لا يزال أهالي محافظة الحديدة، غربي اليمن، يعانون من خطر الألغام التي تهدد حياتهم وسلامتهم، فالأرواح التي يخطفها الموت فجأة تتزايد وتتكاثر كل يوم، وذهب الآلاف ضحايا لتلك الألغام التي دأبت ميليشيات الحوثي على زراعتها بكثافة في البر والبحر على حد سواء.
محمد عايش سعيد جنيد، شاب يافع عشريني، أعزب، من أبناء منطقة الطائف في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، يتخذ من الصيد مهنة يتكسب لتأمين لقمة العيش الحلال لأمه المسنة، ومنذ ما يقارب العام خرج عايش إلى البحر في رحلة صيد بصحبة ستة من أصدقائه، ومر القارب الذي يقلهم فوق لغم بحري زرعته الميليشيات الحوثية، ولقي الجميع حتفهم.
تتحدث "جرادة عياش سعد جنيد"، عن حادثة مقتل ابنها الوحيد، وهي تنظر إلى الأرض في محاولة بائسة لمداراة دموعها القريبة قائلة: "فقدت ابني الوحيد، فقد انفجر به لغم حوثي بحري. لقد بت وحيدة، لم يتبق لي أحد من بعده سوى بنتين يتيمتي الأب، لا نجد من يوفر لنا أبسط الأشياء بعد رحيله".
تضيف جرادة، في مقطع فيديو نشره الإعلام العسكري للقوات المشتركة، بنبرة امتزج فيها الحزن بالألم: "أنا متعبة، فلا أحد في الدنيا يراعيني، حتى حبة الدواء لا أجدها ولا أملك فراشاً أنام عليه، وأنام على الأرض، وكل هذا بسبب الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية".
ما زال "عياش بن عياش سعيد" يتذكر تفاصيل فقدانه لابن عمه ويقول: "ذهب عايش منذ سنة ونصف إلى البحر بصحبة ستة من أصدقائه بغرض الصيد، ولقي عايش حتفه وجميع أصدقائه الستة في البحر إثر انفجار لغم حوثي بحري".
ويضيف: "لقد زرعت الميليشيات الألغام في البر والبحر وفي كل مكان".
كثيرة هي المآسي والجراح التي خلفتها ألغام ميليشيات الحوثي في أهالي الساحل الغربي، في ظل تجاهل وتغاض أممي حيال كل تلك المآسي والمعاناة الإنسانية التي تصنعها الميليشيات الحوثية تحت غطاء الهدنة الأممية.