- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
يوم الاربعاء 30 ديسمبر كان يوما من أسوأ أيام العام المنصرم .. اختتم عام 2020 بهجوم إرهابي إجرامي غادر استهدف مطار عدن الدولي اثناء عودة الحكومة ، ولا زالت أعداد الشهداء في ارتفاع حتى اللحظة.
كمواطنين أصبح غياب الدولة أمرا معتادا عندنا ، وكان ظهور دولة الدكتور معين عبدالملك رئيس مجلس الوزراء في خطاب مصور للشعب عقب الحادث ، أمرا مفاجئا ، رغم أنه قد يبدو إعتياديا أن يحصل في دولة أخرى مستقرة ، كان خطوة موفقة وتصرف رجل دولة لا أبالغ إن قلت إننا افتقدناها منذ العام 2011.
ظهور رئيس الوزراء في مقطع فيديو لمخاطبة الشعب بعد الحادث الغادر ، قطع أولا الشك باليقين في مسألة سلامته وسلامة أعضاء الحكومة ، وأعطى دفعة معنوية لكل من تملكه الإحباط من واقع هذه المدينة التي افتقد سكانها منذ فترة الشعور بوجود مسؤولين عنهم وعن أوضاعهم.
تشاءم الكثيرون بعد الحادث وكان أكثرهم تفاؤلا يعتقد أن الحكومة ستقرر المغادرة بعد محاولة القتل الجماعي لأعضاءها ، لكن بقاءها وتوجهها إلى قصر المعاشيق كان إيذانا بفشل الغاية السياسية التي أراد مطلقو تلك الصواريخ الإجرامية تحقيقها.
كنت أتحدث مع أحد أصدقائي وقلت له إن رئيس الوزراء كان موفقا جدا في مخاطبة الشعب تلفزيونيا بعد الحادثة ، وإذا بصديق آخر من مرافقي الجرحى يتصل بي ليخبرني أن الدكتور معين ومعه وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالناصر الوالي نزلا يتفقدان جرحى الحادث في مستشفيات المدينة التي صنفت كمدينة خطرة بعد الاعتداء على مطارها المدني ، وبعد ساعات فقط من محاولة اغتيال نجوا منها بأعجوبة.
انعقاد الحكومة في اليوم الثاني للحادث كان رسالة رابعة وجهها الدكتور معين عبدالملك ، صورة الاجتماع الذي عقد داخل قصر المعاشيق بعدن بعثت الأمل حتى في نفوس الحانقين على أداء الحكومة خلال الفترة السابقة ، ناهيك عن التآلف الذي حصل بين وزراء الحكومة ، فقد شاهدنا وزير الصحة الاصلاحي مع وزير الإعلام المؤتمري ووزير الخدمة المدنية الانتقالي يمسكون بأيادي بعضهم ويسيرون في زيارة واحدة إلى جرحى الحادث.
معين عبدالملك وزير شاب قادم من فئة التكنوقراط ، لا يحظى بدعم عسكري ولا قبلي ولا حزبي ، لا تقف خلف سلطته أحزاب ولا ألوية عسكرية ، ولا يصرف الأموال لتلميع شخصه والتطبيل له في وسائل التواصل الاجتماعي كما يفعل غيره ، لكنه فاجأ الجميع بإدارته لأزمة طارئة حدثت فور وصوله ، وأثبت حتى لخصومه ومن يزايدون عليه بانه يستحق الدعم والمساندة في هذه اللحظة الحرجة التي تعيشها البلاد وفي ظل قيادته لحكومة فيها شركاء متشاكسون لن يستطيعوا أن ينجزوا شيئا إلا في ظل قيادة تشجعهم على التآلف والتقارب.
الرحمة والخلود للشهداء ، والشفاء للجرحى ، والخزي والعار لمرتكبي هذا العمل الإرهابي الغادر.
المقالات
كتابات وآراء
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر