- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
إن شهر رمضان المبارك هو الشهر الكريم الذي يتميز بالعديد من الفضائل والخصائص تميزه عن غيره من الشهور، فهو شهر المسلمين المبارك الذي تتطهر به النفوس وتتنقى الأرواح، وتبرز فيه قيم التكافل ومساعدة الفقراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما تتجلى في هذا الشهر مبادئ التسامح والمحبة والعطف والتعاون، وكل القيم النبيلة الأخرى التي يدعو إليها الدين الإسلامي.
في الصين يعيش أكثر من 20 مليون مسلم، تضمن لهم الحكومة الصينية الحقوق الدينية المكفولة وفق القانون، وفي شهر رمضان يقوم المسلمون في الصين بالصوم والصلاة ويمارسون الشعائر الدينية مثل باقي المسلمين في كل أنحاء العالم.
وبهذه المناسبة يسعدني أن أجدد التهنئة إلى الشعب اليمني، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، متمنيا أن يكون رمضان في هذا العام مختلفا عن الأعوام السابقة، حيث واجه العالم هذه السنة تحديا كبيرا بسبب تفشي فيروس كوفيد-19 الذي انتشر في مختلف دول العالم وأصبح أكبر عدو مشترك يواجه البشرية اليوم، وهو ما يدفعنا للمطالبة بتوحيد جهودنا جنبا إلى جنب والمشاركة في السراء والضراء لمواجهة هذا التحدي غير المسبوق والتغلب عليه.
وقد قال محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها)، وهذه التعاليم الإسلامية تتناسب تماما مع حقيقة أن الحجر الصحي هو أفضل وسيلة للوقاية والسيطرة على الوباء.
ومن أجل أن نتغلب جميعا على هذا الوباء في وقت سريع، يجب علينا أن نبقى في البيت وألاّ نخرج إلا للضرورة القصوى وأن نكمل الفرائض الدينية في المنزل، وهذا سيعتبر أفضل طريق لمكافحة الوباء وإظهار روح الإسلام على حد سواء.
حتى الآن، لم تسجل إلا إصابة واحدة بفيروس كوفيد-19 في اليمن، وهذا أمر جيد وأسعدني كثيرا. وهنا يحضرني المثل العربي الشهير " درهم وقاية خير من قنطار علاج"، لذلك ينبغي علينا أن نتحلى باليقظة والعمل على الوقاية من هذا المرض، لكي نحمي الأرض اليمنية الجميلة من وصول شيطان هذا الفيروس.
إن الصداقة الصينية اليمنية عميقة ومتجذرة، حيث يعتز الشعبان الصيني واليمني بمشاعر الصداقة المخلصة والمتبادلة لبعضهما البعض، وأود التأكيد على أن الصين ستقدم كل ما في وسعها من المساعدات الطيبية وتتقاسم خبراتها حول كيفية السيطرة على الوباء ومكافحته، كما تبدي الصين حرصها الشديد على بذل جهود مشتركة مع اليمن في هذا الصدد، لإظهار روح الإنسانية العظيمة وخلق مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
يأتي شهر رمضان المبارك لهذا العام مع دخول اليمن العام السادس وهي تحت نيران الحرب التي لم تجلب للشعب اليمني سوى الكوارث التي لا تحصى ولا تعد، والمعاناة الانسانية التي فاقمت من المجاعة والتشرد والتفكك الأسري والانقسام المجتمعي وغير ذلك من مآسي الحياة الصعبة في اليمن التي عكرت صفوها الحرب التي لم تجلب غير المزيد من الموت والدمار.
وبهذه المناسبة الدينية تجدد الصين حكومة وشعبا تضامنها وتعاطفها الشديدين مع الشعب اليمني وتؤكد على أنها كانت وما زالت تمد يد العون لليمن، وقبل أيام وصلت دفعة جديدة من المساعدات الصينية من الأرز إلى ميناء عدن.
و في نفس الوقت، أود أن انوه بأن الصين ما زالت تتمسك بموقفها المبدئي والموضوعي والعادل تجاه القضية اليمنية وتسعى إلى حث جميع الأطراف على التفاوض للتوصل لمصالحة تنهي الحرب وتعزز فرص الحل السياسي للقضية اليمنية.
وفي الوقت الذي تبذل فيه الأمم المتحدة جهودا مكثفة لدفع العملية السلمية اليمنية إلى الأمام، نرجو من الأطراف اليمنية أن تنتهز هذه الفرصة وتنفذ وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن تمهيدا لاستئناف المفاوضات السياسية وتحقيق السلام والاستقرار للشعب اليمني في أسرع وقت ممكن.
أخيرا، أتمنى من صميم القلب لليمن أن يحميها الله من الحرب وفيروس كوفيد-19 وأن يتحقق السلام والاستقرار في أقرب وقت ممكن.
متمنيا للشعب اليمني شهر رمضان مبارك، والمزيد من التطور في علاقات الصداقة الصينية اليمنية.
حفظ الله اليمن.
السفير الصيني لدى اليمن
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر