تستمر حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في الدفع بعجلة البناء والإعمار في العاصمة المؤقتة عدن، إلى الأمام وبوتيرة عالية، ترجمة لتوجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.

فما شهدته اليوم العاصمة عدن من افتتاحات لعدد من المشاريع الإعمارية لمؤسسات الدولة، خير دليل على ذلك بعد تدميرها الشبه كلي في الحرب الظالمة من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.

وزارة التربية والتعليم

ولما يمثله التعليم من أهمية كبيرة لعملية البناء والتنمية وتقدم وتطور المجتمعات، بدأت الحكومة وبجهود رئيسها اليوم في العاصمة المؤقتة عدن في السير قدما للنهوض بعملية التعليم في البلاد وانتشاله من وضعه السابق والذي طغى الجهل عليه وبنسبة كبيرة تصل لأكثر من 70%.

حيث افتتح دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، لمبنى وزارة التربية والتعليم، في مدينة الشعب بالعاصمة المؤقتة عدن، والذي كان في استقباله وزير التربية الدكتور عبدالله لملس وعدد من الوزراء وقيادات وزارة التربية.

وعقب قص الشريط ايذانا بالافتتاح الرسمي لمبنى وزارة التربية والتعليم وتدشين العمل فيه، طاف الدكتور بن دغر، في اقسام المبنى، واستمع الى شرح من قيادتها عن الأعمال التي تم انجازها خلال الفترة الماضية وخططها المستقبلية.

وشدد رئيس الوزراء، على ضرورة الاهتمام بالتعليم الذي يأتي في طليعة الاولويات الحكومية، باعتباره الطريق الوحيد لصناعة حاضر مشرف ومستقبل واعد، وبناء اليمن الاتحادي الجديد الذي نطمح اليه.. مشيرا الى ان التعليم المتطور هو الكفيل بتحقيق النهوض الحقيقي للوطن.

ووجه الدكتور بن دغر وزارة التربية بالتركيز على اصلاح العملية التعليمية بجوانبها المختلفة، من اجل الحصول على جيل متوازن في أفكاره، متعايش مع بيئته محب لوطنه، متسلح بالعلم ويمتلك من المهارات التي تؤهله للاضطلاع بدور حيوي في خدمة المجتمع والوطن وتحقق له في الوقت نفسه سبل العيش الكريم.. لافتا الى ضرورة بناء شراكة حقيقية مع القطاع الخاص ومختلف القطاعات المرتبطة بالعملية التربوية والتعليمية والتجارب الرائدة العربية والدولية في هذا المجال لتحقيق نهوض حقيقي في التعليم.

وأكد أن الأمم والدول التي تقدمت وحققت نهضة شاملة في زمن قياسي كان مفتاحها الأساسي في ذلك هو الاهتمام بالتعليم.. مجدداً تأكيده ان الحكومة، ستقدم كل الدعم والاهتمام اللازم من أجل النهوض بالتعليم وتنفيذ الخطط التي من شانها احداث نقلة نوعية وملموسة في صناعة اجيال المستقبل وعماد نهضة الوطن ومستقبله المشرق.

واستمع رئيس الوزراء، الى شرح من وزير التربية والتعليم عن مجمل المهام والاعمال التي تنفذها قطاعات الوزارة المختلفة.. معربا عن تقديره وشكره رئيس الوزراء لما يقدمه من دعم واهتمام بالقطاع التربوي والتعليمي.

كما اطلع على الاستعدادات الجارية لإقامة الحفل التكريمي الكبير لتكريم أوائل الجمهورية على مستوى جميع محافظات الجمهورية بما فيها تلك التي لازالت تحت سيطرة المليشيا الانقلابية.

وزارة الداخلية

وكما للتعليم أهمية كبرى في عملية تقدم أي بلد، كذلك هو الحال مع الأمن والاستقرار، ولهذا شرعت الحكومة في العمل على قيام المؤسسة الأمنية بدورها كاملا ودون انتقاص في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع.

وتوج ذلك العمل، اليوم بافتتاح رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، المرحلة الأولى من مجمع وزارة الداخلية في مديرية خورمكسر بالعاصمة المؤقتة عدن، حيث كان في استقباله وكيل وزارة الداخلية اللواء عبدالله جابر وقيادات الوزارة والمصالح والأجهزة التابعة لها.

وتجول الدكتور بن دغر مع مرافقيه في أقسام المجمع، الذي سيضم كل الإدارات العامة والأقسام لوزارة الداخلية ليكون مقرا وديوانا عاما للوزارة في العاصمة المؤقتة عدن، وما يمثله ذلك من أهمية في دعم التنسيق الأمني والعملياتي لحفظ الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة.

وأشار رئيس الوزراء، الى الأهمية التي يكتسبها افتتاح هذا المجمع، لتفعيل أداء الأجهزة الأمنية ومتابعتها ميدانيا وتنسيق العمليات وتوحيد القرار الأمني، بما يسهم في قيام المؤسسة الأمنية بدورها كاملا ودون انتقاص في الحفاظ على الامن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع.

وثمن الدكتور بن دغر، التضحيات الجسيمة التي يقدمها ابناء المؤسسة الامنية والدور المعول عليهم في هذه المرحلة الاستثنائية الصعبة من تاريخ الوطن، لكسر شوكة الارهاب واحباط المخططات الرامية الى افتعال المشاكل والاختلالات الامنية في محاولة يائسة للنيل من جهود الحكومة الشرعية بمختلف مؤسساتها لتطبيع الأوضاع.. مؤكداً ان نجاح الحكومة في اداء واجباتها والتزاماتها تجاه تقديم الخدمات الاساسية للمواطنين، يرتبط بشكل اساسي بتحقيق الامن والاستقرار وهي المهمة التي تقع على عاتق وزارة الداخلية واجهزتها وجميع منتسبيها، ويقف ورائهم بالدعم والاسناد كل المواطنين المخلصين والحكومة، باعتبار الامن مسؤولية جماعية.

وأشار الدكتور بن دغر الى أن غياب الأمن يعني فقدان دور الدولة وانتشار الفوضى والاضطرابات، وهذا ما لن نسمح به، ونعمل بكل جهد على دعم المؤسسة الامنية الوطنية للقيام بدورها في تثبيت الامن والاستقرار ومحاربة العناصر الارهابية اينما وجدت.. لافتا الى ان الاحداث الامنية الاخيرة المفتعلة هنا وهناك لن تحقق غايتها وسيتم التصدي لها ولمخططاتها وملاحقة عناصرها، بجهود الاجهزة الامنية وتعاون المواطنين.

ووجه رئيس الوزراء، وزارة الداخلية بعمل كل الاجراءات اللازمة لتسهيل الخدمات التي تقدمها المصالح والهيئات التابعة لها للمواطنين.

كما افتتح رئيس الوزراء، قاعة النصر في مجمع وزارة الداخلية، وحضر الحفل الذي اقيم فيها برعاية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة اليوبيل الذهبي لذكرى الاستقلال المجيد 30 نوفمبر.

وفي الحفل الذي بدأ بالسلام الوطني ثم اي من الذكر الحكيم، ألقيت عدد من الكلمات عبرت عن عظمة واهمية المناسبة التي توجت انتصارات اليمنيين بجلاء اخر جندي بريطاني وتحقيق الاستقلال الناجز.. وجددت الكلمات التأكيد على وقوف المؤسسة الأمنية بجميع منتسبيها مع قيادة الدولة الشرعية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والحكومة، حتى استكمال انهاء الانقلاب والبدء بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبناء اليمني الاتحادي الجديد الذي يحقق تطلعات جميع اليمنيين ويرتكز علي قيم العدالة والمساواة وتجاوز سلبيات الماضي في المركزية والاستحواذ على السلطة والثروة.

مكافحة الإرهاب والانقلاب

"يد تبني ويد تحارب".. هذا هو الحال مع حكومة الدكتور بن دغر، والذي لطالما أكدت عزمها على قيادة كل معارك البلاد سواء كانت معارك البناء والإعمار، أو معركتها مع الإرهاب والانقلاب.

وما أنجزته الحكومة اليوم لا يستهان به، وهو ما كشف عنه الدكتور بن دغر خلال زيارته اليوم، قيادة قوات التحالف العربي بعدن حيث كان في استقباله قائد قوات التحالف العميد أحمد ابو ماجد وقائد القوات الإماراتية العميد مسعود المزروعي.

وفِي بداية اللقاء الذي حضره الأمين العام لمجلس الوزراء حسين منصور، أشاد رئيس الوزراء بالتضحيات الكبيرة لقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة لعودة الشرعية وإنهاء انقلاب الحوثي وصالح ووقف التمدد الإيراني في المنقطة.

وقال رئيس الوزراء "بالعمل المشترك استطعنا تحقيق النصر وهزيمة الانقلاب وتحرير أكثر من 85 بالمائة من الارض وما كان هذا ليتحقق لولا فضل من الله سبحانه وتعالى والتحالف العربي الذي قدم الدعم والإسناد لجيشنا الوطني والمقاومة الشعبية وتحمل عنا عبء المعركة التي فرضت علينا وعلى شعبنا، وامتنا العربية، دفاعاً عن مصالحها المشتركة وأمنها القومي.

وأضاف "أن الحكومة وبدعم التحالف العربي ماضية في محاربة الارهاب وتجفيف منابعه ومطاردة عناصره اينما وجدت".. مشيداً بالانتصارات التي تحققت في محافظة ابين وشبوه ضد التنظيم مؤخرا.. مندداً بالأعمال الاجرامية التي تقوم بها خلايا القاعدة وداعش في سفك الدماء، وازهاق الأرواح وتدمير لمقومات الدولة والأمن في اليمن والعديد من الدول العربية .

من جانبه رحب العميد ابو ماجد بزيارة رئيس الوزراء إلى مقر قوات التحالف العربي.. مؤكداً بأن قوات التحالف ماضية وحتى تحقيق أهدافها الرئيسية وهي استعادة الدولة وانهاء الانقلاب.. منوهاً إلى بعض المهام التي قام بها التحالف مؤخرا في مواجهة مليشيا الحوثي وصالح وتنظيم القاعدة الارهابي.

وأشار إلى بعض المشاريع الخدمية والتنموية التي نفذها الهلال الأحمر الاماراتي والتي سينفذها خلال المرحلة المقبلة.

وتطرق اللقاء إلى عدد من المواضيع الهامة على الصعيد العسكري والأمني بهدف التنسيق وتحقيق الأهداف في عدن والمحافظات المجاورة لها، ومنع الإرهابيين من النيل من أمن المواطن في العاصمة المؤقتة وبقية المحافظات المحررة.

ختاما

ما تشهده اليوم العاصمة المؤقتة عدن رغم بعض المنغصات، دليل جهود كبيرة تبذل من حكومة بن دغر وبتوجيهات من الرئيس هادي، وما لاحظه الجميع أمس من عملية إعادة الإعمار والبناء في مرحلتها الأولى لمنازل المتضررين من الحرب في عدن، أثلج الصدر وبعث للقلوب الأمل من جديد، في المضي قدما لإعادة عدن وكل المحافظات المحررة إلى سابق عهدها وأفضل من ذلك.