- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
مأرب التي كانت تحتضن كل أجداد العرب , الذين كانوا يتجمعون في يوم ما حول "سد مأرب" قبل انهياره، حتى كانت الهجرة الكبرى لسكان اليمن إلى الجزيرة العربية والعراق والشام وغيرها.
يقول التاريخ أيضا أن "سد مأرب" الذي بناه السبئيون في القرن السابع قبل الميلاد , كما أُعيد بناؤه في العام 1986م على نفقة الشيخ زايد رحمة الله عليه ، وبواسطة شركة هندسية تركية.
مأرب التي كانت حاضرة العالم ، وقبلة التاريخ ، حاول البعض ومايزال يحاول آخرون شيطنتها لعقود من الزمن مضت ، وأخرى يظنونها مقبلة, ماتزال مأرب كما هي على مر العصور، تنفض غبار كل زمن لا يطاوعها ويرفض الاعتراف بتجددها فتبهره ، واحيانا تدهشه ، وأحايين أخرى تذهله ، وفي بعضها تحيره!!
دافعت مأرب عن الجمهورية الأولى في ستينيات القرن الماضي، ودفعت ثمن كبيراً من أبنائها وأبناء اليمن عامة, واليوم بعد أن داهمت اليمن نبتة بلاد فارس الشيطانية، وحاولت أن تعيد عجلة التاريخ إلى الوراء في كل ارجاء اليمن , وقفت مأرب ، وأبت إلا أن تكون نواة الجمهورية الثانية، وبالفعل نجحت بأبناءها المخلصين وكل الأحرار الذين التحقو بهم من جميع مدن اليمن الواحد.
لقد أعطت مأرب درساً في الصمود وفي النجاح , فتلك المدينة التي كان تعداد سكانها لايتجاوز المئتان ألف بالأمس ، هاهي اليوم تحتضن ما يربو على اثنين مليون نسمة , لم تضق بهم مأرب ذرعا ، ولم يشتك أبنائها السبئيون من القادمين الجُدد, ولم يسألوا عن أصلهم وفصلهم ، ولم يذبحوا كرامتهم وكبرياءهم في النقاط عند حدود المحافظة كما يحصل في بعض المحافظات , ولم يختل الأمن ، ولم تقف التنمية ، رغم ضراوة الحرب التي تدورعلى تخوم المحافظة منذ سنوات , فهناك في مأرب يد تبني، ويد تدافع عن الوطن والشعب.
لقد كان لمحافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة الفضل بعد الله في جمع كلمة أبناء سبأ وتوحيد صفهم من الداخل بدايتاً، وكان له من الحكمة ما مكنه من الحفاظ على ديمومة واستمرار تلك اللحمة, حتى إن مدينة مأرب اليوم تزخر بالبناء والتنمية والإعمار, من كل أبناء اليمن لا من أبنائها فقط.
ومن تيسر له زيارة مأرب أو المرور بها من حين لآخر - لا شك - سيلاحظ التغير المستمر والبناء المضطرد.
فالشوارع تعبد، والاسفلت يمتد على خارطة المدينة بصورة مذهلة ، وبوتيرة عالية , والمطار في طريقه الافتتاح حين الإنتهاء قريبا من منشآته وبنيته التحتية وكافة مرافقه ، وذلك خلال أقل من تسعة أشهر،
وكذلك الشريان الرئيسي الرابط بين اليمن والمملكة العربية السعودية طريق العبر التي أُطلق عليها "طريق الموت" لسوءه وكثرة حوادث السيارات فيه جاري العمل فيها على قدم وساق, ليتزامن إنجازه مع إفتتاح مطار مأرب.
متى وجدت الإرادة الصادقة والأيدي الأمينة فهناك تجد الإنجاز , الدولة تبنى بمثل هؤلاء الرجال , رغم قله الموارد المالية التي تصل مأرب، وضعف الإمكانات ، إلا أن سلطان مأرب يقودها من نجاح إلى نجاح, بإرادة صلبة, وعزيمة لاتلين.
بالمناسبة ، وكي لا يصطاد أحدهم في الماء العكر .. نحن هنا لا نقول أنه لا يوجد هناك قصور.. ولكن بالمقارنة مع غيرها من حيث الموارد والدعم والضروف المحيطة وحالة الحرب، فنسبة القصور تعد شيئا لا يستحق الذكر.
مأرب اليوم تشكل لوحة اليمن الكبير ، وجمهورية اليمن الاتحادي بإمتياز ، وتنوع اليمن الخصب بكل من الارض والرجال.
مأرب اليمن ، حيث لا يمل الوصف من الواصفين ، ولا الواصفون من الوصف.
مأرب بكل فخر .. أضحت .. واجهة اليمن ..
هناك حيث تجد في مأرب " بلدة طيبة ورب غفور ".
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر