- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
وقد حضر هذا الرياضي الملتحي ذو الشعر الأشعث إلى معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي أقيم بين العاشر من اكتوبر/تشرين الأول والخامس عشر منه، لتقديم أحدث كتبه "وايلد" الذي يروي رحلة سفينة "اندورانس" لاجتياز المحيط المتجمد الشمالي.
وقد علق أفراد طاقم السفينة الغارقة على مدى 22 شهرا في هذه القارة المتجمدة بين 1915 و1916 غير أنهم تمكنوا من الصمود على رغم تحطم قاربهم بفعل الطوف الجليدي.
ميسنر رجل من هذه الطينة. وهو يقول لوكالة فرانس برس "هدف الإنسان في الحياة هو نقل أفكاره من الحيز النظري إلى التطبيقي لطالما كان هدفي العودة إلى العالم البري والطبيعة والجبال".
ويعتبر ميسنر من أعلام رياضة تسلق الجبال اذ انه كان أول من يبلغ قمة ايفرست من دون مساعدة على التنفس العام 1980. وبعد ست سنوات، غزا هذا الايطالي كل القمم الأربع عشرة التي يفوق علوها ثمانية آلاف متر في العالم من دون اوكسجين ايضا.
لا مغامرة بلا خطر
ويرى ميسنر أن المغامرة الحقيقية تتطلب الاستعانة بالحد الأدنى من المعدات والمساعدة الخارجية. غير أن هذه المقاربة آخذة في الانحسار برأيه إذ ان المتسلقين باتوا يفضلون أن ينفذوا مهماتهم برفقة سكان محليين يعرفون باسم شيربا على طرقات خطها قبلهم آخرون.
ويقول "المتسلق الحقيقي لا يريد بنى تحتية بل يريد الذهاب إلى الحياة البرية واحتمالات الوفاة مرتفعة نسبيا".
ويوضح "فن عدم الموت يبقى فنا فقط في حال كان خطر الوفاة حقيقيا. اذا ما استبعدنا هذا الخطر فإن الأمر يتحول مجرد لعبة ونوعا من السياحة أو النزعة الاستهلاكية".
وينطلق هذا المغامر في كلامه من دراية واسعة في المجال. ففي سنة 1970، توفي شقيقه غونتر لدى محاولتهما معا بلوغ قمة نانغا بربت الباكستانية في سلسلة جبال هملايا على علو 8125 مترا في ظروف مناخية سيئة.
ويتهم البعض راينهولد ميسنر الذي يحصر صداقاته بالأشخاص من أوساط تسلق الجبال، بأنه تخلى عن شقيقه وتركه يموت كي يبلغ هدفه. وهو فقد سبعة من أصابع قدميه خلال الصعود والنزول.
ويؤكد ميسنر أن ذمته برئت من أي شبهة في هذا الموضوع العام 2005 عند اكتشاف جثة شقيقه قرب المكان الذي قال راينهولد إنه توفي فيه جراء انهيار ثلجي.
ويوضح ميسنر في ما يبدو تعليلا لبقائه أن "نصف المتسلقين الأفضل توفوا خلال عمليات التسلق عندما نتحلى بحذر أكبر ونعمد إلى العودة أدراجنا في وقت أسرع من الآخرين فإننا بطبيعة الحال نزيد فرصنا في النجاة. لكني ما كنت موجودا هنا فيما لو لم يحالفني الحظ في مرات عدة".
وبعد الجبال، انطلق راينهولد ميسنر في تحديات أخرى لا تقل خطورة بينها عبور القارة القطبية الجنوبية أو صحراء غوبي. ويؤكد المغامر الايطالي أن كائن يتي الملقب بالإنسان الجليدي المقيت هو من الدببة بحسب ما بينت له مغامراته.
طاقة لعشر سنوات
وقد خاض ميسنر مغامرة جديدة مع توليه عضوية البرلمان الاوروبي بين 1999 و2004 عن حزب الخضر. وأسس أيضا خمسة متاحف جبلية مخصصة لجوانب مختلفة من شغفه بالقمم.
وهذا الصديق للمستشارة الالمانية يجد أيضا الوقت للعب دور المرشد لأنغيلا ميركل عندما تمضي اجازاتها في منطقة تيرول، وهو يصفها بأنها "بعيدة من الغرور" و"تتمتع بقوة مذهلة" و"صلابة".
أما اليوم وعلى رغم تقدمه في السن، لا يريد ميسنر تمضية فترة تقاعد هادئة وقد انطلق في مهمة جديدة هي تعلم انجاز الأفلام.
ويروي آخر مشاريعه قصة متسلقي جبال اثنين يواجهان الخطر خلال مهمة متعثرة في كينيا كما يجدان نفسيهما أمام معضلات ستغير حياتهما.
ويقول "أظن أني بحاجة لخمس سنوات لتعلم القيام بذلك ثم لخمس أخرى لتصوير أفلام جيدة. بعدها، أعرف أني سأفقد طاقتي".
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر