- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
يوم سعيد على المستثمرين في العملات المشفرة، حيث وصل سعر عملة البيتكوين الواحدة إلى أكثر من 30 ألف دولار، وهو رقم قياسي تتخطاه العملة لأول مرة.
وعند الساعة 14,13 بتوقيت باريس ، السبت، بلغت قيمة البتكوين 30,823,30 دولارًا، وفقًا للبيانات التي جمعتها وكالة بلومبرغ. وكانت العملة الافتراضية قد تجاوزت عتبة 20 ألف دولار لأول مرة في 16 ديسمبر الماضي.
أنباء البيتكوين الأخيرة، تركت خلفها تساؤلات عن سبب ارتفاع العملة الكبير خلال الأيام الماضية، وعن مستقبل العملة المشفرة مستقبلا.
المبرمجة والصحافية التقنية حلا نصر الله، أوضحت للحرة سبب ارتفاع البيتكوين خلال الفترة الأخيرة، إذ يعود الأمر بشكل أساسي إلى الأزمة الاقتصادية التي سببتها جائحة كورونا مما أدى إلى اهتزاز النقد حول العالم.
وقالت نصر الله "اهتز النقد في عدد من الدول، وأرادت الشعوب اللجوء إلى بديل آمن ومعروف تاريخه كالبيتكوين، الأمر أشبه بما حدث بعد الأزمة الاقتصادية في عام 2008 بالولايات المتحدة".
"الأمر الثاني، هو زيادة عدد المحافظ الرقمية بشكل كبير، ما زاد من ارتفاع نسبة تداول العملات الرقمية وليس البيتكوين فقط. أما الأمر الثالث في سبب ارتفاع البيتكوين، هو عنصر الندرة، حيث يصل عدد عملات البيتكوين إلى 21 مليون فقط، صدر منها حتى الآن، 18 مليون وحدة، أي أن زيادة الطلب مقابل ميزة الندرة، أدى إلى زيادة سعرها"، توضح نصر الله
والمحافظ الرقمية، هي محافظ مخصصة للعملات الرقمية المشفرة، وقد تكون على هيئة جهاز أو برنامج إلكتروني أو خدمة تستطيع تخزين العملة المشفرة بها، وإجراء التعاملات.
وأشارت نصرالله إلى أن البيتكوين يعتبر حلا مثاليا للدول التي تعاني الأزمات الاقتصادية خلال الفترة الأخيرة، وقد لجأت إليها شعوب مثل الأتراك، الذين أصبحوا روادا في عملة البيتكوين، بجانب الشعوب التي تعاني صعوبات اقتصادية بسبب العقوبات، مثل فنيزويلا والبرازيل، وحتى في لبنان.
كما لاحظت نصرالله تزايد تداول بعض الشعوب العربية لعملة البيتكوين، مثل السوريين، والفلسطينيين، والعراقيين، واصفة الأمر بأنه "ملفت جدا".
الأمر الرابع الذي أدى إلى ارتفاع ثمن البيتكوين في رأي نصرالله، هو أن عددا كبيرا من الشركات بدأت في تحويل جزء من ميزانيتها إلى البيتكوين، ومن ضمنهم شركة سكوير.
وكانت شركة سكوير للخدمات المالية، قد اشترت نحو 4700 عملة بيتكوين، عندما كان سعر العملة الواحدة يساوي 18 ألف دولار.
ولفتت المبرمجة المتخصصة في العملات المشفرة أيضا إلى أن البنك الفيدرالي الألماني قد أبرم اتفاقا مع شركة Ocean token للعقود الذكية، مضيفة أننا في عام 2020 شهدنا "انهيار المركزيات مقابل الاقتصادات اللامركزية".
واختتمت نصرالله حديثها للحرة قائلة "نحن نرى شركات كبرى تتوجه للعملات الرقمية وللرموز المالية التي تسمى Token"، مضيفة أن عملة بيتكوين بمنظور الاقتصاديين وخبراء الشركات ستشهد نموا مستداما.
ما مستقبل البيتكوين؟
وعن احتمالية ارتفاع الأسعار مستقبلا، يرى الصحفي المتخصص في التكنولوجيا، والمحرر السابق في موقع "موقع بيت تشاين" المتخصص في العملات المشفرة، مصطفي السيد حسين، أن الأمر يعتمد على متغيرات كثيرة.
"لا أحد يعرف إجابة هذا السؤال بشكل مؤكد، وفي حال حدوث أزمة اقتصادية بسبب آثار كورونا مثل ما هو متوقع، فإن الأزمة ستخلق أزمة ثقة في المؤسسات الاقتصادية التقليدية، مثل البنوك"، يقول حسين.
"هذا بالضرورة سيعطي زخم للأسواق البديلة، وعلى رأسها العملات المشفرة، فمثلا شهدنا العام الماضي أزمة البنوك اللبنانية والانخفاض الهائل في سعر صرف الليرة اللبنانية، مما أدى إلى ارتفاع شعبية العملات المشفرة بشدة في لبنان، كالبيتكون".
وتابع السيد، "تخيل حدوث أزمة عالمية كبيرة بالمقارنة (مع المثال السابق)، وطبعا سيكون هذا مؤشرا قويا لاستمرار ارتفاع (سعر العملات المشفرة)، على الجانب الآخر، بعض الدول قد تتجه لفرض قيود أكبر في المقابل عن طريق التشريعات وهذا قد يؤثر بالسلب على الأسعار، هذان أهم متغيرين قد يؤثران على سعر العملة الفترة القادمة، في نظري".
يذكر أن محللين أوضحوا لموقع "سي إن بي سي" أن ارتفاع سعر معدن النحاس كان عاملا رئيسيا أيضا في ارتفاع بتيكوين خلال الفترة الأخيرة.
وقال محللون في مصرف "غولدمان ساكس" أن أسعار العملة الرقمية بيتكوين والنحاس قد شهدا تقلبات عديدة هذا العام قبل أن يصلا إلى مستويات قياسية في أسعارهما مع تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
ويتمتع النحاس بسمعة طيبة كمقياس للاقتصاد العالمي بسبب نطاقه الواسع من الاستخدامات النهائية، سواء في قطاع البناء أو في السلع الاستهلاكية مثل السيارات والأجهزة الكهربائية.
وقد أدت الشعبية المتزايدة لعملة البيتكوين إلى أنها أصبحت أحد الأصول التي يتم تداولها على نطاق واسع، مثل العملات التقليدية القوية.
ورغم تحديد ارتفاع أسعار البيتكوين والنحاس في الأشهر الأخيرة، قال المحللون في غولدمان ساكس إنهم يعتقدون أن البيتكوين والذهب سيكونان قادرين على "التعايش".
وأوضحوا أن "ضعف أداء الذهب مؤخرًا مقابل المعدلات الحقيقية والدولار قد ترك بعض المستثمرين قلقين من أن البيتكوين تحل محل الذهب كأداة تحوط من التضخم".
وأضافوا: "في حين أن هناك بعض الاستبدال يحدث، بيد أننا لا نرى ارتفاع شعبية البيتكوين يشكل تهديدا وجوديا للذهب كعملة الملاذ الأخير."
وأردف محللو البنك: "من وجهة نظرنا ، فإن عملة البيتكوين هي تجارة رابحة الانكماش بالتجزئة، بينما الذهب هو أصل دفاعي للحفاظ على رأس المال الحقيقي على المدى الطويل".
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر