مرت على عدن أيام صعبة جدا، كان الجميع في غنى عنها، لولا المقامرون الذين باتوا يقتاتون على دماء أبناء المدينة ومعاناتهم، تحت حجج واهية لا أساس لها من الصحة وأغلب أبناء المدينة باتوا يعرفون ذلك.
شخصيا لم أكن أتوقع أن يستحوذ بن دغر يوما على حديث الشارع هنا في عدن وعلى مجالسها وبعض المقاهي ومرتاديها البسطاء، والتي تسمع وتوتتهم في السياسة والأحداث بعفوية جميلة لا تخضع لابتزاز عنصر القوة والتي دائما ما نجدها نحن الصحافيين والناشطين في الجنوب وحتى من يحاول طرح وجهة نظره في منشور بسيط على صفحته بمواقع السوشيال ميديا.
وعلى مدى أشهر وبالتحديد بعد الصعاب التي وعد بن دغر أبناء عدن بحلها وأوفا بوعده معهم، لمس الأغلبية هنا في عدن جدية لا حدود لها من رئيس الوزراء في تعامله مع كثير من مشاكلهم، وأستيطع القول أن بن دغر بنى له قصرا من الثقة في نفوس أغلبية العدنيين، من يخضعون لعنصر قوة الطرف الخصم وتهديداته اللامتناهية ضد من يحاول التعبير عن مدى هذه الثقة الموجودة.
وعلى سبيل المثال لم أقتنع بفكرة إخفاء صورة ملف حساباتي في مواقع التواصل، ولكن ضغطا رهيبا من الأسرة قادني إلى هذا الأمر خشية على حياتي، وبعد جدل واسع انتزعت حقا بسيطا وهو الاكتفاء بذكر اسمي ولقب الأسرة، وهو اللقب الذي يعاني كثيرا هنا في عدن عندما يكون صاحبه يحمل رأيا مغايرا عن آراء ذوي القوة والتسلط.
لا أطيل عليكم، فما أحببت إيصاله للجميع في يومنا هذا الجمعة أن الكثير وهم الأغلبية من أبناء عدن بمختلف شرائحهم، هم من مناصري بن دغر وهم من يدعون في ظهر الغيب بأن يكون النصر حليفه، في كل شيء، لما يمثله لهم من عنصر اطمئنان غاب عن قلوبهم قبل التحرير وبعد التحرير، وقد يكون أيضا أتعس يوم بالنسبة لهم تلك الإشاعات المغرضة التي تصل إليهم من وقت إلى آخر والتي تتحدث عن قرب رحيل حكومته وما إلى ذلك من الحديث "الفارغ" وأعذورني على هذا اللفظ.
وهي رسالة مني لكل الجنوبيين، عمل ما بوسعهم وبأي طريقة كانت لإيصال صوتهم المؤيد للرجل والذي لا يكفي قوله بعيدا عن الإعلام، خصوصا وأن الطرف الآخر يستخدم آلة إعلامية ضخمة تضلل وتحرف الواقع عن حقيقته، وتستخدم أيضا في الترهيب والتهديد لإسكات أي صوت يحاول إيصال الواقع كما هو.
مودتي لكم..وجمعتكم بن دغر😊😊
