- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
لم تكن المهندسة ياسمين العواضي، وكيلة وزارة الاشغال تعلم وهي تودع أبنائها قبيل مغادرة منزلها في يوم الأربعاء الأسود أنها ستكون النظرة الأخيرة، حيث ذهبت ضحية الارهاب الحوثي في الهجوم الغادر الذي استهدف مطار عدن بالتزامن مع عودة الحكومة الجديدة.
وضعت ياسمين العواضي مثلها مثل غالبية اليمنيين في أولوياتها مواكبة حدث عودة الحكومة الجديدة إلى عدن باعتبارها بارقة أمل في أن يشكل هذا الحدث الهام مرحلة جديدة نحو السلام على عتبات العام الجديد.
وكعادتها، استعدت العواضي لهذا اليوم بحماس، وانطلقت منذ وقت مبكر صوب مطار عدن الدولي، وهناك في صالة استقبال الضيوف كانت تبادل كل من تراه بنظراتها المُحبة، وتبادر الجميع بالسلام والحديث في انتظار وصول الحكومة.
وفي الـواحدة والنصف ظهراً من 30 ديسمبر 2020، وبينما كان وزراء الحكومة اليمنية يستعدون للنزول من الطائرة هزت انفجارات متتالية المطار، أعقبه إطلاق نار وتدخل سريع لنقل الوزراء إلى مكان آمن.
من فرحة إلى حزن، تبدلت مشاعر اليمنيين خلال يوم الأربعاء الأسود في عدن تحت هجمات دموية هي الأكثر وحشية حيث أبت مليشيا الحوثي إلا أن تفسد الفرحة على اليمنيين الذين كانوا يعيشون عرساً... لقد كانوا ينتظرون ويعوّلون على عودة الحكومة، والعمل من داخل البلاد.
وأصيبت ’’العواضي’’ في الهجوم الإرهابي الغادر أثناء تواجدها ضمن الحاضرين في مطار عدن لاستقبال الحكومة، وتم نقلها إلى مستشفى الجمهورية حيث توفيت هناك.
وشيع المئات من أبناء عدن مساء اليوم ذاته جثمان وكيلة وزارة الاشغال المهندسة ياسمين العواضي، أول ضحايا هجوم مطار عدن، إلى مقبرة القطيع بكريتر في موكب جنائزي مهيب.
عملت المهندسة ياسمين العواضي لسنوات طويلة بكل جد واخلاص كما شهد لها الجميع وحضورها للمطار كان لتأدية دورها الوطني والتأكيد على أن المرأة اليمنية شريكة وحاضرة في مختلف الظروف.
ونعى رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك، استشهاد وكيلة وزارة الاشغال العامة والطرق، ياسمين محمد العواضي بكلمات مؤثرة قال فيها "لقد امتلأ قلبي بالحزن والأسى ويشاركني في ذلك زملاء وزميلات وكل من عرف وعمل مع والدتكم الشهيدة، ونحن في خضم الوجع بالهجوم الإرهابي والاجرامي الآثم الذي استهدف مطار عدن الدولي، وعندما سمعنا النبأ الفاجع بانها كانت من ضمن الشهداء الى جانب اخرين – عليهم الرحمة جميعا-، داهمني شعور بفداحة الخسارة التي منيت بها اليمن بفقدان واحدة من رائداتها البارزات وعنوان النجاح والانجاز في مسيرتها العملية الحافلة، والتي كرست حياتها لخدمة عملها ووطنها بنكران ذات وتفان يندر له مثيل.
ومن المواقع التي شغلتها كمهندسة وقيادية ومسؤولة في عدة مناصب بوزارة الاشغال العامة والطرق، كانت نموذجاً يحتذى به في الصدق والإخلاص والتفاني، لتسطر بذلك علامة مضيئة لنجاح وقدرة المرأة اليمنية على صناعة المعجزات والابداع في المجالات العملية المختلفة.
لقد خسرت اليمن باستشهادها مكافحة فذة لم تتردد لحظة واحدة في الدفاع عن حقها في التطور والتقدم، وتحقيق المعجزات والنجاح في كل ما اوكل اليها من اعمال ومهام مهما كانت صعوبتها.
وعلى المستوى الشخصي خسرت باستشهادها زميلة واخت عرفتها عن قرب وكانت بارائها ومبادراتها واعمالها مثار اعجاب واهتمام ليس محليا فقط بل على المستوى العربي والدولي.
لكم كامل الحق في أن تفخروا بوالدتكم العزيزة، ولي ولكل زملائها ورفاقها كامل الحق بان نفتخر باننا واياه قد جمعتنا رؤى ومواقف مشتركة تهدف الى خدمة شعبنا ووطننا، وستظل ذكرى حية في وجداننا الى ان يرث الله الارض ومن عليها.
وفي الختام أعزيكم ونفسي أولا وكل شعبنا اليمني بهذا المصاب الجلل، سائلا المولى العلي القدير ان يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته مع الشهداء والصديقين، وأن يعصم قلوبنا جميعا بالصبر والسلوان.
وكتب عبدالرقيب فتح وزير الادارة المحلية السابق عن الفقيدة "عرفتها في اجتماعات مجلس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن كان تستعرض مهام الوزارة بمهارة عالية.. شخصية قيادية تحب عملها وتبدع فيه.. ناقشتها كثيرا حول التنمية الحضرية وأهمية التنسيق بين المحليات ووزارة الاشغال.. لها الرحمة والغفران والفردوس الاعلى في الجنة.
بدوره كتب الداعية الحبيب علي الجفري"رحم الله الأخت ياسمين العواضي وكيلة وزارة الأشغال وتقبلها في الشهداء مع بقية ضحايا هجوم مطار عدن.. عرفت الفقيدة واشتركنا معًا في جهود الإغاثة بحضرموت إبّان كوارث السيول 2008؛ فكانت نعم المعين، وكانت من نوادر مسؤولي البلاد الذين يدركون معنى كلمة "مسؤول" في مواجهة الأزمات..
ونعى الصحفي منصور الصمدي إستشهاد المهندسة ياسمين العواضي - وكيلة وزارة الأشغال لقطاع الإسكان والتنمية الحضرية، قائلاً "عرفتها مطلع العام الجاري واجريت معها حواراً صحفياً أبهرتني خلاله بثقافتها الموسوعية، والمامها الكبير بمجال عملها، وعظمة وروعة الأفكار والرؤى الخلاقة التي تمتلكها، حد أني تمنيت لو أنها تتولى زمام وزارة الأشغال .. كانت حقيقة إمرأة إستثنائية وكفاءة نادرة، بسيطة متواضعة خلوقة، تنشد الخير للوطن وكل الناس .. لروحها الرحمة والطمأنينة والخلود والسلام، ولنا وكل اهلها وذويها والوطن عامة الصبر والسلوان.
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر