- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
وفي سابقة هي الأولى من نوعها في ساحات المحاكم اللبنانية حكمت قاضية التحقيق في مدينة طرابلس (شمال) جوسلين متى الجمعة الماضية، على 3 شبان مسلمين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا دخلوا كنيسة مهنية منجز في إقليم عكار (يبعد نحو 10 كم عن طرابلس) وأساؤوا لتمثال "السيدة مريم العذراء"، بحفظ أجزاء من سورة آل عمران، تمجد السيدة مريم.
وكانت الأحكام السابقة في مثل هذه القضايا تتراوح بين العقوبة المالية أو السجن لبعض الوقت.
حكم تأهيلي
وأشاد رجال دين مسلمون ومسيحيون بجرأة القاضية متى التي أصدرت الحكم.
وقال القاضي الشيخ خلدون عريمط رئيس المركز الإسلامي للدراسات والإعلام (يتبع دار الفتوى اللبنانية) إن الحكم تأهيلي، يساعد على تأهيل الشبان الثلاثة، ويكشف للمواطنين مقام الأنبياء والرسل عند المسلمين، فالرسالات السماوية واحدة والدين واحد، والاختلاف هو فقط في طريقة تطبيق الشرائع.
واعتبر أن الحكم بحفظ آيات قرآنية يثبت مكانة السيدة مريم والسيد المسيح في الإسلام، ويظهر لغير المسلمين عقيدتنا الحقيقية التي تبشر ولا تنفر.
وأضاف "مثل هذه الاحكام تلعب دورا أساسيا في ترسيخ العيش المشترك لا سيما أن لبنان متنوع بمذاهبه وطوائفه".
ميزة فريدة
ولم يقتصر الترحيب بالحكم الاستثنائي على رجال الدين، بل تعداه الى السياسيين، فقد اعتبر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" أن الحكم قمة في العدالة وتعليم المفاهيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين".
وأثنى مارون العمار مطران صيدا ودير القمر للموارنة (يشكل المسيحيون الموارنة نحو 22 بالمئة من سكان لبنان المنقسمين إلى عدة طوائف) على الحكم، قائلا "لا يمكننا إلا أن نرحب بمثل هذا الحكم، فالذي يهين السيدة العذراء كالذي يهين أمه، فهي مقدسة عند المسيحيين والمسلمين".
واعتبر أن لبنان قائم على العيش المشترك واحترام المعتقدات والمقدسات السماوية، والجميع يسعى للحفاظ على هذه الميزة الفريدة.
منطلق التشريع
وفيما يتعلق بالرأي القانوني لحكم متى قال الدكتور في القانون شفيق نعمة إن الكثيرين يرون أن الحكم يرتكز على معطيات واعتبارات سياسية ووطنية واجتماعية متعلقة بالعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في بلد تعددي مثل لبنان أكثر مما هو قرار قضائي مبني على حيثيات قانونية بحتة.
وتابع "نحن نخالف نظرة هؤلاء الذين ينسون المنطلق الأساسي لكل تشريع وقانون ألا وهو الإنسان والقيم الإنسانية والخير العام".
وأضاف "صحيح أن النص القانوني الجزائي البحت يأمر بعقاب من يرتكب جريمة أو اساءة بحق الآخرين، ولكنه صحيح أيضا أن الغاية النهائية من النص العقابي الجزائي هي خير المجتمع ومصلحة الإنسان العليا".
ورأى نعمة أن القاضية متى حملت الشبان الثلاثة بحكمها عليهم بحفظ سورة "آل عمران"، على أن يكتشفوا خطأهم وسوء فهمهم لدينهم وإساءتهم له قبل الإساءة إلى الدين المسيحي أو مشاعر المسيحيين.
ولم يتسن الحصول على تصريح من القاضية حيث أنه مبدئيا غير مصرح للقضاة في لبنان بالتعليق على أحكامهم في الإعلام.
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر