- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
بحذاء رياضي وسروال جينز وشعر مربوط، يلقي الشاب نظرة على هاتفه الذكي كسائر أترابه، مهتما في الوقت عينه بقطيعه في المراعي الخضراء لجزيرة ليدينغو في ستوكهولم.
ويقول "كان لدينا الكثير من رؤوس الماعز والأغنام.
لذا، عندما وصلت إلى ليدينغو أردت تقديم مساهمتي وتعلم القليل من السويدية". وبات حاليا يتحدث لغة بلده الجديد بطلاقة.
وقد وفر مدرّسه اتصالا له مع هنريك بونتن رئيس جمعية "غت توغيذر"، في تسمية تنطوي على تلاعب لفظي مع الترجمة السويدية لكلمة "ماعز" التي تلفظ "غت".
الاندماج في المجتمع
وقد أنشأ بونتن هذه الجمعية سنة 2016 للحفاظ على نحو مئة جنس من الماعز مهددة بالانقراض ولا يزال الحليب الذي تنتجه مستخدما في صنع الجبن في مصنع في ليدينغو.
لكن الهدف أيضا يكمن في مساعدة طالبي اللجوء في السويد البلد الذي استقبل سنة 2015 أكبر عدد من اللاجئين في اوروبا نسبة لعدد السكان.
ويوضح بونتن أن طالبي اللجوء هؤلاء يمكنهم بفضل تربية المواشي "الاندماج في المجتمع والتعرف على أشخاص جدد في السويد".
ويضيف "هم يتمتعون بكفاءة عالية ويساعدوننا على أن تبقى السويد جميلة".
ويشكل الأفغان وبفارق كبير أكبر عدد من طالبي اللجوء القصّر غير المصحوبين بذويهم في السويد.
وفي نهاية مسار يستمر في المعدل سنة ونصف السنة، يحظى أكثرية هؤلاء على موافقة لطلباتهم بحسب أرقام الوكالة السويدية للهجرة سنة 2016.
ومن أصل حوالي 1600 طلب لجوء من قصّر أفغان مرسلة منذ نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تم رفض حوالي 500.
وحذرت الوكالة السويدية للهجرة في يوليو/تموز من أنه "على رغم التدهور التدريجي" في الوضع الأمني في بلدهم، لن يحظى جميع الأفغان "بحماية منهجية في السويد"، مشيرة إلى أن بعض الولايات الأفغانية مثل بنشير وباميان ودايكندي باتت "أقل خطرا".
الهروب او الموت
حنيف متحدر من ولاية هلمند (جنوب) الخاضعة لسيطرة طالبان. وهو وصل إلى السويد قبل سنة وسبعة أشهر.
ويروي الشاب أن والده قتل لأنه رفض الالتحاق بصفوف مقاتلي طالبان.
وقد ساعده عمه على الفرار.
ويضيف بعينين دامعتين "تلقيت اتصالا الصيف الماضي يعلمني بأن مقاتلي طالبان قتلوا عمي أيضا".
وهو بات يعيش في ليدينغو السكنية الراقية في ستوكهولم على بعد عشرين دقيقة بالسيارة من المزرعة. وعندما يكون للشاب وقت فراغ بعد المدرسة، يغتنم الفرصة في أكثر الأحيان للاهتمام بقطيعه من الماعز.
هذا النشاط الذي يمارسه كمتطوع في تربية الماشية أكثر سهولة في السويد منها في افغانستان حيث كان يتعين عليه خلال الطفولة اجتياز كيلومترات طويلة لرعاية مواشيه.
محمد علي محمدي ابن الخامسة عشرة فر هو أيضا من أحد معاقل طالبان وهي ولاية وردك للانتقال إلى السويد.
ويوضح الفتى "ثمة معارك كثيرة هناك لذا قررت الفرار. إذا ما ذهبتم إلى هناك فإنكم ستموتون".
ووصل محمد إلى البلد الاسكندينافي في الفترة عينها لوصول حنيف من دون أي معرفة بينهما. وهو لا يزال ينتظر الحصول على صفة لاجئ للبدء بحياة جديدة بعيدا من الحرب.
وتتيح له تربية المواشي توظيف مهاراته.
ويقول "أعرف كيف أعتني بالماعز لأني معتاد على الحياة معها".
السويد وجهة مفضلة لدى الشباب من طالبي اللجوء بسبب نظام التعليم المجاني والمساعدات المقدمة لهم.
ويسعى حنيف الذي لم يرتد يوما المدرسة في افغانستان، للتعلم في السويد، لكن "لا أعلم حتى ما اذا كنت سأتمكن من البقاء هنا أم لا" على حد قوله.
أما محمد علي فيتردد على مدرسة سويدية، وهو يحلم في أن يصبح طيارا.
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر