يتابع العالم الأحداث المتسارعة والغير مبررة التى عمقها التواجد العسكري الإماراتي في الجزيرة وزاد من حدة التوتر مع الحكومة الشرعية بعد أن فرضت الأولى سيطرة إجبارية على المطار والميناء بقوة السلاح الثقيل وطرد الحماية الأمنية والموظفين الحكوميين من أعمالهم في المطار والميناء.
الإمارات تخوض مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حربً ضد مليشيات الحوثي، لكنها في المقابل تفرض سياسة منفردة في إدارة المحافظات المحررة (الجنوبية)، لا يتلائم مع أهداف العاصفة، ويخدم فقط ما يضمن بقاء نفوذ حكام أبوظبي وسيطرتهم على القرار السياسي والعسكري والإداري في اليمن وعلى المدى الطويل.
بالأمس الأربعاء ٩ مايو، وجزءً من السيناريوهات والفعاليات السليمة والحرك المجتمعي، الذي تقوده الإمارات لتأجيج الشارع السقطري ضد الحكومة الشرعية، دعمت أبوظبي وعبر وكلائها المحليين والمواطنين الذين أعادتهم من أبوظبي، لإقامة مظاهرة متواضعة معظمها سيارات مستأجرة، إنتهجت فيها سياسة الحاجة والفاقة للموطنين وجلبتهم من مختلف مناطق الارخبيل بذرائع مختلفة للتجمهر أمام مقر إقامة رئيس الحكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، بعاصمة محافظة الارخبيل(حديبو)،
الهدف الأسمى من هذا التجمهر، كان لأجل أحداث زمخماً جماهيرياً، كما صورتها قنوات ابوظبي وسكاي نيوز، في الحقيقة استأجرت الإمارات وبواسطة وكلائها ٧٥٪ من المركبات (السيارات) الخاصة في الجزيرة، مقابل أجر يومي للسيارة الواحدة 500 درهم إماراتي لكل وسيلة تشارك في المسيرة ضد تواجد الحكومة في الجزيرة، شريطة أن تحمل السيارة سارية علم إماراتي وسارية علم الجمهورية اليمنية، أما السيارة التي تحمل مواطنين إضافيين والاعلام معهم تحصل على أكثر ومثلها للدراجات النارية التي تجوب شوارع القرى والأرياف حاملة العلم الإماراتي ومثلها للمواطنين الآخرين المشاركين الذين لا يزيد عددهم عن بضع مئات.
المثير في الأمر، بأن عدد الفتات الإماراتية (الاعلام) وصور الشيخ خليفة، انتشرت اليوم في الجزيرة اكثر من إنتشار علم الدولة، هذا الكم الهائل من الاعلام لم يخيط (يصنع) في الجزيرة أو في محافظة من المحافظات اليمنية المحررة، بل جُلب عن قصد إلى الارخبيل، تماماً كم رفعت عن قصد ساريات العلم الإماراتي على مطار وميناء سقطرى حتى اللحظة.
لا أدري، ولا اجد تفسيراً للسباق على توزيع الاعلام الإماراتية وصور القادة الإماراتيين في الجزيرة وتوزيع شرائح اتصالات إماراتية على البقالات التجاريّة لبيعهم في السوق لاستخدم النت، يجدر بالقيادة الإماراتية أن تراجع موقفها من هذا العبث المفضوح، العالم يدرك بأن السقطريين فقراء لكنهم يملكون حساً وطنياً عالي المستوى. السقطريين لم يفرطوا بهويتهم على أمتداد التاريخ وعلى كثرة الأطماع القديمة بالجزيرة التي كانت تستهوي بعض الدول الاستعمارية آنذاك. سقطرى والسقطريين لم يتغيير قيد أنمله في مبدائيهم وقيمهم النبيلة والوطنيّة في آن واحد.
استخدام الأموال، هو ما ظهر في بيان الخارجية الامريكية اليوم، أنفاق الاموال في تقويض وجود الشرعية او زعزعة وأمن واستقرار المناطق المحررة سلوك غير سوي، ويعبر عن الرغبة في الاستحواذ على حقوق و ممتلكات الغير أعني جزيرة سقطرى أو غيرها من الأراضي اليمنية المرسومة بحدودها التاريخية والجغرافية. اليمن وسقطرى لا تحتمل المزيد من الانقسامات.
سينتفض الشعب اليمني عاجلاً أم آجلاً لمحاولة الاستحواذ الإماراتي على الجزيرة، وموقف الأحزاب الوطنية المؤيدة للشرعية وبيانها المندد باحتلال المطار والميناء ليس سوى البداية، والجماهير السقطرية الهادرة التي خرجت تؤيد الرئيس والحكومة وتهتف بالروح بالدم نفديك يا يمن ستجد دعماً وطنياً كبيراً في الأيام القادمة من الشعب اليمني. وسيقول الشعب اليمني كلمة مدوية فاصلة قاطعة في هذا الشأن.
ما يزال الشارع اليمني على عهده مع الأشقاء في الإمارات، وعلى موقف الدفاع المشترك لهزيمة العدو الحوثي المدعوم من إيران أشد أعداء الأمة العربية، مايزال الشارع السقطري واليمني في عموم المحافظات محتفظً بحقه في التعبير السلمي اذا لزم الأمر، ومحترماً لقرار فخامة الرئيس المطالَب بتهدئة الموقف والتعامل معه وفق مبدأ الإخوة لا مبدأ القوة ونزيف الدماء. تحيا سقطرى والسقطريين بموقفهم، وتحيا الجمهورية اليمنية والتحالف العربي في مواجهة مليشيات إيران في اليمن الأهم والأكثر أهمية.