- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
اشرقت شمس السادس والعشرين من سبتمبر وشباب اليمن بعضهم يدك حصون الامامة ويطارد فلولها، والبعض الاخر يحتشد للحاق بركب الثورة للدفاع عنها بالسلاح او بالعلم والوعي، وكانت دماء الشباب من مختلف المحافظات ووعيهم هي الذخيرة الحية التي حافظت على الثورة ونظامها الجمهوري ولا زال الشباب حتى اللحظة يقوم بذات المهمة.
يثبت الشباب اليمني بين حين واخر، بانهم رجالات العصر، ومستقبل هذا البلد، ويدركون مخاطر المرحلة، ويسعون بكل طاقاتهم وابداعاتهم للدفاع عن الثورة والجمهورية والاهداف السبتمبرية التي تحفظ لليمن سلامته وحريته واستقلاله، وبرغم التحديات الكبيرة، يبقى امل الشباب حاضراً في قدرته وقدرة كافة ابناء الشعب اليمني وبكل اطيافه على استعادة مساره نحو الحرية والتنمية، مستلهمين الحماس والطاقات المتجددة من روح ثورة سبتمبر التي لا تزال حيّة في وجدان كل يمني حر.
لقد استيقظ اليمنيين في فجر السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٦٢، على نور الحرية الذي بدد ظلام الإمامة الهادوية السلالية البغيضة، وكان بمثابة ميلاد جديد لشعب عاش طويلاً تحت وطأة الظلم والقهر والفقر والجوع، هكذا يقول الدكتور محمد البيل في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الوطني الـ ٦٢ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر المجيد، ويؤكد ان في ذلك الفجر، أشرقت الشمس على يمن جديد، تحرر من قيود العبودية ،وبدأ طريقه نحو المستقبل، كما وصفها شاعر اليمن الكبير عبد الله البردوني "فولى زمانٌ، كعرض البغي وأشرق عهدٌ، كقلب النبي.
ويرى البيل وهو من الاكاديميين الشباب، ان ثورة الـ 26 من سبتمبر لم تكن مجرد انتصار سياسي، بل لحظة انعتاق وتحرر على كل المستويات، وكانت حلماً يسعى إليه الأحرار طوال سنوات النضال، كما عبّر عنه أبو الأحرار محمد محمود الزبيري وهو يغادر سجن الطاغية قائلاً (خرجنا من السجن شم الأنوف، كما تخرج الأسد من غابها)..مؤكداً ان الثورة كانت إيذانًا ببدء عهد جديد من الحرية والتقدم، حيث أُعلنت الجمهورية وانتهت حقبة الكهنوت والظلام، حين أدرك اليمنيون أن حياتهم في ظل الإمامة بلا أمل، كانت الثورة هي السبيل الوحيد للخلاص.
واشار الدكتور البيل، الى ان ثورة ٢٦ سبتمبر اطلقت "العنان لطاقات الشباب اليمني، ففتحت أمامهم أبواب التعليم، والعمل، والمشاركة السياسية دون تمييز، وانتهى عهد السادة والعبيد، وأصبح اليمنيون جميعاً متساوون في الحقوق والواجبات أمام الدستور والقانون، وفتحت المدارس أبوابها لكل أبناء وبنات اليمن، وانتشرت الجامعات والمعاهد، وتم بناء المستشفيات وشبكات الطرق في مختلف أنحاء البلاد.
وتطرق البيل في حديثه، الى ارتفاع مستوى الوعي الوطني بين اليمنيين، وكيف يتزايد الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر يوماً بعد يوم ويقول..مؤكداً ان ثورة ٢٦ سبتمبر اصبحت رمزاً للفخر الوطني، معبرين من خلالها عن تمسكهم بمبادئ الحرية والجمهورية، ومستعدين للنهوض من جديد للدفاع عن تلك القيم العظيمة التي أضاءت الطريق للأجيال المتعاقبة.
فيما دعا الكاتب قناف الصحيفي، الجميع الى الاحتفال بذكرى ثورة ٢٦ سبتمبر بالشكل الذي يتناسب مع حجم وتضحيات الاباء والاجداد، ويتناسب ايضاً مع المرحلة الراهنة، وتوق اليمنيين الوصول الى حلمهم المتمثل بالدولة المدنية الاتحادية الحديثة..مشدداً على ضرورة احياء هذه الذكرى وجعلها عيداً سنوياً كما هو الحال، وأن لا نتهاون أو نتوانى عن ذكر هذا الحدث الذي تُحاول المليشيات الحوثية إخفاء ملامحه بشتى الوسائل بدافع سلالي وإمامي.
ونوه الصحيفي، الى حالة الابتهاج التي تسود كافة ابناء الشعب اليمني وهم يحتفلون منذ بداية شهر سبتمبر الحدث الاعظم في تاريخ اليمن المتمثل بثورة ٢٦ سبتمبر التي اعادت لليمن مجده وتاريخه وجعلته يتنفس الصعداء بعد سنوات من الحرمان والاستبداد والقهر والعبودية التي كانت تمارس ضده من نظام الحكم الامامي البائد.
واكد الصحيفي في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبا)، ان ثورة ٢٦ سبتمبر شكلت مصدر إلهام لكل ابناء الشعب اليمني من خلال نجاح الثورة وقيام النظام الجمهوري من بين مخالب الجهل والتخلف الذي كانت ترعاه أسرة وتورثه للأجيال غير مهتمة بمستقبل اليمن وشبابه ونسائه..منبهاً الجميع من المحاولات اليائسة للمليشيا الحوثية بإعادة اليمن الى العصور البائدة والحكم الامامي الذي تم استئصاله بدماء الأحرار والشباب الذي قدموا ارواحهم رخيصة فداء لهذا الوطن.
ويستدرك الصحيفي "من الضروري مواصلة الكفاح والنضال والعمل الجماعي مع كل النُخب والأحزاب من اجل حلم ومستقبل ابناء الشعب اليمني وترك الخلافات التي تفرق الجهود ولا تخدم أحدا".
يتوق الشباب اليمني الى الخلاص من هذه العصابة الحوثية التي اطلت برأسها من جديد والتي تحاول وبدعم من النظام الايراني اعادة اليمن الى العصور الغابرة من اجل استعباد الناس، ونهبهم و سلبهم و الزج بهم في السجون دون وجه حق، يتوق الشباب للتخلص من هذه الجائحة الحوثية والانتقال الى الدولة المدنية الاتحادية الحديثة الضامنة لكل ابناء الشعب اليمني حقوقهم وحرياتهم وتعليمهم وتطويرهم ، واحداث نهضة في مختلف المجالات.
ويؤكد الصحفي محمد الحريبي، ان ثورة ٢٦ سبتمبر مثلت لحظة ولادة حقيقية لليمن الجمهوري، فهي الثورة التي نقلت اليمن من ظلام الكهنوت إلى عالم فسيح، وهي أيضًا التحول الحقيقي الذي صنعه شباب مخلصون لله والوطن، فالشباب هم من قادوا ثورة السادس والعشرين من سبتمبر مثل الشهيد البطل علي عبدالمغني، والشهيد البطل عبدالرقيب عبدالوهاب وعديد من أبطال الجمهورية الأولى والذين تمكنوا من دحر نظام ادخل البلاد في نفق مظلم وغيب الشباب حينها عن التعليم والذي يعد اساس بناء الانسان..مشيراً الى ان الشباب اليوم يسير على نهج اولئك الثوار الابطال الذين قدموا اراوحهم رخيصة لاجل هذا الوطن الذي يستحق ان نقدم كل غالي من اجل سلامته وحريته ونظامه الجمهوري.
فيما ترى الناشطة المجتمعية داليا محمد، ان ثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢ هي مناسبة تاريخية مهمة في اليمن، حيث أسست لنظام جمهوري بعد فترة من الحكم الامامي المتخلف..مؤكدة ان الاحتفاء بثورة ٢٦ سبتمبر يعكس فخر الشعب اليمني بتراثه وتاريخه ونضال اجداده، ويُظهر التزامه بالقيم التي نُصبت من أجلها الثورة.
وقالت داليا محمد "ان الاحتفاء بهذه المناسبة تعزز من الشعور بالانتماء الوطني بين الأجيال الجديدة، حيث يتم تنظيم فعاليات وندوات تعكس أهمية تلك الفترة والتي تساهم في نشر الوعي حول إنجازات الثورة ومقاصدها، مما يساعد في تعزيز الفهم التاريخي لدى الشباب"..مشيرة الى ان الاحتفالات في هذه الفترة مهمة جداً في ظل الانقلاب الحوثي الذي يسعي من جديد على محاولة اعادة تكريس الامامة.
واكدت، ان الثورة السبتمبرية، أسهمت في تعزيز حقوق المرأة، وإدخال تحسينات على التعليم والمشاركة السياسية للنساء، ومستوى تحسين مستوى التعليم في البلاد، مما أتاح فرصاً أكبر للشباب والفتيات، بالاضافة الى تنفيذ مشاريع تنموية تهدف إلى تحسين حياة المواطنين، والتركيز على تطوير المناطق الريفية وتحسين مستوى المعيشة..منوهة ان ثورة ٢٦ سبتمبر أسست لبنية سياسية جديدة، مما أتاح مجالاً أكبر للمشاركة السياسية للمرأة في مختلف المناصب القيادية.
واوضح محمد سعيد، ان ثورة ٢٦ سبتمبر اهم محطة وطنية في تاريخنا، وأرقى واسمى انتصار يمني ضد الكهنوت، وألقها يتجدد في كل يوم وكل حين باحداثها ورموزها"..مؤكداً ان احتفاء ابناء الشعب اليمني بذكرى الثورة منذ اطلالة سبتمبر وفي وقت مبكر هو ادراك لقيمة ٢٦ سبتمبر اكثر من اي وقت مضى لايماننا العميق بالمنجز التاريخي والامنيات بعودة هذه الذكرى لتنذكر الصحو الوطني الخالص للثورة التي تمكنت من دحر نظام جثم على صدور ابناء الشعب اليمني لقرون ولم يخلف الا الفقر والمرض والجهل والظلم.
لاشك، ان ثورة ٢٦ سبتمبر، حلت بالانوار والحياة في كل جوانب الحياة من خلال التعليم والفن والرقي الحضاري والحريات وحق المواطنة وصياغة الروح الوطنية الجامعة نحو اليمن الكبير، ويقول محمد سعيد "نتذكر اليوم سبتمبر باسى وأمل وحنين الفاقد للدولة والمتوهج لصنع احلام جديدة تواكب الحياة وتعيد اليمني إلى الصدارة..مؤكداً ان القمع والاستبداد لاينتج سوى الذل والهوان، وتظل الحرية مفتاح لكل شيء أصيل والمواطنة المتساوية.
ويوضح الشاب علي العقيلي، ان من أهم الانجازات التي حققتها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي الحرية والمساواة والتعليم..مشيراً الى ان الاجداد الذين واكبوا فترة الامامة حرموا من التعليم..لافتاً الى انه في عهد الامامة كان المواطن يقطع مسافات طويلة كي يحصل على مواطن اخر يقرأ ويكتب له رسالة أو وثيقة شرعية.
ويقول العقيلي "بعد قيام ثورة ٢٦ سبتمبر حدثت نهضة في التعليم، وأصبحت هناك مدارس حكومية منتشرة في اليمن، وتحققت هذه النهضة بفضل الجمهورية، وهناك العديد من الانجازات التي تحققت للشباب بقيام ثورة 26 سبتمبر، لكن أرى من أهمها التعليم الذي كان منعدم في عهد الامامة".
واختتم العقيلي في حديثه لوكالة الانباء اليمنية (سبأ)، ان احتفال ابناء الشعب اليمني بهذه الثورة واهتمامهم بها من وقت مبكر، يكشف مدى ادراكهم بأهميتها والدور الذي لعبته في تحقيق حياة كريمة.
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر