الرئيسية - رياضة - خاضوا المصاعب لتحقيق أحلامهم.. قصص اللاجئين العرب المشاركين في أولمبياد طوكيو
خاضوا المصاعب لتحقيق أحلامهم.. قصص اللاجئين العرب المشاركين في أولمبياد طوكيو
الساعة 03:45 مساءاً

من بين 26 رياضيا من اللاجئين حول العالم اختارتهم الللجنة الأولمبية الدولية للمشاركة في أولمبياد طوكيو، يشارك لاجئون عرب، من بينهم سبّاحة اضطرت إلى دفع قارب خشبي غرق أثناء رحلة الفرار من بلادها، وآخرون هددتهم ظروف الحرب الصعبة إلى ترك أوطانهم.

اللجنة الأولمبية الدولية قالت إن المشاركين الـ26 سوف يتنافسون في 12 رياضة في بطولة في المسابقة المقررة في شهر يوليو، وأعلنت أسماء الفريق الذي سوف يشارك بعد سنوات من التدريب ضمن منحة قدمتها لهم، وقالت إن مشاركتهم تبعث "برسالة قوية من التضامن والأمل، وترفع المزيد من الوعي حول محنة أكثر من 80 مليون شخص من المهجرين في جميع أنحاء العالم".

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، وهو أيضا نائب رئيس المؤسسة الأولمبية للاجئين: "إنهم مجموعة مميزة من الأشخاص الذين يلهمون العالم... إن النجاة من الحروب والاضطهاد والقلق من العيش خارج أوطانهم تجعلهم بالفعل أشخاصا غير عاديين".

وأضاف "هؤلاء الرياضيون يجسدون آمال وتطلعات أكثر من 80 مليون شخص حول العالم ممن هجرتهم الحروب والاضطهاد... إنهم بمثابة تذكير بأن كل شخص يستحق فرصة للنجاح في الحياة".

ستكون هذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها فريق من اللاجئين في الألعاب الأولمبية، وذلك بعد المشاركة الأولى في دورة ريو دي جانيرو، في عام 2016، حيث نافس 10 رياضيين لاجئين من أربعة بلدان، وكانت مشاركتهم "بمثابة تحية لشجاعة ومثابرة جميع اللاجئين حول العالم في وقت كان فيه عدد الأشخاص النازحين قسرا بسبب العنف والاضطهاد قد وصل إلى أعلى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية"، بحسب موقع منظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتم اختيار فريق طوكيو من بين الرياضيين اللاجئين المدعومين من اللجنة الأولمبية الدولية بواسطة برنامج المنح الأولمبية للرياضيين اللاجئين.

من بين المشاركين في مسابقة ركوب الدراجات السوري المولود في حلب، أحمد بدرالدين (30 عاما) المقيم في سويسرا الذي كان قد حل تاسعا في مسابقة أبطال أسيا عام 2019. فاز  أحمد كناشئ بالعديد من البطولات السورية وبسباق الطرق العربية كما كان أول ناشئ يشارك في بطولات عالمية باسم سوريا، لكن مع اندلاع الحرب، أصبحت حياته أكثر صعوبة، وفي عام 2014 ، قرر أنه لا خيار لديه سوى الفرار، وبالفعل وصل إلى سويسرا بعد رحلة طويلة. وفي الوقت الحالي يمارس ركوب الدراجات بالإضافة إلى أمله في دراسة علوم الرياضة.

أما الملاكم السوري أحمد عليكاج (30 عاما) الذي يعيش في هامبورغ بألمانيا بصفة "لاجيء" وينافس في وزن 73 كيلوغرام، فقد تم إدراجه في فريق اللاجئين في سباق جائزة بودابست الكبرى لعام 2019 وشارك في بطولة العالم 2019 بطوكيو، وكذلك في بطولة "باريس غراند سلام" و"دوسلدورف غراند سلام".

وفي مسابقة المصارعة، يشارك اللاجيء العراقي المقيم في النمسا أكر العبيدي (22 سنة)، الذي كان قد حصل على المركز الثالث في بطولة أوروبا للناشئين 2019(ESP)، بعد أن وصل النمسا فارا من الموصل التي نشأ فيها. ترك العبيدي بلاده بعد أن بدأ تنظيم "داعش" في تجنيد الشباب في المدينة، وبعد أن وصل النمسا، في 2016، واصل التدريبات وتنافس مع زملائه في مسابقة دولية في ريغا، وحصل فيها على الميدالية الذهبية، وحالياً يتدرب سبع مرات في الأسبوع بنادي مصارعة محلي ويدرب الأطفال. 

العبيدي قال في مقابلة مع موقع "olympics.com" حول مغادرته الموصل: "لم أكن أرغب في المغادرة، لكن كان علي أن أفعل ذلك...لقد كانت تجربة مخيفة للغاية. لم أكن أعرف إلى أين سأذهب أو إلى أين سينتهي بي المطاف". وعندما انتقل إلى النمسا، واجه صعوبات في التأقلم مع الحياة الجديدة، إلا أنه استطاع التغلب عيلها، بعد أن "فتحت موهبته له الطريق"  واستطاع إنشاء العديد من الصداقات في عالم المصارعة.

وبعد أدائه المتميز في عالم المصارعة، وضع حلم طوكيو نصب عينيه، وقام برسم الحلقات الأولمبية الخمس على أحد جدران منزله، لتذكيره بهذا الهدف، وبالفعل حصل على منحة الرياضيين من اللجنة الأولمبية الدولية، واستفاد من التدريب والتمويل في سعيه للمنافسة حتى تم اختياره بالفعل.

واللاجيء السوري من حلب، علاء ماسو (21 عاما) المقيم في هانوفر بألمانيا، سوف يشارك في مسابقة السباحة.  غادر علاء سوريا، عام 2015 بعد أن تضررت منشآته التدريبية وشعر بالضغط الشديد نتيجة الصراع من حوله. وهناك، عاد لتدريبات السباحة ويرغب حاليا في العودة للدراسة وتعويض سنوات رحلة الخروج من سوريا.

قال علاء في مقابلة إنه عندما كان في سوريا ، كانت السباحة ملاذه للهرب من الصراع من حوله: "تمكنت من فصل نفسي عن الكثير من السلبية واكتساب الثقة في حياتي الشخصية أثناء التدريب".

أما منى دهوك، ابنة دمشق المولودة عام 1995 والمقيمة حاليا في هولندا، فسوف تشارك في مسابقة الجودو. فرت منى من سوريا، عام 2018، لتنضم إلى والدتها في هولندا، وكانت قد بدأت رياضة الجودو في دمشق عندما كانت في السادسة من عمرها مع أختها ولم تتوقف أبدا عن ممارستها. وهي تنافس الآن في فئة 63 كغم في هولندا، وشاركت من قبل في فريق اللاجئين ضمن سباق جائزة بودابست الكبرى لعام 2019، وبطولات أخرى.

وتشارك مواطنتها السباحة، يسرى مارديني (23 عاما) في طوكيو بعد أن كانت ضمن فريق الألعاب الأولمبية الصيفية 2016. فرّت يسرى من بلادها في 2015 إلى ألمانيا، عبر بيروت ثم تركيا وصولا إلى جزيرة لسبوس في اليونان، وفي الرحلة الأخيرة، تعطل القارب الذي كان سيوصلهما إلى الجزيرة ، فاضطرت الاختان وامرأة ثالثة أن يسبحن لدفع  القارب لمدة ثلاث ساعات وإيصاله إلى الشاطئ.

قال مارديني في مقابلة سابقة: "طوال الطريق، يمكنك فقط سماع كل صلواتنا بصوت واحد". استمرت في رحلتها إلى وجهتها النهائية، ألمانيا، سيرا على الأقدام وفي حافلات. تقول مارديني: "كانت الرياضة طريقنا للخروج" من سوريا... أعطتنا الأمل في بناء حياتنا الجديدة".

أما الملاكم السوري وسام سلامانا (34 عاما) الذي مثل بلاده في الألعاب الأولمبية 2012، فاتخذ القرار الصعب بالفرار من بلده إلى ألمانيا حفاظا على سلامة عائلته وليكون قادرا على مواصلة مسيرته الرياضية. في عام 2015، قرر الفرار، وهناك واصل التدريب وحصل على الميدالية البرونزية في بطولو كاس العالمـ في كولونيا 2021. يقول تقرير موقع "olympics.com" إن سلامانا الذي "يتمتع بنظرة إيجابية وقوة ذهنية عميقة" قال في كلمة تحفيزية لرياضيين: "استمر في التدريب. لا تستسلم. الحلم الأولمبي قادم".

وفي مسابقة الكاراتيه، يشارك الدمشقي وائل شويب (36 عاما)، الذي كان يمارس رياضته جنب إلى جنب مع عمله في مصنع للنسيج بسوريا، قبل أن يرحل عنها في، عام 2015، بسبب النزاعات الدينية في مدينته ولرفضه الانضمام لصفوف قوات النظام والقتال ضد أبناء بلده. وصل إلى تركيا على زورق مطاطي ثم ذهب إلى اليونان، وركب دراجة أخذته إلى الحدود الصربية، حتى وصل في النهاية إلى وجهته النهائية، ألمانيا.

الدمشقية ساندا الداس (31 عاما) التي ستشارك في مسابقة الجودو فقدت هي وأسرتها منزلهم فقررت الرحيل من سوريا إلى هولندا، ثم لحق بها زوجها بعد ذلك، وأنجبت طفلين هناك. لم يكن من السهل عليها دائما تحقيق التوازن بين الأمومة والتدريب، لكنها تشعر بأنها "سعيدة ومحظوظة لأنها قادرة على العيش في بيئة آمنة مع عائلتها وقادرة على ذلك التدريب". بدء حياة جديدة لم يكن أيضا أمرا سهلا لكن "ممارسة الرياضة والحصول على الدعم ساعدها في بدء بداية جديدة وإعادة بناء ثقتها بنفسها".

ووضع آرام محمود (24 عاما) الذي يشارك في مسابقة الريشة الطائرة شعارا لنفسه هو:" أنا أستطيع. أنا أؤمن بنفسي":

في عام 2014، كان آرام بطل كرة الريشة الفردي في سوريا مرتين، لكن في العام التالي، ومع استمرار الحرب الأهلية، كان غير قادر على الذهاب إلى المدرسة أو التدريب، فغادر الوطن ليلحق بأخيه في هولندا. والآن يسعى لتحقيق أهدافه الرياضية وقد وصل مؤخرا إلى ربع نهائي بطولة 2019 في البرتغال، ويعتبر نفسه محظوظا لأنه وجد ناديه الحالي الذي ساعده على التميز والاستقرار.

 

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك