يتزايد خلال السنوات الاخيرة الزخم الشعبي للمواطنين صغاراً وكباراً في كل ربوع الوطن، في الاحتفاء بالذكرى السنوية لثورة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م، وبأشكال وفعاليات متعددة.

وبدأ اليمنيون هذا العام الاحتفاء بالذكرى الـ ٦٢ لثورة ٢٦ سبتمبر بوقت مبكر مع بداية شهر سبتمبر، وهو ما يعكس تعاظم هذه الثورة الخالدة في نفوس اليمنيين، وتأكيدهم التمسك بها ومبادئها وادراكهم بخطر مشروع مليشيات الحوثي الذي يستهدف ثورة ٢٦ سبتمبر ومنجزاتها، واعادة الشعب اليمني الى عهود العبودية والظلام والكهنوت.

ولقد مثل هذا الزخم الاحتفائي بثورة ٢٦ سبتمبر، تعبيراً للشعب عن مقاومتهم للمليشيات ومشروعها رغم الترهيب والتنكيل والاعتقالات والبطش بكل من يحتفل بهذه الثورة من قبل المليشيات في مناطق سيطرتها، حيث يؤكد الباحث سمير مريط، إن أهم الإنجازات التي حققتها ثورة ٢٦ سبتمبر هو القضاء على الاستعباد الكهنوتي السلالي الامامي الذي استمر لأكثر من ألف سنة وتحقيق مبدأ المساواة بين أفراد المجتمع اليمني والتحول إلى النظام الجمهوري وهو إنجاز عظيم ويأتي في مقدمة الانجازات الأخرى في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية لأنه قضى على حكم سلالي امامي يدعي الحق الإلهي والحكم بإسم الله وهذا من أخطر أنواع الحكم لأي بلد في العالم ولا يأتي من ورائه الا البلاء والمصائب وكل ما تحقق من خير للشعب اليمني هو نتاج لهذا الإنجاز.

وقال مريط " ثورة 26 سبتمبر تعني لي اليوم الذي ولد فيه جميع اليمنيون، وهو تاريخ ميلاد وطن وهو ثغرة في جدار الزمن نقلت اليمنيين من العصور الوسطى إلى العصر الحديث، وهو انصع يوم في تاريخ اليمن واليمنيين وسيبقى خالداً لكل الأجيال وهو أهم إنجاز تحقق ويجب على جميع اليمنيين الحفاظ عليه، ويدافعوا عنه بكل ما أوتوا من قوة".

واضاف الباحث مريط "بلا شك يأني حدث ذكرى ٢٦ سبتمبر وأغلب اليمنيين والجيل الذي أنا منه نشعر بالفارق الكبير اليوم بأهمية ثورة 26 سبتمبر بعد إنقلاب المليشيا الحوثية و محاولة السطو على سبتمبر ومنجزاته والإساءة إليه ومحاولة طمسه وشعرنا بقيمة هذا اليوم، وكم حقق من مكاسب بعد أن أدركنا ماذا يعني أن تعيش في ظل الاستعباد الكهنوتي الإمامي".

ويعتبر سمير مريط بأن العشر السنوات الأخيرة هي نموذج لما عاشه اليمنيون قبل سبتمبر وان الاحتفاء بسبتمر يأتي بمثابة التكفير عن العقوق للأم التي لها الفضل الكبير على أبنائها وهي مصدر سعادتهم وإلهامهم والعودة إلى طريق الصواب والشعور بالامتنان لسبتمبر وتقديرعظمته ورجاله الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هدف نبيل، ونشعر بالتقصير بحق هذا الإنجاز وبحق أولئك الأبطال ونحاول الآن أن نكفر عن ذلك التقصير ولا يكفي الاعتراف بالعرفان لـ 26 سبتمبر ولكن يجب أن يكون أيضاً سلاح بأيدينا لمواجهة السلالة الإمامية الخبيثة.

أن تزايد الزخم الشعبي خلال السنوات الاخيرة للاحتفاء بثورة 26 سبتمبر خاصة في مناطق مليشيات الحوثي رغم المخاطر التي يتعرضون لها من اعتقالات وإخفاء وتعذيب بمثابة إشارات ورسائل للمليشيات بأن الشعب مدرك لنواياها وقد تكشفت أهدافها بأن هذه السلالة تستهدف اليمنيين، في كينونتهم وحضارتهم في مبادئهم و ثورتهم التي يعتبرونها من مقدساتهم التي يرددونها في كل شعار، وهي الملاذ الأخير لكل اليمنيين والجامع الأكبر للالتفاف حولها، وهي المناسبة الوحيدة وخاصة في مناطق سيطرة الحوثيين التي يستطيعون التنفيس عن كبتهم وقمعهم طوال العام.

كما يؤكد مريط، أن أي تطرف غير محمود إلا التطرف في حب 26 سبتمبر فهو مطلوب إلى أبعد حد.. معتبراً الاحتفاء بـ26 سبتمير وتعظيمه هو أقل واجب يمكن القيام به خلال هذه المرحلة التي نعيشها ولابد من إقامة مختلف الفعاليات الفكرية والثقافية والفنية.

الحكم حكم الشعب...

ان اهم الانجازات التي حققتها ثورة 26 سبتمبر كان أولها التخلص من الحكم الإمامي الكهنوتي البغيض الذي عانى منه الشعب اليمني لمئات السنين وما صاحب هذا الحكم من جهل وتخلف وفقر ومرض وتحول الحكم إلى الشعب وذلك بإعلان اليمن دولة جمهورية في صبيحة إعلان الثورة فالحكم حكم الشعب هو من يختار من يحكمه وفق نظام ديمقراطي يعطي الشعب السلطة الأولى في اختيار حكامة ومن يديروا شؤون البلاد في كل مفاصلها بخلاف ما كان سابقاً في عهد حكم الإمامة فقد كانت السلطة والحكم فقط لأسر بعينها مستحوذة على كل مقاليد إدارة شؤون البلاد ولا يحق للشعب المشاركة في إدارة شؤون بلدهم.

أن ثورة الـ 26 من سبتمبر ميلاد أمه غيرت كل المفاهيم الضالة التي ترسخت خلال حكم الإمامة الكهنوتية في عقول الشعب اليمني واستبدلتها بقيمها النبيلة التي برزت في تفاصيلها واهم هذه القيم هي الحرية والكرامة، كما يقول مدير عام فرع الهيئة العليا للأدوية بمحافظة مأرب الدكتور عادل القردعي.

واكد القردعي في حديث لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) بمناسبة العيد الوطني الـ ٦٢ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر، ان الإحتفال بثورة الـ 26 من سبتمبر قبل انقلاب المليشيا كان احتفالاً صورياً في غالب الأمر ومفرغ من كل المعاني والقيم الثورية نتيجة رحيل الرعيل الأول من أبطال الثورة الذين صنعوا هذه الملحمة ولديهم العلم اليقين بمدى سوء الوضع قبل هذه الثورة وماهي المتغيرات الإيجابية التي أحدثتها الثورة في اليمن بعد تحققها وقيام النظام الجمهوري.

و قال "نحن اليوم نحتفل بعيد ثورة الـ 26 من سبتمبر ونعيش ماعاشه أبطال ثورة سبتمبر الخالدة بعد انقلاب مليشيا الحوثي على النظام الجمهوري والديمقراطية وسلطة الشعب وعودة الوجه القبيح للإمامة من خلال الإماميون الجدد (الحوثيون) وكأن اليمن تعيش اليوم ما قبل ثورة 26 سبتمبر فقد تحولت اليمن في مناطق سيطرتهم إلى سجن أمامي كبير يرتع فيه الجهل والخوف المرض والتخلف والظلم ، وهذا ما عزز في نفوس اليمنيين بعد انقلاب الحوثي المشؤوم أهمية وقيمة ثورة الـ 26 من سبتمبر وأهمية الإحتفال بها ومقارعة الإماميين الجدد وتحقيق أهدافها بدحرهم وتحرير البلاد من رجسهم وترسيخ أهميتها في عقول وقلوب الكبار والصغار حتى لا تعود اليمن إلى الجهل والتخلف والمرض والظلم" .

واشار القردعي، الى إن ما يعانيه الشعب اليمني من ظلم وفقر وقمع حريات في ظل حكم مليشيا الحوثي أعاد إلى النفس اليمنية الإدراك بمدى أهمية ثورة الـ 26 من سبتمبر و أهمية الحفاظ عليها والاحتفال بها لترسيخها في نفوس الاجيال، وأن الإحتفال بذكراها يعد تأكيداً على رفضهم الصريح لحكم المليشيات الحوثية بكل وسيلة من وسائل الرفض السلمي بعد ان ثبت و بما لا بدع مجالاً للشك بأن هذه المليشيات ليست إلا إمتداداً للحكم الإمامي الكهنوتي البغيض، الذي قامت عليه الثورة السبتمبرية الخالدة والتي كانت استحقاقاً لابد منه لإعادة اليمن إلى موضعه الطبيعي الذي كان في طليعة البلدان ، فقد قامت فيه حضارات نافست أعظم ممالك وحضارات العالم.

ويرى الدكتور القردعي، أن الإحتفال بأعياد الثورة في مناطق سيطرة المليشيات أصبح خيار ودليل وعي رغم القمع والإخفاء والقتل والاعتقال والتعذيب، وبرهان دامغ على نضوج شعبي وادراك جمعي بأن الانقلاب الحوثي انقلاب على الثورة والنظام الجمهوري وانقلاب على الشعب لإعادتة إلى عصور التخلف والظلم والجوع والفقر والجهل وهذا ما لن يقبله الشعب مهما كانت النتائج.