وصل المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفيثس، امس الأحد إلى العاصمة المختطفة صنعاء في اطار جهوده لحل الازمة في البلاد التي تشهد حربا دامية للسنة الخامسة على التوالي . 

وقالت مصادر صحفية إنه من المتوقع أن يبحث غريفيتس مع القيادات الانقلابية الحوثية المرتهنة لإيران، سبل بناء الثقة مع الرياض والتقدم في ملف الحديدة وملف الأسرى وفرص التعاطي مع مبادرات فك الحصار عن مدينة تعز، وكذلك العودة إلى طاولة الحوار.

وهذه الزيارة الثانية للمبعوث الأممي إلى صنعاء في أكتوبر الجاري.

وكان غريفيتس التقى الجمعة الماضية في الرياض نائب وزير الدفاع السعودي الأميرخالد بن سلمان، وناقش معه سبل دعم العملية السياسية والجهود المبذولة لتطبيق اتفاق استوكهولم الذي توصل إليه طرفا الصراع في اليمن خلال مشاورات جرت بينهما في ديسمبر الماضي في السويد برعاية الأمم المتحدة.

والثلاثاء الماضي تحدثت مصادر صحفية محلية عن أنه تم تشكيل لجنة سياسية وعسكرية بين السعودية وجماعة الحوثيين لبحث تهدئة عسكرية بين الطرفين.

وأضافت المصادر أن اللجنة المؤلفة من ممثلين عن السعودية والحوثيين تبحث إجراءات وقف القتال على الحدود ووقف الغارات الجوية التي يشنها التحالف على اليمن.

وفي 17 أكتوبر زعمت مواقع إعلامية نقلا عن مصادر سياسية القول إن اتصالاً مباشراً جرى بين الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي والقيادي في جماعة الحوثيين مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى بصنعاء.

وأضافت المصادر أن ابن سلمان عرض على المشاط تشكيل لجنة من الطرفين لخفض التصعيد، وصولاً إلى اتفاق كامل لوقف إطلاق النار بين الأطراف على الحدود السعودية اليمنية.

وجعلت الحرب التي فرضها الانقلاب الحوثي برعاية إيرانية والدائرة رحاها منذ خمس سنوات في البلاد جعلت من ثلثي السكان على الأقل بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، ودفعت بالبلاد إلى حافة المجاعة، في أزمة تعتبرها الأمم المتحدة "الأسوأ في العالم".

وحسب إحصائيات الأمم المتحدة أجبرت الحرب نحو 4.3 مليون شخص على النزوح من ديارهم خلال السنوات الأربع الماضية، ولا يزال أكثر من 3.3 مليون شخص في عداد النازحين ويكافحون من أجل البقاء.

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ "الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

وفي وقت لاحق التقى غريفيتس اليوم الاثنين زعيم عصابة الانقلاب الحوثية، عبد الملك الحوثي بحسب مصادر إعلامية تتبع الانقلابيين.

كما ذكرت وسائل إعلام حوثية أن غريفيتس التقى برئيس مايسمى المجلس السياسي بصنعاء مهدي المشاط لمناقشة عدد من القضايا خاصة المتعلقة بقضايا الاسرى و المعتقلين .

وبحسب المتحدث بأسم المليشيا الانقلابية المدعو محمد عبد السلام فإن المدعو عبدالملك الحوثي أشار إلى أنه تم تقديم مبادرات متعددة أفرج بموجبها عن المئات من الاسرى، بهدف المساعدة في التقدم في تحقيق انجاز يؤدي إلى البدء بعملية الافراج عن كافة المعتقلين و الأسرى.

وزعم عبد السلام، أن الحوثي شدد على أهمية تحرك الأمم المتحدة في الشأن اليمني باعتبار الموقف العام الذي يؤدي إلى وقف الحرب و الحصار ويحقق السلام و الاستقرار دون الإغراق في تفاصيل داخلية، انما تؤدي الى مزيد من احتقان الوضع و استمرار التصعيد كونها تتنافى كليا مع الدور المطلوب للأمم المتحدة و الذي هو المعالجة في الحلول السياسية ووقف الحرب.