشعة الشمس، فقد يكونون الأكثر معاناة من الأوضاع القاسية السائدة في عموم البلاد بسبب موجات الحر الشديد.

وبسبب هذه الأجواء القاسية، باتت بطولة الدوري العراقي لكرة القدم التي تعد الأطول في المنطقة، خطراً يهدد سلامة اللاعبين. فعادة، تنتهي مسابقة الدوري في منتصف أغسطس (آب) في ذروة ارتفاع درجات الحرارة في العراق. ويتعذر على لاعبي كرة القدم خوض المباريات مساء لعدم وجود منظومة الأنوار الكاشفة في أغلب الملاعب التي تسمح بإقامة المباريات في المساء.

وبسبب افتقار ملاعبها لمعايير متقدمة أبرزها الأنوار الكاشفة، تضطر الفرق إلى خوض المباريات عصراً في وقت تتخطى درجات الحرارة حاجز الـ46 درجة.

ولم يتردد خبير التغذية الرياضية ومدرب كرة القدم لطفي الموسوي في تأكيد المخاطر المهددة لسلامة اللاعبين. وقال إن «الأجواء الحارة تتسبب بجفاف شديد وهذا يؤدي إلى مشاكل أبرزها هبوط السكر وصعوبة التنفس والإرهاق الشديد إلى حد الإغماء وربما يشعر بهذه المشاكل اللاعبون مستقبلاً».

ويلجأ الحكم إلى إيقاف المباراة بشكل متقطع لإتاحة الفرصة أمام اللاعبين لشرب المياه وسوائل أخرى.

من جهته، صرح مسؤول المكتب الإعلامي لنادي الكهرباء خيام الخزرجي أن «الجهاز الطبي يضع في حساباته مثل هذه الآثار السلبية، وفي اليوم التالي يخضع اللاعبون لفحوصات روتينية للتأكد من سلامتهم».

ويشارك عشرون فريقاً من مختلف المدن العراقية في مباريات الدوري لذلك تمتد في أشهر الصيف الحارة جداً.

وتنحصر المباريات في خمسة ملاعب لكرة القدم في العراق قادرة على استضافة هذه النشاطات في المساء، في بغداد حيث تجرى في «ملعب الشعب»، ومدن النجف والبصرة وكربلاء إلى جانب استاد فرنسوا حريري في أربيل.

والصيف الماضي وبعد سلسلة من المظاهرات الغاضبة ضد نقص الكهرباء، أقيل وزير الكهرباء. وهذا العام يستعد الوزير الجديد لمواجهة استفتاء فعلي على التقدم الذي وصلت إليه الحكومة.

يأتي ذلك في الوقت الذي بلغت فيه الحرارة درجات غير مسبوقة منذ عام 2011. بحسب المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية عامر الجابري.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك