أن يكون عمر حكومتك عامين وتزور حضرموت أربع مرات فلا شك أن لها في قلبك مكانة عالية ومحبة لا تعادلها محبة. وهذا ماتجسد فعلاً في زيارات الدكتور بن دغر لحضرموت منذ توليه رئاسة الحكومة في أبريل 2016م.
ومنذ ذلك الحين وحضرموت تحقق قفزات نوعية في إطار دولة اليمن الاتحادي الجديدة التي أرسى دعائمها اليمنيون واختطوا أُسسها بإجماع وطني منقطع النظير من خلال مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي تبلورت رؤاه خلال أشهر من مداولات جادة لنخبة من اليمنيين بشتى مشاربهم وفئاتهم ومناطقهم وانتماءاتهم فكانت مخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل عبارة عن عصارة فكر مميزة لنخبة مميزة قل أن يجود الزمان بمثلها وظرفها.
حضرموت الحاضرة في وجدان كل اليمنيين قاطبة، كانت حاضرة بقوة في وجدان وقلب وذهن الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي آمن بضرورة تحقيق مخرجات الحوار الوطني الشامل على أرض الواقع، وأصدر قراراً جمهورياً باعتماد الستة الأقاليم التي تمثل اليمن الجديد، اليمن الاتحادي.
وتنفيذاً لذلك القرار التاريخي أعلن دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر من داخل حضرموت، في زيارته السابقة، ميلاد إقليم حضرموت الواسع الذي يشمل محافظات: شبوة، حضرموت، المهرة، سقطرى.
ومنذ ذلك الحين ودولته يحرص على تكرار زيارة حضرموت، لما لها من حضور تاريخي وديني في وجدان كل اليمنيين، ولما تمثله من أهمية جغرافية وسياسية واقتصادية وثقافية لا تماثلها منطقة أخرى في اليمن والجزيرة العربية جمعاء. فحضرموت السبّاقة ثقافياً، والمعتدلة أخلاقياً، والوسطية دينياً، والغنية اقتصادياً، تستحق الاهتمام والرعاية الحكومية، خاصة وأنها لم تكن بمنأى عن الأحداث الجسام التي مر بها الوطن، بل شاركت وتركت بصمتها المميزة، التي تلاقي الترحاب من الجميع، في كل منعطفات الحياة اليمنية على امتداد السنوات والمراحل الزمنية المتقلبة.
لهذا كان لزاماً على حكومة الدكتور بن دغر، وهو خير من يقدر تضحيات العظماء وينزل الرجال منازلهم، أن يتم مبادلة حضرموت الوفاء بالوفاء، وأن يعود لها مراراً وتكراراً، ليس للزيارة فقط، بل زائراً ومبشراً وفاتحاً ومحتفياً وراسماً الأمل الجميل لغدٍ مشرقٍ تستحقه حضرموت المحافظة والإقليم وكل أبنائها الكرام.
حين تجد اللافتات تنتصب في حضرموت للترحيب بشخص فاعلم أن حضرموت تحبه فعلاً، فحضرموت لا تداهن ولا تكذب ولا تتزلف. حضرموت تصدق دوماً، فإما أن تكون معك أو تكون ضدك. لا تبقى حضرموت في المنطقة الرمادية ولا تستلذ المكوث فيها، وترى في ذلك منقصة كبيرة بحق ساكني تلك المنطقة الضبابية.
حضرموت هي الجوهر الحقيقي والمعدن النفيس لليمني الأصيل الذي يبوح بسجيته ويتمسك بأصالته ويطالب بحقوقه دون إفراط أو تفريط. لهذا وجدتْ مِن بن دغر كل المحبة، وبرزت على يديه مشاريع شتى في مختلف المجالات. وأثبت من خلال اهتمامه بحضرموت ومحبته لها أنه الناسك في محراب الجمال.