منذ وصول رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، إلى العاصمة المؤقتة عدن، بعد زيارة قصيرة إلى السعودية، ودولته يناقش عن قرب عدد من الاحتياجات الخدمية لعدد من المحافظات المحررة، بناء على توجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية.

ولعل الجميع يدرك مدى الكم الكبير من المشاكل المتراكمة لعقود ماضية، ناهيك عن ما أحدثته حرب المليشيا الانقلابية من دمار هائل في الممتلكات العامة والخاصة، والتي يحتاج لها من الوقت ما يكفي لبنائها وإعادة إعمارها.

ومع كل ذلك لاحظ الجميع وبعد تحرير العاصمة المؤقتة عدن، كم تباطأت بقصد أو بدون قصد الحكومة السابقة عن المضي في إعادة إعمار ما يمكن إعماره، بل لم تكلف على نفسها يوما أن تبعث برسائل تطمين لأبناء المحافظات المحررة، وأن تقف إلى جوارهم في الشدة والرخاء.

واليوم ما نلحظه هو العكس تماما في ظل قيادة الدكتور أحمد عبيد بن دغر للحكومة، والذي لم تتوانى يوما في المضي في إعادة إعمار هذه المحافظات، إلى جانب اهتمامهما في تحرير ما تبقى من الوطن.

وفي هذا التقرير، تسلط أسرة "الأحرار نت" الضوء على نشاط دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، في ثلاث محافظات جنوبية، وما تمخض من اجتماعاته بقيادة السلطات المحلية فيها من نتائج طيبة تعود بالنفع الكبير على أبناء هذه المحافظات ممن عانوا الأمرين نتيجة تقلبات الحقبة السياسية على مدى عقود من الزمن.

وهنا يختلف الاهتمام من مسؤول إلى آخر، فاهتمام دولة رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر، بتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وصل إلى درجات كبيرة، وساعات كثيرة تخطت أوقات دوامه الرسمية، فتجده يلمس عن قرب وفي اجتماعات منفصلة، مشاكل هذه المحافظة وما إن ينتهي من عمل ما يلزم، ينتقل إلى المحافظة الأخرى، مع استمرار تأكيده بأن أعمال التطبيع وجهود الحكومة لن تتأخر عن باقي محافظات البلاد المحررة.

أبين

بعد عودة الدكتور بن دغر إلى عدن قادما من الرياض، بشر الجميع بأن عام 2018 سيكون عام للتنمية في المحافظات المحررة، ولعل أولى براهين ذلك اجتماعاته المكثفة والتي يؤكد فيها على قيادات السلطات المحلية بضرورة تكثيف الجهود وإعداد الدراسات والخطط ورفعها إلى الحكومة والتي بدروها ستقوم بعملية التمويل بأعلى معايير البناء والتنمية.

وشهد اجتماع الدكتور بن دغر، أمس الخميس، مع قيادة السلطة المحلية لمحافظة أبين وأعضاء المكاتب التنفيذية وقيادات اتحاد نساء اليمن، جملة من القرارات والتوجيهات المهمة والتي تنصف أبناء هذه المحافظة المناضلة.

حيث وجه رئيس الوزراء بالبدء الفوري بإنشاء محطة كهرباء بقدرة 30 ميجاوات، لكهرباء أبين لمواجهة الصيف القادم، وتأهيل المباني الحكومية في المحافظة التي تضررت من حرب المليشيات وعناصر تنظيم القاعدة.

كما وجه بتأهيل مراكز الشرطة، وإعادة تشغيل إذاعة أبين، والمشاريع المتعثرة وتأهيل الملعب الرياضي، ودعم الصيادين بـ 100 مليون ريال يمني للقوارب والمشاريع الخدمية الأخرى.

وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة رصدت مبالغ كافية لإعادة إعمار مديرتي خنفر وجعار، وعلى مكتب الأشغال العامة تقديم الدراسات للبدء باعتماد مشاريع إعادة الأعمار في المديريتين.

وأشاد رئيس الوزراء بالأداء المشرف لمحافظ أبين والمكاتب التنفيذية قائلاً " بأن فخامة رئيس الجمهورية والحكومة يتابعان باهتمام نتائج الأعمال التي تقوم بها قيادة السلطة المحلية بالمحافظة في تطبيع الأوضاع الأمنية وتنفيذها للمشاريع الخدمية التي وجهت الحكومة بتنفيذها خلال العام المنصرم 2017".

وأضاف "إن أبين محافظة مهمة لأبنائها ولمحيطها الجغرافي وللعاصمة المؤقتة عدن، وأن الاستقرار في أبين هو استقرار لعدن، وستحظى بمزيداً من الاهتمام بدعم المشاريع الخدمية في ميزانية الحكومة في العام 2018".

من جانبه أكد محافظ أبين، أن حقل الري، وبدعم من الحكومة ودولة الكويت الشقيقة أصبح جاهز لضخ المياه للعاصمة المؤقتة عدن خلال الأيام القليلة القادمة، الأمر الذي سيؤدي إلى تخفيف نقص المياه في عدن.

لحج

وفي الأسبوع الماضي، وقف رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أمام احتياجات وهموم المواطنين في محافظة لحج، وناقش مع قيادات السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية، الأوضاع الخدمية وحاجة المحافظة من المشاريع التنموية في أطار الميزانية العامة للدولة للعام الحالي٢٠١٨.

وبناء على ذلك، أصدر الدكتور بن دغر، جملة من التوجيهات، تضمنت توجيها لوزارة الكهرباء بتوفير الطاقة الكاملة والبحث في الحلول على وجه السرعة، كما وجه وزارة الصحة العامة والسكان بعمل حملات توعية، بمخاطر الأمراض التي تفتك بالمواطنين، وأهمية الوقاية منها.. مؤكدا استمرار الحكومة بتزويد المستشفيات بالمشتقات النفطية ومعالجة نقص الكادر الطبي في مستشفيات المحافظة وبمختلف التخصصات الطبية.

ووجه رئيس الوزراء بضرورة التنسيق ووضع الحلول المناسبة لمعالجة نقص الكادر التربوي، وترميم المدارس التي تضررت من أثار حرب مليشيا الحوثي على الدولة.. مشدداً عل ضرورة سرعة تنفيذ المشاريع القديمة والجديدة التي اعتمدتها الدولة، وترميم وإعادة بناء المنشآت الحكومية التي طالها دمار حرب المليشيا.

وأقر بصرف مبلغ مائة مليون ريال يمني لمعالجة الأولويات العاجلة في قطاع المياه وتحريك مشاريع المياه المتعثرة وإعادة تأهيل آبار المياه.. موجهاً بصرف مائة مليون ريال لصندوق النظافة والتحسين لشراء أدوات وآليات ومعدات النظافة، ودعم موظفي صندوق النظافة والتحسين بمبلغ عشرة مليون ريال يمني رواتب شهرين.

ووافق رئيس الوزراء على قرار تثبيت عدد ستين من الموظفين المتعاقدين الذين حصلوا على فتوى التوظيف وصدر لهم التعزيز المالي، كما كلّف رئيس الوزراء، وزيرا الزراعة والأشغال تطبيق نموذج تجربة محافظة الضالع بمكافحة الجفاف في المناطق الجبلية من خلال البرك الخاصة بحصاد مياه الأمطار.

الضالع

والنشاط ذاته مع محافظة الضالع، والتي حظيت هي الأخرى بجملة من التوجيهات للدكتور بن دغر، وصلت لأكثر من 200 مليون ريال.

حيث وجه دولته بصرف ١٢٠ مليون ريال لصندوق صيانة طريق قعطبة نقيل الضالع، واعتماد صرف عدد الفي كرسي لمدارس محافظة الضالع ضمن اهتمامات الحكومة ودعمها لقطاع التعليم ولأبنائها الطلاب، بالإضافة إلى صرف عشرين مليون ريال لجمعية المعاقين وعدد خمسين كرسي مقدمة من وزارة الصحة العامة والسكان، وأربعة عشر مليون ريال لصالح الشباب والرياضة، وخمسين مليون ريال لشراء معدات لمكتب الأشغال.

كما وجه رئيس الوزراء بسرعة استكمال ضم أسماء من تبقى من الشهداء والجرحى إلى كشوفات الراتب أسوة بغيرهم في بقية المحافظات، منوها إلى صمود المحافظة في كل الظروف المختلفة، ومشيراً إلى أن الجميع في حالة مواجهة شاملة ومفتوحة مع مليشيا الحوثي الإرهابية ويجب التمسك والتوحد لمواجهة صلف العدو وأن يكون الجميع قوة ويد واحدة.

ختاما

هكذا تستمر حكومة الدكتور بن دغر، في خلق عملية مستمرة من البناء والإعمار دون توقف أو انهزامية للصعوبات المصاحبة، ورغم ظروف الحكومة المالية نتيجة نهب المليشيا لاحتياطيات البلاد من العملة الأجنبية، وبقاء سيطرتها على ما يقارب 70% من موارد الدولة.