الرئيسية - تقارير وإستطلاعات - محطات يتذكرها اليمنيون بشغف .. 91 عاما من العلاقات اليمنية الروسية (تقرير)
محطات يتذكرها اليمنيون بشغف .. 91 عاما من العلاقات اليمنية الروسية (تقرير)
الساعة 11:32 صباحاً (الأحرار نت - متابعات خاصة)

تاريخ طويل من الشراكة السياسية والعلاقات الثنائية بين البلدين اللذان يوطدان علاقتهما بشكل أوسع، كانت ومازالت فيها المصالح المتبادلة والاحترام هي أبرز ما يحكم تلك العلاقة الواسعة بين صنعاء وموسكو، وهذا بالضبط ما يريد الأرار نت توضيحه من خلال المعاني التي تحملها الذكرى الـ91 لبدء العلاقات الدبلوماسية اليمنية الروسية من خلال التقرير التالي :


أول اتفاقية بين البلدين الصديقين

في الأول من نوفمبر 1928، كان وفدان من البلدين يوقعان بمدينة صنعاء على أول اتفاقية صداقة وتجارة بين الاتحاد السوفيتي والمملكة المتوكلية، وحقيقة كان الطرفان يعمّدان الصداقة القوية والثقة والتعاون الاقتصادي والمساعدة المتبادلة الأخوية بين شعبين لسنوات عديدة مقبلة.

صحيح أن التحضير لهذه الاتفاقية الهامة جاء في ظروف دولية صعبة، وكان اليمن حينها قد حصل على الاستقلال في عام 1918 ويبحث عن الاعتراف الدولي. فيما كانت البلدان الغربية حريصة على حفظ نفوذها الاستعماري في الشرق الأوسط، ولم تهتم بظهور دول مستقلة ولم تكن في عجلة لإنشاء العلاقات مع اليمن. حينها كانت روسيا فقط هي من بادرت بالبدء بالتعامل مع اليمن .


أول دولة تعترف باستقلال اليمن

ووفقا للمعاهدة الي تم توقيعها اعترف الاتحاد السوفيتي باستقلال اليمن. وهي أول دولة عربية تقيم علاقات سياسية مع الاتحاد السوفييتي سابقاً. ولكن للأسف لم يتم انشاء العلاقات الدبلوماسية في ذلك الوقت. وتم منع هذا من قبل الدول الغربية التي ضغطت على نظام الامام. ولذلك نصت المعاهدة على تطوير العلاقات التجارية قبل كل شيء. ووصلت الممثلية الأولى الى صنعاء في يونيو 1929 ويرأسها الدبلوماسي السوفيتي كريم حكيموف.
وفتحت الطريق لاختراق المحاصرة السياسية والدبلوماسية للبلد وتثبيت استقلاليته. وبدأ اليمن في استيراد منتجات سوفيتية مختلفة، بينها مواد غذائية وخشب واقمشة واسمنت ومشتقات نفطية. وهذا كان بداية التنقل بين موانئ الحديدة وموانيء البحر الأسود الروسي.

وفي عام 1938 اقترح اليمن تمديد المعاهدة لـ 10 أعوام قادمة. لكن العرب العالمية الثانية حالت دون ذلك.


تعميق العلاقات استراتيجيا

العلاقة الفعلية بين الدولتين بدأت في عام 1955، وفي عام 1956 تم تعيين عبدالرحمن أبوطالب أول وزير مفوض غير مقيم لليمن في موسكو، وفي المقابل افتتح الاتحاد السوفييتي مفوضية له في تعز في ذات العام.

تطورت العلاقات من المجالات التجارية والاقتصادية والدبلوماسية ليدخل مجال التعاون العسكري حيز التنفيذ خلال زيارة البدر أحمد حميد الدين إلى موسكو وتم الاتفاق على استيراد اليمن صفقة من الأسلحة السوفيتية.

ذلك التعاون ما لبث أن أصبح تضامن بين البلدين خلال ثورات 26 سبتمبر في الشمال و14 أكتوبر في الجنوب.

وبعد نجاح ثورة 26 سبتمبر 1962 وتأسيسها للنظام الجمهوري في اليمن، وقف الاتحاد السوفيتي داعما للشعب اليمني والجمهوريين ورئيس اليمن الأول عبد الله السلال، وبعد ثلاثة أيام اعترفت الحكومة السوفيتية بالدولة الجديدة في اليمن وهي الجمهورية العربية اليمنية.

البلد الثاني بعد مصر يعترف بثورة 26 سبتمبر

كانت البلد الثاني في العالم بعد مصر الذي اعترفت بالثورة اليمنية، وبعد ذلك وصل إلى صنعاء خبراء عسكريين روس وبنوا هناك المطار الاول بسرعة وساعدوا في انشاء الجسر الجوي بين صنعاء والقاهرة. وجاء به الى اليمن قوات الرئيس المصري جمال عبدالناصر الذين نجحوا في حماية الثورة.

وبعد جلاء القوات المصرية في عام 1967 وحتى نهاية الحرب الاهلية كان الخبراء الروس رافداً قوياً لاستمرار النظام الجمهوري أمام قوات الملكيين، وبفضل هذا الدعم السياسي انتهى الحصار وتحول اليمن الى بناء حياة سلمية.

تعليم 50 الف خبير يمني

ووفق وثائق جامعية روسية فإنه جرى تخريج حوالي 50 ألف خبير يمني من ذوي التعليم العالي في مختلف الاختصاصات منذ بدء علاقات التبادل الثقافي والدراسي بين الجانبين.

وبحسب آخر إحصائية فإن قرابة 300 طالب يمني يدرسون في المعاهد العالية الروسية.

وترتكز العلاقات بين الدولتين على قاعدة قانونية واسعة ممثلة بمعاهدتي الصداقة والتعاون مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1979، والجمهورية العربية اليمنية عام 1984، وغيرهما من الوثائق الثنائية، قبل أن يؤيد الاتحاد السوفيتي بفاعلية اتحاد النظامين الطوعي في 22 مايو 1990.

وأكد الاتحاد سريان مفعول كلتا المعاهدتين وجميع الاتفاقيات المعقودة بين الطرفين.


الاعتراف بدولة الوحدة 

في 30 ديسمبر/كانون الأول عام 1991 أعلنت الجمهورية اليمني رسمياً اعترافها بروسيا الاتحادية بصفتها الوريثة الشرعية للاتحاد السوفيتي السابق، وبضمن ذلك الاعتراف بجميع المعاهدات والاتفاقيات الدولية السارية المفعول.

وجرى ذلك اثناء الزيارة الرسمية للرئيس الراحل علي عبدالله صالح إلى موسكو. إذ وقع الجانبان حينها على إعلان مبادئ علاقات الصداقة والتعاون بين روسيا واليمن، واتفاقية التعاون بين الحكومتين في مجال العلوم والثقافة والتعليم والرياضة والسياحة، والاتفاقية بين الحكومتين حول تشجيع الاستثمارات وحمايتها بصورة متبادلة.

شطب ديون اليمن ومساعدته في التنمية

وفي 24 أكتوبر 1999 تم شطب ديون اليمن لروسيا وفقا لاتفاق بين البلدين والبالغة 6.4 مليار دولار.

وبنى الروس في اليمن شمالا وجنوبا عدة مشاريع اقتصادية ضخمة. وبينها محطة الطاقة الحرارية ومجمع التحلية بالحسوة في عدن، والميناء في الحديدة، ومصنع الأسمنت في باجل، وخط أنابيب النفط بطول 190 كم من حقل نفط شبوة الى ميناء بئر علي، والطريق الرابط بين الحديدة وتعز.

كما تمكن علماء الجيولوجيا الروس من العثور على النفط والغاز والذهب والحديد في اليمن. وتم تحديد أولوية التعاون في مجال استخراج النفط والغاز وإنتاج البترول واستخراج المعادن وبناء محطات توليد الطاقة في عدن والمخا وقطاع الزراعة.


زيارة تاريخية للرئيس هادي

وكانت زيارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى موسكو في 2 ابريل 2013، ولقاءه بالرئيس فلاديمير بوتين، واحدة من محطات العلاقات البناءة والايجابية بين البلدين، وهو ما تحقق عقب تلك الزيارة التي أثمرت عن تعاون كبير بين الدولتين.

وتعهد فخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتقديم مساعدات متعددة الجوانب لليمن، واقترح على الرئيس هادي تقديم مساعدات لليمن الذي تربطه علاقات صداقة طويلة الأمد مع روسيا. من جانبه أشاد فخامة الرئيس هادي بالدور الذي تلعبه روسيا في حياة اليمن المعاصرة.

وقال الرئيس الروسي إن الطرفين يسعيان إلى تعزيز التعاون في الاتجاهات ذات الاهتمام المشترك، مضيفا أن المقصود بالدرجة الأولى التعاون في المجال العسكري والتقني.

وما يزال مقر الجمعية الكائن في شارع القصر وسط العاصمة صنعاء يمارس فعالياته، آخرها كان استقبال الطلاب اليمنيين الذين وصلوا إلى روسيا في مطلع شهر أكتوبر، وتنظيم دورات لتعليم اللغة الروسية لليمنيين.

وفاء روسي معهود لليمن

وتستمر العلاقات بين البلدين الصديقين، اذ ما تزال الحكومة الروسية تقدم الدعم الكامل للحكومة الشرعية اليمنية في مواجهة انقلاب ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران، باعتبارها الممثل الرسمي للشعب اليمني، كما أعلنت على لسان مسؤوليها وقنواتها الدبلوماسية.

وحالياً، تثمن الحكومة اليمنية الجهود الروسية الساعية لوقف الحرب المستمرة في اليمن منذ مطلع العام 2015، والوصول إلى سلام مستدام بين الفرقاء اليمنيين، من خلال مواقفها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، المرتكزة على المرجعيات الأساسية الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وخاصة القرار رقم 2216.

فضلاً عن ذلك، ما تزال الحكومة الروسية تقدم المساعدات الإنسانية لليمنيين المتضررين بسبب الحرب وانهيار الأوضاع الاقتصادية نتيجة الحرب التي يشنها الحوثيون الانقلابيون.

وتأتي تلك المواقف تجسيداً للعلاقات بين الجانبين التي اتسمت بالشراكة الفاعلة في مختلف القضايا، والدعم المقدم من الأصدقاء الروس المتمثل بآلاف المنح للطلاب اليمنيين الذين تخرجوا من الكليات والمعاهد الروسية بشقيها المدني والعسكري.

ومنذ أول يوم ، هناك العشرات من المعاهدات والاتفاقيات المدنية والعسكرية رسمت العلاقة اليمنية الروسية الطويلة الممتدة بين البلدين الصديقين، لتدفع الحكومة اليمنية اليوم، إلى الاحتفال بالذكرى الدبلوماسية، التي وثّقت رباط الصداقة مع الحكومة الروسية والشعب الروسي.

خصوصا وقد ثبت أن هناك قواسم مشتركة تجمع اليمنيين مع روسيا، فمنذ قرابة القرن من الزمن وهو عمر العلاقة القائمة بين اليمن وروسيا تتعزز تلك العلاقات عاماً بعد آخر، واثبتت أحداث حوالي مائة عام أن هذه العلاقة أعمق وأكبر من أية حسابات أو أطماع.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك