تشهد الحافلات «الباصات» في مدينة عدن نقاشاً طويلاً بين البسطاء من اهالي المدينة وساكنيها مع دخول الصيف المعروف بحرارته الشديدة ليتحول النقاش في بعض الاحيان، الى جدل بين الركاب مابين مستبشر بالوضع، ومطالب بمزيد من الإصلاحات .. ورغم التباينات إلا أن الجميع يعبر بنوع من الرضا لما تشهده مدينتهم من تحسن ملحوظ بات ملموسا للجميع.
وبما أن الكهرباء كانت تشكل الهاجس اليومي الابرز الذي تدور حوله كافة النقاشات، والهم الاول الذي يؤرق حياة سكان العاصمة المؤقتة خصوصا مع قدوم الصيف، فإن أهالي المدينة صاروا يعتبرون ما قامت به الحكومة من مضاعفة للطاقة التوليدية وإصلاحات للمحطات الكهربائية بالانجاز الكبير والهام.
في الواقع شعرت وانا اصغي لنقاشهم المبني على العفوية الخالي والبعيد عن أي أجندة سياسية أن المواطن البسيط يبحث عن غاية واحدة وهي توفير الخدمات العامة له، وحل مشاكله الاقتصادية والأمنية، وما عدا ذلك من احاديث السياسيين لا يعنيه في شيء، ما يعني انه لا يهتم كثيرا بمن يحكمه بقدر اهتمامه بمن يوفر له الخدمات ويلبي حاجاته ومتطلباته.
لم يقتصر النقاش حول الكهرباء التي نحجت الحكومة الشرعية في تقليل ساعات انطفاءاتهت الى ساعتين في اليوم الواحد فقط، بل تطرق الركاب إلى استقرار العملة معتبرين أن الحكومة تعيش حالة صراع حقيقي بين من يسعى لفرض أجندته من خلال المضاربة بالعملة في سعي واضح لإفشال جهود جبارة تقوم بها الدولة لتحسين الاقتصاد .. مشيدين بالنجاحات والانجازات الكبيرة التي حققتها في هذا المجال.
وأكثر ما أثار انتباهي أن الجميع يؤكد أن الحكومة الحالية تبذل جهود كبيرة في سبيل تطبيع الاوضاع وتوفير الخدمات والتخفيف من الازمات التي تعصف بالبلد وهو الامر الذي بات ملموساً لديهم جميعا، وعكسته حالة الرضا التي يبدونها تجاه الاداء الرائع لدولة رئيس الوزراء منذ توليه منصبه والذي استطاع حسب قولهم ان ينأى بالحكومة عن الصراعات والمماحكات السياسية والحزبية ليصب جل اهتمامه في توفير الخدمية واصلاح ومعالجة الاختلالات والقصور والاخطاء التي تشهدها مختلف مؤسسات الدولة.
لذلك نجد الجميع يثنون على ادائه ويشيدون بتوجهاته وسياساته .. وفي ذات الوقت يتمنون أن لا تتمكن ما يطلقون عليه بـ«الايادي العابثة» من إفساد تلك الجهود التي تسير وفق رؤية دقيقة هادفة وبنائه تحاكي وتترجم طبيعة المرحلة ومتطلباتها، خاصة أن الحكومة كما يقولون هي حكومة إدارة وبناء وانجاز .. وليست حكومة متناقضات وصرعات ومناكفات تخضع لأجندة الأحزاب والقوى المتصارعة.
وبشكل عام يبدو الجميع شبه مقتنعين بأن الحكومة تنظر لجميع اليمنيين بمختلف فئاتهم ومكوناتهم وانتماءاتهم بعين واحدة وتعتبر نفسها مسؤولة عن كل الناس بمعزل عن الفرز والتصنيف والتمييز.
ليختتم النقاش بتساؤلات تتعلق بمدى قدرة دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك على مواصلة نجاحاته هذه؟! .. وماهي الضمانات التي يمتلكها لردع كل من تُسول له نفسه إفساد ما تم إنجازه وما سيتم تحقيقه في قادم الأيام.