الرئيسية - محليات - لملس: التبعية والطائفية قنبلة جديدة ستنفجر في المستقبل على الأجيال القادمة
خمس سنوات من النكبة الحوثية..
لملس: التبعية والطائفية قنبلة جديدة ستنفجر في المستقبل على الأجيال القادمة
الساعة 06:20 مساءاً (الأحرار نت/ خاص:)
(الأحرار نت) يعيد نشر مقابلة وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الله لملس في برنامج (الملف السياسي) على قناة اليمن الفضائية..

‬ ونحن على أبواب الذكرى الـ 57 للاحتفالات الوطنية بثورة 26 سبتمبر والذكرى الـ 58 لثورة 14 أكتوبر ، تمر ذكرى مأساوية منذ خمس سنوات وهي ذكرى انقلاب الميليشيات الحوثية على السلطات الشرعية في الجمهورية اليمنية، خمس سنوات من الدمار، خمس سنوات من الإرهاب، خمس سنوات من النزوح، خمس سنوات من سرقة ونهب اللقمة من أفواه الجائعين، جوّعوا شعبنا، سجنوا نساءنا، أطفالنا خرجوا من المدارس، اليوم بعد خمس سنوات لم تكن الحركة كما كانت عليه، فهي في ضعف بفضل دول التحالف ومساندة الشعب ضد هذا الانقلاب سوف ينتصر شعبنا اليمني في الأخير مهما كانت التضحيات.

‬ المقدم: دكتور، بهذا الواقع الذي بدأت به حديثك، باعتقادك ما العوامل التي أسهمت في بقاء هذا الواقع المؤلم والقاسي لليمنيين من خلال هذا التمرد والانقلاب الحوثي؟

‬ الدكتور لملس: بالتأكيد هناك عوامل كثيرة ساعدت وساهمت وساعدت، أولى هذه العوامل ربما لأن الوعي الاجتماعي لم يكن كافياً، والحاضنة الشعبية التي دُغدغت مشاعرها وأن هؤلاء سيتم إقصاؤهم من الحكم، نحن في مؤتمر الحوار جلسنا 9 أشهر نتحاور فيه وحددنا الأسس والشروط والمعايير لبناء دولة جديدة يتساوى فيه الناس جميعاً ليس فيها ظالم ولا مظلوم، وليس فيها حاكم ولا محكوم، فيها المساواة والعدل وكل أساليب الحياة التي تعطي الإنسان الإبداع في الحياة، لكن هؤلاء انقلبوا على الدولة وسيطروا على مقدرات الدولة ويريدون أن يحكموا ويستفردوا بالحكم والاستبداد لعلهم يعودون بالإمامة إلى اليمن مرة أخرى وهذا بعيد عليهم.

‬ المقدم: دكتور، بعد أيام قليلة سيمر على الجمهورية اليمنية العيد الـ 57 للثورة وإعلان الجمهورية اليمنية على هؤلاء الإماميين الجدد، كيف برأيك دكتور استطاع هؤلاء الحوثيون والميليشيات من ورائهم من إسقاط الجمهورية؟

‬ لملس: الحقيقة أن التمترس وراء الأهداف الطائفية وغياب الوعي الاجتماعي لدى كثير من الناس الذين كانوا يعتبرون حاضنة لهؤلاء ساعدت في انتشارهم، وربما يكون الدعم الخارجي والممثل بإيران التي وقفت إلى جانبهم وهم قد أصبحوا أدوات بيدها لتنفيذ السياسة الإيرانية في المنطقة بعد انتشارها في كثير من المناطق العربية، أرادوا أن يسقطوا العاصمة الرابعة وهي صنعاء، ولكن لن يستطيعوا حكم اليمن بجهود وتضحيات شعبنا.

‬ المقدم: إلى أي مدى باعتقادك ساهم السلاح والقبضة اليمنية الشديدة للميليشيات الحوثية من إحكام سيطرتها على المناطق والمحافظات التي ما تزال تحت قبضتهم؟

‬ لملس: أتذكر أن الانقلابيين الحوثيين أيام مؤتمر الحوار استمروا أكثر من 6 أِشهر يحاصرون منطقة دماج ولم يستطيعوا الدخول إليها، لكن التحالف السياسي الذي جرى بعد مؤتمر الحوار بين المرحوم علي عبد الله صالح والحوثيين مكنهم من استلام سلاح الجيش والوطن ومقدراته، وبالتالي وصلوا إلى ما وصلوا إليه من هذه القوة، لكنهم ليسوا بتلك القوة والجبروت، سبعة حروب خاضوها في صعدة وهم من مديرية إلى مديرية لكن عندما سُلمت لهم مقدرات الدولة من قبل الرئيس السابق والسلاح والجيش والحرس تمكنوا من هذا الانقلاب، ولكن الحمد لله نحن الآن نسيطر على أكثر من 85% من أراضي الجمهورية اليمنية بعد خمس سنوات من هذه النكبة.

‬ اليوم الحكومة الشرعية قامت من جديد وبدأت تخطو خطوات اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية، وأعادت إنتاج النفط، وبدأت تستعيد سياساتها السابقة الجديدة.

‬ المقدم: دعنا نتحدث حول نقطة أشرت إليها وهي التحالف الذي جرى بين النظام السابق المتمثل بالرئيس علي عبد الله صالح وبين الحوثيين، كيف قرأت هذا التحالف الذي شُكل خلال فترة ثم تم الانقلاب عليه من قبل الميليشيات الحوثية؟

‬ لملس: مخرجات الحوار الوطني شكلت ضربة قاصمة لمراكز النفوذ في الجمهورية اليمنية، والمشروع الجديد الذي أتى به مؤتمر الحوار وكان وراءه فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي شكل ضربة قاصمة لهؤلاء، لأنهم سيفقدون الثروة والسلطة ولكي لا يفقدوا سيطرتهم على السلطة والثروة، واستمرارهم في هذه السياسة أدى إلى إحداث هذا التحول والانقلاب على الشرعية وعلى المشروع الوطني، فهذا المشروع كان سيخرج اليمن إلى بر الأمان، ولكن لأنهم يريدون أن تبقى موارد السلطة والثروة بأيديهم قاموا بهذا الانقلاب.

‬ المقدم: ونحن نتحدث اليوم عن المقاومة التي تجري للمشروع الحوثي ومن خلفه إيران، إذا قيّمنا الدور الحزبي والنضالي للأحزاب السياسية في مقاومتها لهذا المشروع، كيف تقيّم وتتابع هذا الدور، هل كان عند المستوى المطلوب أم لم يكن؟

‬ لملس: حقيقة أنا أشعر بأسى تجاه العمل الحزبي، الأحزاب تراجعت كثيراً في المعركة مع الانقلابيين، سواء الانقلابيين في صنعاء أو المتمردين في عدن، تراجعَتْ كثيراً وأتاحت الفرصة للانقلابيين وللهيمنة العسكرية ولمن يملك السلاح والمال أن يسيطر، لكن كان يفترض أن الأدوات السياسية لها دور كبير في الانتصار في المعركة، لكنها تراجعت ولم يبق إلا الحكومة والشعب الذي أمد الحكومة بالاستمرار والمقاومة.

‬ المقدم: برأيك ما هي الأسباب التي أسهمت في هذا التراجع للدور النضالي للأحزاب السياسية وهي التي يفترض أن تكون في مقدمة من يقود الشارع والحراك الشعبي؟

‬ لملس: أتذكر عندما كنا نتناقش أثناء مؤتمر الحوار الوطني قلنا بالحرف الواضح إذا كانت هذه الأدوات السياسية هي التي أدت لترهل النضال السياسي هل يمكن مع المشروع الجديد الذي خرج به مؤتمر الحوار أن تكون هذه الأدوات هي التي تنفذ مخرجات الحوار؟ كان هناك تفكير أنه لا بد من إيجاد أدوات سياسية جديدة لتنفيذ مخرجات الحوار وليس بنفس الأدوات السياسية التي سببت الأزمة في النظام السياسي وأنا أتحدث بشكل عام سواء كان المؤتمر الشعبي العام أو التجمع اليمني للإصلاح أو الحزب الاشتراكي أو الحزب الناصري، هذه أدوات سياسية ساهمت في وصول الأزمة السياسية للنظام السياسي، هل هي نفس الأدوات ونفس الأشخاص ونفس السياسات التي يمكن أن تقود اليمن الجديد؟! بالتالي لا بد من التفكير في خلق أدوات سياسية جديدة على أساس تنفيذ مخرجات الحوار، مثلاً الحزب الاتحادي لكل من يتبنى فكرة الدولة الاتحادية وسياساتها والعدالة الانتقالية وغيرها، يفترض أنها تنشأ أدوات سياسية جديدة تتواكب مع المرحلة الجديدة.

‬ المقدم: من يتصدر الحراك السياسي اليوم من الأحزاب السياسية، ومقاومة الميليشيات المتمردة سواء في صنعاء أو عدن، من اليوم من هذه الأحزاب والتنظيمات فاعلة على الساحة السياسية؟ لملس: للأسف، الأفعال أو الردود السياسية للأحزاب السياسية متأخرة، لكن الشارع ووسائل التواصل الاجتماعي والمنظمات الجماهيرية والشعبية تلعب دوراً أكثر في التحولات اليومية والأنشطة السياسية في الساحة، نحن نشعر أن كل هذه الأدوات السياسية ترحّلت ولا بد من إعادة التفكير أن الأحزاب إذا كان قادتها هم نفس القادة وأوضاعها ما زالت نفسها وإذا لم تُمارَس الديمقراطية داخلها فكيف ممكن أن ننشئ ديمقراطية في البلد بشكل عام، إذا كانت هذه الأحزاب نفسها مترهلة لا يمكن أن نعهد إليها...

‬ المقدم: هل الخلل في الأحزاب ذاتها أو في الواقع السياسي أو المعاش أم أن هذه الأسباب والعوامل ساهمت في إضعاف الأحزاب السياسية والدور السياسي لهذه الأحزاب والنخب؟ لملس: لا بد للقواعد الشعبية لهذه الأحزاب أن تخوض مخاضاً سياسياً داخلها وأن يخرج عنها كوادر وقيادات جديدة، نحن نشعر بترهل كثير في القيادات، ولا بد من التجديد ولا بد من خلق الديمقراطية داخل هذه الأحزاب لكي تنتج عنها قيادات شابة تتعايش مع الواقع ومع الظروف المحيطة بعيداً عن المصالح وبعيداً عن الانتهازات السياسية وبعيداً عن التخاذل وبعيداً عن التواطؤ السياسي أحياناً في بعض المواقف.

‬ المقدم: وبالتالي يا دكتور هذا الكلام يقودنا إلى سؤال مهم يطرحه الكثيرون وهو أن الكثير يحمّلون الأطراف السياسية مسؤولية إسقاط الجمهورية بيد الميليشيات الحوثية، إلى أي مدى تتفق أو لا تتفق مع من يطرح هكذا طرح؟

‬ لملس: أنا قد لا أتفق أن الأطراف السياسية هي التي سببت هذا الانقلاب، لأن الفكرة كانت مبيّتة، والمشروع الإمامي كان مدروساً، أثناء مؤتمر الحوار كنا نتناقش مع زملاء لنا في مؤتمر الحوار من (أنصار الله) ونتحدث عن مشروع الدولة الاتحادية لإقليمية أو ثلاثة أقاليم أو أربعة إلى خمسة، وكان الحوثيون لهم تفكير آخر ويبدو لي أنه كان فقط نوع من الدهاء السياسي أن يتعايشوا معنا وكان لديهم مشروع آخر غير مشروعنا، الحوثيون كانوا يعتقدون أنهم بالإمكان أن يتحايلوا..

‬ المقدم: في مؤتمر الحوار الوطني كانت تجري معارك حامية الوطيس على تخوم صنعاء وعمران وغيرها، هل كان وجود الحوثيين كطرف في مؤتمر الحوار الوطني تكتيكاً أم كان حضوره مكملاً لمؤتمر الحوار الوطني؟

‬ لملس: حضور الحوثيين كان نتيجة للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتي نصت عليها في الاتفاق في الفقرة الخامسة من الآلية التنفيذية على حل القضية الجنوبية وحل مشكلة صعدة، وعلى ضوء هذا الأساس دخل الحوثيون في مؤتمر الحوار وشُكّل لهم فريق خاص، فريق قضية صعدة، لكنهم لم يكونوا مبيّتين لهذا، بل كانوا مبيّتين للسيطرة على اليمن بشكل عام واتضح هذا من خلال انقلابهم في 21 سبتمبر، وإلا فإن مؤتمر الحوار قد أنصف قضية صعدة وحلّها تماماً من خلال إشراكهم في العملية السياسية، وطالبناهم بتشكيل حزب سياسي، لكن بدلاً من الاشتراك معنا في العمل السياسي ويقودوا العمل الوطني انقلبوا على الدولة وسيطروا على السلاح والدولة وانقلبوا على الدستور والقوانين وعلى كل شيء.

‬ المقدم: هناك من يتحدث أن هناك ضغوطات مورست كثيراً على الدولة خاصة من المبعوث الأممي في ذلك الوقت جمال بن عمر حتى يدخلوا في مؤتمر الحوار الوطني، دعني أنتقل معك إلى نقطة مهمة وهو واقع التعليم اليوم في اليمن على ضوء هذا الانقلاب وعلى مرور خمس سنوات من الانقلاب الحوثي، كيف يبدو واقع التعليم في العملية التعليمية في اليمن في ظل ملشنة الدولة من قبل الميليشيات الحوثية؟

‬ لملس: العملية التربوية والتعليمية هي جزء من الحياة العامة في اليمن، وبالتأكيد تأثرت تأُثراً مباشرة وكبيراً، ومنذ خمس سنوات أكثر من 3 ألف مدرسة دُمرت جزئياً أو كلياً، نزح أكثر من 3 مليون طالب عن المدارس وتسربوا كذلك، كان قبل الحرب- وهذا وفق بيانات منظمات الأمم المتحدة- هناك أكثر من مليون ونصف طالب خارج المدارس قبل الحرب، واليوم أكثر من 3 مليون طالب خارج المدارس، هذا نتيجة انقلاب الميليشيات المسلحة الحوثية، أدى هذا الانقلاب إلى تشرد ونزوح العائلات ونزوح أكثر من 18 ألف معلم ومعلمة عن مدارسهم، هذه الحرب أدت إلى أننا في وزارة التربية والتعليم قمنا بعملنا تجاه أبنائنا وبناتنا من الطلاب والطالبات بدون الموازنة العامة في 2015 و2016، ومع ذلك أجرينا اختبارات وزارية وتم التصحيح لها وإعلانها بدون وجود أي موازنة، في عام 2017 اعتمدت الحكومة لوزارة التربية والتعليم 20% من ميزانية 2014، وتصوّر أننا نقوم بعملية تربوية وتعليمية في كل المحافظات المحررة بموازنة 20% فقط، في عام 2018 كذلك بنسبة 35% من ميزانية 2018، فعندما تتحدث بعض الأطراف السياسية أن هناك فساداً! أين الفساد إذا كانت لا توجد موازنات مع الوزارات للقيام بأعمالها وأنشطتها، اليوم نحن في عام 2019 ما زلنا نسير على ميزانية 35% من ميزانية 2014 وهي لا تشكل شيئاً، 18 مليون شهرياً تُعطى للتربية والتعليم، ماذا ستعمل بها وزارة التربية والتعليم، نحن اليوم عندنا نقص في الكتاب المدرسي ونقص في الكرسي، ونقص في الصفوف نتيجة تدمير المدارس وتحطيمها، عندنا كثافة طلابية في الفصول الدراسية، هذه المعضلات والتحديات كلها نتيجة الحرب والانقلاب الحوثي والتي بحاجة إلى عشرات السنين لاستعادة الوضع كما كان عليه قبل الحرب.

‬ المقدم: أيضاً دكتور كنت سألتك عن واقع التعليم في مناطق الميليشيات الحوثية، أنت أجبتني على واقع التعليم في المناطق المحررة، ماذا عن واقع المدارس والعملية التعليمية في المحافظات التي تحت سيطرة الميليشيات الحوثية؟

‬ لملس: الوضع مزري، تصوّر أن المعلمين منذ أكثر من سنتين و8 أشهر في المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون لا يستلمون مرتبات، فُرضت مناهج جديدة طائفية على أبنائنا وبناتنا، واستهدفوا المواد الأساسية في التاريخ والتربية الإسلامية واللغة العربية، واستهدفوا الصفوف من 1 إلى 5، هؤلاء الطلاب الذين يلتحقون في المدارس وما زالت عقولهم طرية يتم تشكيل عقولهم على ضوء هذه المذاهب الطائفية الإثناعشرية التي عشنا في اليمن أكثر 1400 عام متعايشين بين الشافعية والزيدية، ونصلي في مسجد واحد، ونصوم في رمضان ونصلي الجمعة مع بعضنا، واليوم يأتي إلينا طرف ويفصلنا ويقسمنا إلى طوائف لم يشهدها اليمن إطلاقاً.

‬ المقدم: معالي الوزير إلى أي مدى يشكل مثل هكذا تدخل في العملية التربوية والمنهج الدراسي خطورة على العملية التعليمية بشكل عام والمجتمع ووحدته بشكل خاص؟

‬ لملس: التدخلات ما زالت مستمرة، آخر هذه التدخلات إلزام المدارس بترديد قسم الولاية في الطابور الصباحي، يعني استبدلوا بالنشيد الوطني قسم الولاية، هذه كارثة أن ينشأ أطفالنا على مذهب طائفي وأن يربوا جيلاً جديداً على التبعية والطائفية، هذه قنبلة جديدة ستنفجر في المستقبل على الأجيال القادمة، يجب القضاء عليها من الآن وإيقافها عند حدها.

‬ المقدم: ما هو دوركم معالي الوزير في هذا الموضوع، ما دور الحكومة ووزارة التربية والتعليم في الحد من عملية ملشنة المنهج وتدشينه بالطائفية والعنصرية والمذهبية؟

‬ لملس: نحن نعوّل على أهالي أبنائنا وبناتنا الطلاب في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، صحيح أن هناك قبضة حديدية من قبل الميليشيات المسلحة، لكن نشعر أن الاحتجاجات الشعبية أو عدم ترديد هذه الولاءات أو رفض المناهج الطائفية على الأقل بالتنديد السلي أو بالاحتجاج السلمي لأنه ربما يُقمعون، والسجون مليئة بالنساء والأطفال في هذه السلطة المجرمة والإرهابية.

‬ المقدم: وضع المرتبات للمدرسين في جميع محافظات الجمهورية؟ لملس: فيما يتعلق بالمرتبات التي تدفعها الحكومة اليمنية، اليوم لدينا أكثر من 60% من المعلمين أو من قوام التربية والتعليم في الجمهورية اليمنية يتم تسليم مرتباتهم لأكثر من 160 ألف معلم ومعلمة بواقع صرف شهري أكثر من 15 مليار ريال يمني، يتبقى 40% من قوام التربية والتعليم وهم موجودون في المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون، نحن كان بودنا أن- والموضوع ليس بيدنا في وزارة التربية والتعليم لكن الموضوع أكثر منه سياسي- عندما كان البنك المركزي في صنعاء كانت كل موارد الجمهورية تورّد إلى البنك المركزي في صنعاء إلى أكتوبر 2016، عندما انتقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن طلبوا توريد جميع الإيرادات إلى البنك المركزي في عدن إلا أن الحوثيين رفضوا توريد إيرادات المحافظات التي يسيطرون عليها فهذا كان السبب الرئيس في أن الحكومة لا تستطيع دفع مرتبات جميع المعلمين في جميع محافظات الجمهورية، الآن تدخلت بعض المنظمات الدولية بما فيها اليونيسيف على أساس صرف حافز شهري لكل معلم في المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون، لكن للأسف تدخل الانقلابيون فيها للأسف وفرضوا شروطهم على اليونيسيف واستبعدوا كثيراً من المعلمين الذين نزحوا من هذه المناطق إلى محافظات محررة، كان يفترض أن تكون منظمة اليونيسيف عادلة وتُصرف لجميع المعلمين الذين لا يستلمون، نحن قلنا أن عندنا 60% من المعلمين والمعلمات يستلمون مرتبات من الحكومة الشرعية، إذن يفترض أن اليونيسيف تدفع للـ 40% بشكل عام ومتساوٍ لا أن يفرض عليهم الحوثيون شروطهم ويأتوا ببدائل نازحين ويصرفوا لهم حوافز نقدية من قبل اليونيسيف.

‬ المقدم: دكتور دعنا ننتقل إلى نقطة أخرى مهمة وهي وضع التحالف العربي على ضوء هذا الواقع المرير الذي تعيشه اليمن بعد مرور خمس سنوات من الانقلاب الحوثي، كيف تتابع وضع التحالف اليوم في اليمن؟

‬ لملس: الحقيقة أنه عندما اجتاحت ميليشيات الحوثي المحافظات اليمنية بشكل سريع وقوي ووصولهم إلى عدن وطرد فخامة الرئيس وما تبقى من الحكومة الموجودة ظهرت لنا عاصفة الحزم التي أوقفت هذا التمدد وهذا الانتشار السريع والفظيع، لكن اليوم بعد خمس سنوات يجب أن تكون هذه السياسة بشكل مدروس ومتواصل ووفق استراتيجية، غداً أو بعد غد قد يخرج التحالف هل استعددنا لمثل هذا اليوم بوضع سياسي واقتصادي وعسكري للدفاع عن كل المكتسبات التي حققناها؟

‬ المقدم: في يوم ما تحدث رئيس الوزراء في هذه النقطة وقال حتى لو خرج التحالف سيتصدى اليمنيون لهذا المشروع، على ضوء ما أشرت إليه من واقع التحالف العربي هناك من يتحدث اليوم عن تباين في الأجندات في داخل التحالف العربي وهناك من ذهب بعيداً من الأهداف التي أشار إليها التحالف العربي ويشيرون إلى الإمارات العربية المتحدة، كيف تتابع يا دكتور الدور الإماراتي الذي يتابعه الكثير ويحملون مسؤولية عدم الحسم العسكري نتيجة لهذا الدور الذي انحرف عن مساره خاصة من دولة الإمارات؟

‬ لملس: التحالف العربي جاء إلى اليمن بدعوة من فخامة الأخ الرئيس للملك سلمان، والملك سلمان بن عبد العزيز دعا دولاً أخرى للدخول في هذا التحالف، حتى وإن خرجت عن أهداف هذا التحالف بعض الدول وحصل اختلاف وبالتأكيد حصل نوع من الخروج عن الهدف وبالذات من الأشقاء في دولة الإمارات الذين خرجوا عن هدفهم لأنهم لم يعودوا يدعمون الحكومة الشرعية، وإلا إذا كانوا يدعمون الحكومة الشرعية لم ولن يسمحوا بإخراج الحكومة من عدن، نحن نبهنا لهذه العملية سابقاً وقلنا إن هناك انقلاباً في صنعاء وتمرداً في عدن وحصل ما حصل في 10 أغسطس.

‬ المقدم: دكتور، دور مشبوه تمارسه الإمارات العربية المتحدة وقادت تمرداً للميليشيات في عدن، كيف تابعت التمرد الذي حصل في عدن وقاده المجلس الانتقالي بدعم من الإمارات ثم التطورات التي جرت بعد هذا التمرد في عدن والمحافظات المجاورة؟ لملس: نحن كنا نتمنى أن يكون هناك خطة استراتيجية بين الحكومة الشرعية ودول التحالف حتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه في 10 أغسطس من انقلاب وتمرد على السلطات الشرعية من قبل المجلس الانتقالي بدعم مباشر من الإمارات العربية المتحدة، نتمنى أن تنهج المملكة العربية السعودية باعتبارها راعية دول التحالف وهي تشكل رأس الحربة في هذا التحالف إعادة النظر في هذه السياسة.

‬ المقدم: واقع مؤلم في ظل هذا التمرد في محافظة عدن، الوضع الإنساني ازداد سوءاً، غياب الخدمات بعد أن كانت توفرت في محافظة عدن، الملف الأمني تدهور كثيراً، اليوم تُمارس أبشع الانتهاكات ويتم الدخول إلى منازل المسؤولين وآخر هذه العمليات كانت اليوم لناصر النوبة وهو قيادي من الطراز الكبير في الحراك الجنوبي، كل هذه الانتهاكات والممارسات التي يمارسها المجلس الانتقالي من خلال هذا التمرد الذي يُدعَم من قبل الإمارات كيف تتابعه دكتور؟

‬ لملس: الحقيقة أن الأوضاع التي عاشتها عدن بعد التمرد وخروج الحكومة من عدن أوضاع مأساوية، الكهرباء في تضاؤل، المعيشة والمرتبات والخدمات بشكل عام، سياسيات مر عليها الزمن يعيدونها مرة أخرى سمعنا عنها وقرأنا عنها في أحداث الستينات وأحداث يناير 1986 تعود اليوم بعد رفع شعار التصالح والتسامح، ومن يُستهدَف هم أبناء مناطق محددة ويسيطر على الوضع أبناء مناطق أخرى، هذه هي الكارثة وهذا ما وصلنا إليه، هم يدعون اعترافهم بشرعية الأخ الرئيس! إذا كانوا يعترفون بشرعية الرئيس فما الداعي لأن يلزموا المدارس برفع نشيد آخر وعلم آخر غير نشيد وعلم الجمهورية اليمنية؟ إن كنتم تعترفون بشرعية فخامة الرئيس فنشيد وعلم الجمهورية اليمنية معروف، ما دامكم تمارسون سياسات أخرى فهذا يدل أن ليس هناك اعتراف بشرعية فخامة الرئيس.

‬ المقدم: معالي الوزير، ماذا يريد المجلس الانتقالي والإمارات في الجنوب؟

‬ لملس: هم طبعاً يرفعون شعار استعادة دولة والانفصال وإلى آخره، وهذا من حقهم كحركة سياسية، ولكن ليس من حقهم أن يفرضوها على الناس، أنا كجنوبي مثلاً عندما يكون لي رأي في الجنوب- ومن حقي أن أقوله- أنه تناسبني الدولة الاتحادية فلا يحق لك أن تفرض عليَ رأيك وتقول لي لا وأن الدولة الاتحادية غير مقبولة وأن الانفصال هو المقبول، هذا معناه اجتزاء وإقصاء واستبداد، وهذا ما يجب ألا يستمع الناس إليه وأن يقف ضده الشعب.

‬ المقدم: هناك من يتحدث- وهذا هو الواقع- بأن من يسيطر على المجلس الانتقالي هي منطقة أو قرية من بعض المناطق في محافظة الضالع ويُشار خاصة إلى الضالع ويافع، ومارست كل هذه الممارسات والإقصاءات، مستقبل هؤلاء الذين يدّعون أنهم يمثلون الجنوب والشعب الجنوبي ومن هذا الكلام والشعارات التي تدغدغ مشاعر الجنوبيين، ما هو مستقبلهم وكيف تنظر إلى العملية الإقصائية والاستحواذ على المناصب والقيادة في الجنوب وهم ينادون لمشروع دولة؟

‬ لملس: نحن كنا في الحقيقة نتمنى عندما تم إعلان المجلس الانتقالي أن يكون قوة سياسية ومكوناً سياسياً بدلاً من أن يكون مجلساً على غرار المجلس السياسي للحوثيين، لأنهم سينقلبون إلى وجهين لعملة واحدة في الأخير، كل ما قاموا به وكل ما جرت من أحداث هي بالأخير خدمة للانقلاب الرئيس في صنعاء، هم جعلوا الحوثي اليوم ينظر إلينا وهو مرتاح ويضحك ويبتسم، كان يفترض أن يتم تشكيل إطار سياسي يتبنى قضيتهم وبهذا ليس عندنا مشكلة، لكن كان يُفترَض أن يلتفوا حول فخامة الرئيس إلى أن ينتصر في مشروعه ومن ثم تأتي مرحلة انتقالية للحديث عن القضايا رغم أن القضية الجنوبية وقضية صعدة وكل قضايا اليمن نوقشت ووضعت لها المخارج والحلول في مؤتمر الحوار الوطني.

‬ المقدم: على ضوء هذه الممارسات والانتهاكات التي تجري اليوم في محافظة عدن والمحافظات تم التمرد على شرعية الرئيس فيها، هناك أصوات تتعالى في جميع عواصم العالم تطالب بإنهاء الدور الإماراتي في الملف اليمني، كيف تنظر لهذه القضية؟ لملس: كان هناك بيان محدد لمجلس الوزراء في هذا الموضوع ومُعلَن ومقروء، ونحن كوزراء نتبنى الموقف الجمعي والموحد لرئاسة الوزراء، وفي الأخير التمرد انحسر اليوم، يوم 10 أغسطس كان يشمل بعض المحافظات المحررة في الجنوب كلها لكن بعد 28 أغسطس وبعد الانتصارات التي تحققت في شبوة والانحياز المعقول للنخبة عندما عرفت أن هناك تدخلات من أطراف أخرى خارج المحافظة أوقفت تدخلاتها، لأن هناك آثاراً ما زالت في الذاكرة منذ عام 1986 وأحداثه التي خففت من كثير من القتل والتشريد والدمار في شبوة، اليوم هم محصورون في منطقة محددة وصغيرة، ونحن لسنا ضدهم وضد موقفهم السياسي لكن نحن ضد الانقلاب على سلطات شرعية معترف بها دوليا، هم لن يعترف بهم أحد، فليلتفوا حول فخامة الرئيس ومشروعه ويتركوا هذه القضية إلى أن يأتي دورها بعد مرحلة انتقالية محددة ومن ثم يمكن تقرير حق المصير وتقرير سياسي..

‬ المقدم: نعم بعد الانتهاء من موضوع الانقلاب الذي يجري في الشمال، دكتور إلى أي مدى في اعتقادك تلاحظ أن التمرد الذي يجري في محافظة عدن بدعم من الإمارات خدم كثيراً المشروع الإيراني وأعاق عملية الحسم العسكري التي يقودها التحالف العربي والقوات الوطنية في الداخل؟

‬ لملس: ليس هذا فحسب لكن ربما يؤدي أيضاً إلى نتائج عكسية أخرى غير ما وصلنا إليه، في الحديدة كنا على أبواب النجاح، واليوم ربما يتم التدخل في تعز، وربما تدخل أطراف أخرى في حضرموت وتثير موضوع تمرد ثالث على الشرعية وهذا ما يخطط لها، هذه مشاريع أعتقد أنها معارك جانبية لإلهائنا وإلهاء الحكومة الشرعية والتحالف بقيادة المملكة عن الانتصار في المعركة الرئيسة على الحوثي، هذه معارك جانبية تُثار بهدف عرقلة الانتصار في المعركة الرئيسة.

‬ المقدم: وهناك من يتحدث أن دولاً في التحالف العربي تريد استنزاف المملكة العربية السعودية في الملف اليمني وتعيق عملية التحرير، كيف تنظر لمن يطرح مثل هكذا طرح؟ لملس: ربما يكونون محقين لأن في السياسة دائماً هناك مصالح وليس عداوات.

‬ المقدم: بعد العملية التي طالت المملكة العربية السعودية واستهدفت منشئاتها النفطية في بقيق وهجرة رخيص وقبلها في الدوادمي لعملية ضخ البترول، إلى أي مدى معالي الوزير تعتقد بأن التحالف العربية وعلى قيادته المملكة العربية السعودية بحاجة إلى قراءة دورها في التحالف العربي وفي الملف اليمني والقضية اليمنية خصوصاً بعد التهديدات التي يطلقها الحوثيون يومياً؟ لملس: بالتأكيد إلهاء المملكة العربية السعودية بعارك أخرى غير المعركة الرئيسة للحكومة الشرعية في اليمن بتفجيرات في أرامكو هذا نوع من إخراج المملكة عن توجهها، ولكن على المملكة أن تدرك أن القضاء على الحوثي في اليمن هو أكبر انتصار على إيران، عندما تصفي بيتك ومحيطك أولاً ستكون قوياً لمواجهة العدو.

‬ لملس: ما مدى قدرة الحكومة الشرعية على مجابهة كل هذه التحديات التي تجري شمالاً وجنوباً؟

‬ لملس: الحكومة الشرعية بقيادة فخامة الأخ الرئيس أنا أشعر أنها واقفة وبقوة وتتابع الوضع بحذر وتتابع التطورات، نحن في مجلس الوزراء نتابع الوضع بجدية وندعم فخامة الأخ الرئيس وندعم التحالف في إيجاد مخارج وحلول تؤدي في الأخير إلى إعادة الشرعية إلى صنعاء وليس إلى أي مكان آخر.

‬ المقدم: أختم بسؤال، ما مستقبل التمرد في الشمال والجنوب؟ لملس: لا مستقبل له، في الأخير فإن الجمهورية اليمنية ستبقى وستكون لا حلول في المستقبل القريب غير مخرجات الحوار الوطني.

‬ المقدم: أشكرك جداً معالي الدكتور عبد الله لملس وزير التربية والتعليم، شرفتنا في قناة اليمن وعلى شاشة القناة.. لملس: شكراً جزيلاً.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك