الرئيسية - محليات - في ندوة «الذاكرة الوطنية .. والثقب الأسود» .. سياسيون وباحثون: الإحتفاء بثورة 26 سبتمبر يعمق مفاهيمها في الذاكرة الجمعية ..«تفاصيل»
في ندوة «الذاكرة الوطنية .. والثقب الأسود» .. سياسيون وباحثون: الإحتفاء بثورة 26 سبتمبر يعمق مفاهيمها في الذاكرة الجمعية ..«تفاصيل»
الساعة 06:27 مساءاً (متابعات:)
احتضنت محافظة مأرب اليوم الأحد ندوة علمية بعنوان “الذاكرة الوطنية .. والثقب الأسود” تزامناً مع العيد الوطني الخامس والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، والرابع والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر.

الندوة التي رعاها نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن/ علي محسن صالح، ونظمتها المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين، ناقشت ثلاث أوراق عمل حول تغييب الذاكرة الوطنية، وتكوين الذاكرة الجمعية، وورقة ثالثة بعنوان “ثقوب في الذاكرة”.

وحاول حسين الصوفي في ورقة عمل حملت عنوان “تغييب الذاكرة الوطنية” الإجابة عن سؤال حول سبب عدم دفاع اليمنيين عن صنعاء في يوم النكبة 21 ستمبر 2014م، بعكس ما حصل في تركيا العام الماضي 2016، عندما خرج الشعب التركي بأكمله ضد الإنقلابيين.

وأكد رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين أن السبب الرئيسي في ذلك هو تغييب الذاكرة الوطنية، والاستهداف الممنهج من خلال مجموعة ممارسات هدفت لتغييب ثورة 26 سبتمبر من أبرز ملامحها، تغييبها من المناهج الدراسية وإخفاء رموز الثورة، وإخفاء “مارد الثورة” الدبابة التي قصفت قصر الإمام.

وأشار إلى أن تغييب الثورة لم يقتصر على ما سبق ذكره، “بل إن المخلوع صالح عمل بمنهجية عالية لتلميع الأئمة، ووصل به الأمر إلى الدعوة إلى التوقف عن مهاجمة الإمامة باعتباره من الماضي، وظننا حينها أن ذلك حسن نية منه، بينما كان في الحقيقة يخطط لتغيير ثورة 26 سبتمبر”.

وتابع الصوفي: تم محاربة ثورة 26 سبتمبر، ومحاولة طمسها والسعي لتغيبها وإقصاء رموزها في وسائل الاعلام والثقافة، وحتى في أسماء الشوارع، بل وعملوا على طمس معالم الثورة من الشبكة العنكبوتية.

وتحدث الصوفي عن دور نظام المخلوع في تغييب الثورة. مشيراً إلى أن “نظام المخلوع كان يمضي في استراتيجية للقضاء على الثورة والنظام الجمهوري بشراكة قوية مع منظومة أدعياء السلالية والكهنوتية الإجرامية”.

وأكد أن مشروع التوريث الذي شرع المخلوع في تنفيذه، كان أحد أخطر مؤشرات القضاء على الثورة وثقافتها، وكان بتواطؤ كبير وفاضح بين المخلوع ومنظومة الامامة الكهنوتية في مؤسسات الدولة والمجتمع”.

ونوه الصوفي إلى ممارسات الانقلابيين التدريجية لإظهار انقلابهم على ثورة 26 سبتمبر، والتي كان آخرها إخفاء 26 سبتمبر من التهاني والخطابات والاكتفاء بذكر ثورة سبتمبر. مستدلا على ذلك بتهنئة صالح الصماد المسؤول الأول عند الإنقلابيين والذي اكتفى بالتهنئة بثورة سبتمبر، دون أن يسمي يوم 26 سبتمبر.

وتابع: “لم يتم كتابة ولا طباعة لافتات عملاقة ولا برامج إذاعية ولا تلفزيونية عن ثورة 26سبتمبر في صنعاء كما فعلوا في يوم النكبة 21 مارس”.

وفي الندوة قدم عمار التام – الباحث في قضايا الفكر – ورقة عمل بعنوان “مسؤولية تكوين الذاكرة الوطنية”، دعا فيها لإنشاء موسوعة تشمل أبرز 100 شخصية في ثورة 26 سبتمبر تسهم في إعادة تكوين الذاكرة الوطنية لثورة 26 سبتمبر.

واعتبر أن تخليد رموز الثورات من شأنه تخليد قيم المشروع الوطني النضالي عبر مراحله التي تمثل ذاتنا الوطنية.

واعتبر أن تقدير وتجسيد الذات الوطنية ليس مجرد فرض لازم لاستقامة الهوية الحضارية وحضورها في الذهن الاجتماعي، بل ضرورة حتمية لاستنطاق الذات مرات متتالية في كل مرحلة من مراحل التاريخ في الحاضر والمستقبل.

واستعرض التام آليات ووسائل وأنشطة تكوين الذاكرة الجمعية، ومن أبرزها قراءة التاريخ القديم والمعاصر، وإحياء المنتديات الثقافية والفكرية، وإنشاء مراكز الدراسات والبحوث، والتجديد الفكري.

وأشار إلى دور الأدب في تكوين الذاكرة المجتمعية، والشعر من أبرز الصيغ الأدبية. مشيراً إلى ما أسهمه الشعراء أمثال الزبيري والبردوني وإبراهيم الحضراني والمقالح في هذا المنوال، إضافة إلى دور الرواية والنكتة والأمثال الشعبية في تكوين الذاكرة المجتمعية.

ومن وسائل تكوين الذاكرة المجتمعية بحسب التام الفن الذي يعتبر مرآة الشعوب وذاكرتها الحية، وأهم الساحات للتغلب على الواقع.

ودعا التام إلى تفعيل ثورة 26 سبتمبر في الدراما والمسرح والغناء والسينماء والفن التشكيلي والكاريكاتير والفن الشعبي والرسم. كما دعا إلى تنقية التراث الفني اليمني من الأفكار الإمامية والتي يحاول الإماميون غرسها واستمرارها في المجتمع اليمني.

إلى ذلك قدم الباحث والكاتب الصحفي عبداللطيف المرهبي ورقة عمل بعنوان “الثغرات التي تسلل منها الانقلاب” رصد خلالها الثغرات التي تمكنت المليشيا الانقلابية النفاذ لتتحول إلى تهديد وجودي للهوية اليمنية.

وأكد المرهبي أن الحوثيين استغلوا ضعف الذاكرة الوطنية الجمعية على المستوى الوطني، وزادهم ذلك اطمئناناً للاستمرار في طريقهم وأعاد تكوينهم السلالي المليشاوي الطائفي.

واعتبر أن غياب الذاكرة الوطنية الجمعية جعل الحوثيين لايتحرجون من ظهورهم بهيئة جماعة مسلحة سلالية وطائفية الهدف والمشروع، بنفس المسار الذي كان عليه الائمة قبل ثورة سبتمبر، وهو مالم يتداركه الشعب ويستفز القوى السياسية والمثقفين لإيضاحه للناس.

ولفت المرهبي إلى أن الحوثيين استثمروا الخلافات السياسية، بين القوى السياسية الموقعة على المبادرة الخليجية، وقاموا بتغذية هذه الخلافات بشتى الوسائل ،وهو الأمر الذي ألقى بضلاله، وأثر سلباً على أداء حكومة الوفاق الوطني .

واشار المرهبي إلى استثمار الحوثيين لحقد المخلوع ورغبته في الانتقام من خصومه الذين عزلوه من الحكم ومن الشعب الذي ثار عليه، وكان الحوثي هو المناسب لدعم وتسهيل عودة الامامة الى الحكم، فمهد لهم المخلوع الطريق لعودة الامامة وتسليم الدولة بمؤسساتها للاماميين الجدد .

ولفت المرهبي إلى أن ضعف الدولة وتشتتها خلال المرحلة الانتقالية، وغياب الحامل السياسي للمشروع الوطني بعد ثورة فبراير ساهم بشكل كبير بتسهيل انقلاب الحوثيين.

وشهدت الندوة العديدة من المداخلات للحاضرين أثرت أوراق العمل وأكدت على ضرورة إحياء الذاكرة الجمعية الوطنية لثورة 26سبتمبر وترسيخ أهدافها وتضحياتها في عقولنا وعقول أبنائنا.

المصدر: سبتمبر نت

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك