الرئيسية - محليات - "الأحرار نت" ينشر نص كلمة الدكتور بن دغر أمام الجالية اليمنية في البحرين
"الأحرار نت" ينشر نص كلمة الدكتور بن دغر أمام الجالية اليمنية في البحرين
الساعة 07:18 مساءاً (الأحرار نت/ خاص)

وصل "الأحرار نت" نص كلمة رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، أمام الجالية اليمنية بمملكة البحرين.
جاء ذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الأحد الماضي لمملكة البحرين والتي تكللت بالنجاح.

نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم 
بداية أنا سعيد بهذا اللقاء معكم مع الجالية اليمنية في مملكة البحرين ومع هذه البداية أنقل لكم تحية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية الذي يتابع معنا هذه الزيارة ويحاول باستمرار أن يكون قريباً منكم كما هو قريب من هموم البلاد كلها. 
نحن هنا بدعوة كريمة من مملكة البحرين من أشقائنا في البحرين الذين عرفنا معنى الأخوه معهم في اللحظات الأولى التي تفجرت فيها الأزمة في اليمن فكانوا إلى جانبنا ,، ليس هناك تعبير أفضل من أن يكون الجندي بجانب الجندي في خندق القتال هذا هو أعلى تعبير عن الأخوة والتضامن والتعاضد والتعاون في الأزمات , فشكراً للبحرين شكراً لـحمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، شكراً لخليفة بن سلمان رئيس الوزراء، شكراً لجميع الإخوة الذين رافقونا في هذه الزيارة القصيرة إلى مملكة البحرين والبحرين دائماً هي واحدة من مناطق الجذب بالنسبة لليمني فقد كنا والبحرينيين شعباً واحداً وسنبقى كذلك شعباً واحداً وإن تقطعت بنا السبل.
نحن  أمة واحدة لها نفس الشعور لها نفس الإحساس بقضايا الأمة الوطنية والقومية وهذا هو السبب الذي يجعل العرب ينهضون في لحظة واحدة في عاصفة الحزم والأمل ويقفون إلى جانب اليمن في محنتها وازمتها مع الانقلاب الحوثي وصالح، وحقيقة ًفإن هناك أمراً في غاية الأهمية وهو الذي استدعى عاصفة الحزم وهو أن الأمن العربي كله قد أصبح في خطر، هناك أزمة في اليمن وأزمة في المنطقة في الخليج والجزيرة العربية وهناك أزمة في الوطن العربي وربما تكون هناك أزمة في الأمن العالمي، وذلك تلاحظونه في مجلس الأمن في قراره 2216 قد أعطى الصلاحية كاملة للتحالفة العربي في اتخاذ مايلزم من إجراءات لإعادة الاستقرار في اليمن ولإعادة الشرعية.
البعض يسمي ما يحدث عدواناً لكن لايسألون أنفسهم لماذا العالم يقف الى جانب الشرعية وإلى جانب التحالف العربي وإلى جانب اليمنيين الذين يرفضون الانقلاب ويرفضون الاستيلاء على السلطة بالعنف لا يسألون أنفسهم ولا يحبون أن يسألوا أنفسهم هذا السؤال، 2216 قرار مجلس الأمن هو تفويض للعرب باستعادة الاستقرار في اليمن، استعادة الاستقرا ر في اليمن أيضاً هي قضية يمنية بقدر ما هي قضية عربية هي أيضاً بذات المستوى قضية على مستوى اليمن وتهم كل يمني أياً كان موقعة ونحن معنيين بهذه الأزمة وهذه الحرب وعلينا أن نعرف بأن الأزمة بدأت من عندنا ويجب أن تنتهي من عندنا أيضاً، الحل بيدنا نحن اليمنيين لكن أقصر الحلول لهذه الأزمة وهذه الحرب بأن يعترف الطرف المعتدي أنه معتدٍ، أن يقول نعم أنا اعتديت أنا أخطأت وانتهى الأمر، لو لم يكن هناك اعتداء ما كانت هناك أزمة في اليمن ولا كان هناك حرب ولم يكن هناك قتال ولا دماء ولا تدمير ولا أي شي، وقد كانت الأزمة موجودة في اليمن منذ 2011 ولكن القوى الوطنية لأن هناك  قدر من الوعي لدى اليمنيين والقادمين من جبال مران ينقصهم هذا الوعي الوعي السياسي الوعي القومي الانتماء حتى أحياناً للأمة العربية بعضهم حتى ينكر انتمائه إلى الأمه العربية، قد يدعي أنه مؤمن بقيم إسلامية معينة ولكن في نهاية المطاف هو لا يشعر بالانتماء للعروبة الذي نشعر به جميعاً في هذه القاعة أو الذي يشعر به 27 مليون هناك في اليمن أو الذي يشعر به 400 مليون عربي، ولذلك علاقاتهم ليست مع العرب بل علاقاتهم مع إيران منذ أن نشأت هذه الحركة حركة التمرد كانت مع إيران تدريباً وتسليحاً وتثقيفاً حتى استقطاباً دينياًن الزيدية ليست إثنى عشرية ولكن جرت عملية استقطاب، والبعض الآن في أطروحاتهم من رجال الفقه الزيدي هم أقرب للإثنى عشرية منهم للمذهب الزيدي، نحن وأنتم معنيون في واقع الأمر بأن نعالج هذه الأمور بقدر من الحكمة والصبر وقدر من الصلابة في الموقف، طبعاً سنتين ونصف كان يجب فيه صراحة أن تنتهي هذه الحرب، لكن العوامل الإقليمية والدولية والمحلية  ربما لم تسمح بحسم الموقف كما يجب أن يحسم به.
ومن المؤكد أن السعي للسلام هو قضية رئيسية بالنسبة لنا نحن اليمنيين أو بالنسبة للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وهنا أوجه الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لأنهم في اللحظه المناسبة هبوا لمساعدة اليمن وأقول هي قضية تخصنا نحن اليمنيين وعلينا أن نفكر فيها فكل الحروب تنتهي بسلام جميع الحروب تنتهي بسلام.
لكن أعود وأقول مرة أخرى أن أقصر طريق للسلام في اليمن هو أن يعترف الحوثيون أنهم قد تمردوا على الدولة، في الواقع هم متمردين من 2004 لكن كان حدود تمردهم في جبال مران وكان الناس وكانت الدولة تتعامل معه بشكل أو بآخر، أما وقد وصلوا إلى صنعاء فالأمر مختلف.
أنا كنت واحداً من المفاوضين مع عبدالملك، طلعت على رأس لجنة من الحكومة والبرلمان ومجلس الشورى والهيئة الوطنية حينها كان عبدالملك قد استولى على عمران وكانوا على أبواب صنعاء كانوا في الصباح في حزيز يتجمعون لم ينزلوا بعد إلى شارع المطار، وطبعاً قصة كيف انتقلنا من صنعاء وكيف شفنا عبدالملك الحوثي قصة من الخيال عشان تصل لعبدالملك قصة، فقلنا لعبدالملك: انظر يمكن يكون دخول عمران أمراً محلياً  لكن دخول صنعاء ليس أمراً محلياً بل أمر وطني؛ لأن صنعاء هي رمز الدولة وهي رمز الجمهورية هم ما أعلنوا انهم أسقطوها ولكن فعلياً أسقطوا الجمهورية بمعنى أسقطوا تضحيات الناس منذ ثلاثينات القرن الماضي فقلت لعبدالملك: إذا فكرتم بدخول صنعاء فعليكم أن تفهموا أن ذلك سيثير الوطن اليمني بكله ولن يقبل بهذا العمل شرعية ولا أحزاب ولا قوى ويجب أن تدركوا أن مقاومة سوف تحدث بعد ذلك. 
طبعاً لم يجب، اليوم الثاني بدأوا بالنزول في شارع المطار وذهبنا مرة ثانية في اللقاء الثاني بعبد الملك لنقول له بأن هناك أخطار حقيقية تتهدد العاصمة بالنزول والتجمع في شارع المطارن وكانت لقاءاتنا واتصالاتنا بالرئيس عبدربه لم تنقطع في تلك الساعات، أيضاً تغاضى عن الملاحظة وازدادت التجمعات في شارع المطار وأصبحت خطراً وكان علينا أن نعود لأننا لم نحقق نتيجة وعملنا تقريراً وهو كذب التقرير في خطاب رسمي من خطاباته ولكن نحن لسنا بصدد التفاصيل الآن سنترك هذا للأيام، لكن التقرير وقع عليه 11 عضواً من أعضاء البرلمان ومجلس الشورى والحكومة وكلهم قيادات رئيسية في حزب المؤتمر الشعبي العام وفي حزب الإصلاح والحزب الإشتراكي وفي الحزب الناصري وبقية الأحزاب الأخرى، 11 عضواً من أهم قيادات الأحزاب ولا أعتقد أنهم بيكذبون على أحد في ذلك اليوم ولا على عبدالملك نفسه. 
نحن عدنا من صعده ولدينا ثلاثة مطالب، كان عبد الملك طرح ثلاثة مطالب وأصر عليها ورفض يقبل:
المطلب الأول هو إسقاط الجرعة وقلنا له موضوع الجرعة ممكن خلاص ليس ضرورياً أن تكنون عندنا جرعة سنعود مرة أخرى إلى سعر المشتقات النفطية كانت حينها 2500 ونحن رفعناها إلى 3500  ممكن نرجع إلى 2500 وممكن نعمل حلاً وسطاً 3000 ريال فهي ليست مشكلة ممكن إسقاط الجرعة ليست قضية رئيسية، نحن أردنا التخفيف على اقتصاد البلد وعلى الميزانية العامة لأنها أرهقت ووصلت إلى درجة من السوء تنذر بهبوط شديد في سعر الريال اليمني.
والمسألة الثانية هي إسقاط الحكومة كان ذلك الوقت الأستاذ محمد سالم باسندوه رئيس الحكومة وأيضاً نحن في اللجنة أوصيناه من أجل اليمن وكنت حينها نائب رئيس الوزراء من أجل اليمن تسقط الحكومة يجب أن نجري تغييراً يرضي الحوثيين بحيث يعودوا مرة ثانية إلى حيث ما كانوا ولا يجوز أن تدخل هذه الجحافل إلى صنعاء.
والأمر الثالث هو رفض مخرجات الحوار الوطني طبعاً هذه النقطة ليس فيها إمكانية فيها للتراجع، أولاً لأنها قضية ليست ملحة لا يتوقف عليها أنه لازم نمشي فيها أولانمشي فيها هي قضية مؤجلة لأنها تحتاج اولاً إلى دستور والدستور إلى استفتاء والاستفتاء يحتاج إلى انتخابات وبعد الانتخابات قوانين وبعد القوانين جملة إجراءات طويلة، لكن نحن تلبية لطلبه أسقطنا الجرعة وأسقطنا الانتخابات وقال لي الأستاذ محمد سالم باسندوة صحيح بتقدم مقترح بإسقاط الحكومة قبل دقائق من تقديم المقترح قلت له أيوه أخي أنت رئيس وزراء وأنا نائب رئيس الوزراء لكن حقيقة لابد الحكومة تتغير إما نحافظ على صنعاء أو تسقط, وأجرى الرئيس عبدربه منصور ذلك اليوم أيضاً نزولاً عند رغبتهم  تغييراً كبيراً وألغى تماماً هذه الحكومة من أساسها وجرت بعدها الأمور لكنهم دخلوا صنعاء في 21 سبتمبر دخلوا صنعاء وكان دخولهم صنعاء عنيفاً لم يدخلوها حتى بسلام كما يقولون، مسيرتهم قرآنية المسيرة القرانية لا تقتل لكنهم قتلوا في طريقهم إلى صنعاء كما قتلوا في طريقهم من مران إلى عمران.
وبدخول صنعاء تغيرت الأحوال وأصبحت هنالك إشكالية كبرى لأن هناك سلطة جديدة في صنعاء وضعت الرئيس تدريجياً خلال شهر تحت الإقامة الجبرية وكذلك الحكومة، الحكومة الجديدة التي تشكلت برئاسة خالد بحاح وبدخول صنعاء أنا أعتقد  أن الناس انصدموا وأتصور أنهم فوجئوا بالأحداث، الحدث كان كبيراً وسريعاً، التحرك من صعدة إلى حاشد وفي حاشد ما كان يجب أن تنتهي المعركة بتلك السهولة هذه قصة أخرى لكن هذه قصة أخرى، لكن هذا الذي حصل تحركوا من مران إلى حاشد إلى عمران إلى صنعاء كان خاطفاً وسريعاً وفعالاً وكبيراً، ما الذي نفهمه من هذا هم جلسوا يحاربون الدولة من 2004 إلى 2015 لم يتمكنوا من التقدم خارج محافظة صعدة، ما الذي يجعلهم يتحركوا من محافظه إلى أخرى بهذه السرعة حتى يصلوا العاصمة بل وينتقلوا من العاصمة إلى إب وإلى ذمار وإب وتعز ثم عدن لم تكن هذه قوتهم، هذه كانت قوة الحليف الجديد الذي انقلب على الجمهورية هو الآخر وانقلب على الوحدة وهو علي عبدالله صالح، الحرس الجمهوري سهل لهم الطريق إن لم يقاتل معهم فقد فتح لهم الطريق وإلا ما كانوا بصراحة بإمكانهم أن يصلوا إلى عدن بهذه السرعة الخاطفة، ثم لماذا يقاتلون في عدن ويقاتلون في تعز ويقاتلون في إب لماذا؟ لأنهم أرادوا أن يغيروا كل شيء كل ما بني على 1962 سبتمبر وثورة أكتوبر كانوا يريدون أن ينسفوه نسفاً تاماً جذرياً من جذوره وإلا ما كان هناك داعٍ للحرب، دخلت إلى صنعاء الناس لم يتمردوا لا توجد مدينة قالت أنها متمردة على حكومة صنعاء لا يوجد أحد قال في ذلك الوقت أنه لا يقبل بحكومة الوفاق الوطني، حكومة الوفاق الوطني سميت بحكومة الكفاءات لا يوجد أحد أعلن أنه ضدها وهم من صنع هذه الحكومة، الجزء الأكبر من هذه الحكومة كان يميل إليهم أو جزء  منهم كان معيناً منهم والبعض الآخر كان مستعداً للحوار معهم.
لكن هذا الذي حصل، فنحن دخلنا في لحظة من اللحظات في أزمة كبيرة عندما وصلوا صنعاء وكانت واحدة من التحذيرات التي قلناها لعبدالملك دخول صنعاء سيعني أزمة وطنية أما دخول عدن فسيعني حرباً في المنطقة لأنه لا أحد سيسمح بالوصول إلى باب المندب بهذه الطريقة تصبح عدن ويصبح  باب المندب هدفاً للاضطراب في الأمن القومي العربي فاستدعي العرب في 26/مارس / 2015 ولا زالت الحرب مستمرة ولا زلنا في وضع صعب ولا زال القتل مستمر وكل ذلك يعود إلى السبب الرئيسي وهو التمرد على الدولة، من يريد أن يذهب بالحرب إلى سبب آخر فهو مخطئ، مخطئ لأن التاريخ سيقول له لا الأمور على هذا النحو مشت.
لم تصعد الدولة إلى صعدة لتلاحق عبدالملك الحوثي، عبدالملك الحوثي هو الذي سعى مع الحرس الجمهوري إلى صنعاء ثم إلى عدن وأنتم تذكرون الذين قاتلوا في عدن وهم الأمن المركزي بقيادة السقاف حتى هم كان عددهم قليلاً فيما بعد توافدوا لكن في الحقيقة الأمن المركزي هو الذي قاتل.
ومنذ ذلك الوقت صدرت عن مجلس الامن قرارات لكن أهمها القرار 2216 الآن أيضاً الأزمة لا زالت محل اهتمام من مجلس الأمن ومحل اهتمام العرب ومحل اهتمام الإقليم، طبعاً الظروف بدأت تتغير، ذلك الوقت كانت في مستوى التأييد للشرعية قوي جداً ولا زال المستوى جيداً، ولكن طالت الحرب والناس يقولون: هناك أزمة إنسانية لا بد لنا من حلها، الحقيقة موضوع الأزمة موضوع ذو اتجاهين من ناحية صحيح أنها أزمة إنسانية لأن مسببيها لا زالوا يحكمون في صنعاء، ومن ناحية أخرى البعض يبالغ في موضوع الجوانب الإنسانية لكي تقف الحرب، والبعض يقولوا لنا أوقفوا الحرب فقط، ونحن نقول لهم نعم نحن على استعداد الآن لإيقاف الحرب وليس غداً، لكن يجب على الحوثيين أن ينفذوا شرطين من شروط مجلس الأمن ومن شروط العرب ومن شروطنا نحن اليمنيين الانسحاب وتسليم الأسلحة، طبعاً يجري الحديث في الكويت في جنيف 1 وجنيف 2 لم يحصل أي تقدم، لكن في الكويت يرى الاتفاق على البحث عن حل مرحلي للأزمة يبدأ بالانسحاب من العاصمة وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة لجهة محايدة، الجهة المحايده جرى فيها حديث طويل ما هي الجهة المحايدة، طبعاً كل واحد اجتهد في هذا الموضوع ووصلنا إلى لحظة كان يقول لنا المجتمع الدولي إما توافقون على هذه المقترحات الجزئية ونحن كان لدينا عليها ملاحظات كثيرة أو أنكم ستكونون المتسببين في إعاقة عملية السلام في البلاد فقبلنا التوقيع عليها، فمجرد ما قبلنا التوقيع عليها رفضها الحوثي وصالح وإلا لوكان تم التوقيع ذلك اليوم في الكويت على هذا الاتفاق المرحلي الذي كان يمكن أن يوقف الحرب كليةً وأن يمدنا بوسيلة لتحقيق السلام لولا رفض الحوثيين وصالح لكانت الأمور مختلفة تماماً وكنا قد قطعنا شوطاً حقيقياً نحو السلام.
الآن تطرح القضية من وجهة نظر أخرى الآن يقال لنا معنا مرحلة جديدة من خطوات السلام وهي الذهاب إلى خيار الحديدة، أيضاً  خيار الحديدة جزئي لكنه بالنسبة لنا وافقنا عليه، أعلنا موافقتنا عليه مبكراً منذ أربعة أشهر منذ أن بدأ يفكر ولد الشيخ وقد دعمنا كل خطواته ولا زلنا ندعم وسندعمه طالما هناك سعي حقيقي للسلام لا يتم على حساب اليمن واليمنيين ولا يتم على حساب مصالحهم الكبرى فنحن معه، طالما هناك سلام يحترم الإرادة العربية المشتركة في هذه المنطقة ويحمي أمن الوطن العربي والأمة العربية فليست هناك مشكلة.
وخيار الحديدة في الحقيقة خيار يمكن أن يؤدي إلى السلام لو قبل به الحوثيين لكنه لا يقبلون به أيضاً، مثلما رفضوا الخيار في المرحلة الأولى في صنعاء وهي الانسحاب وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة تدريجياً حتى لم يتم الاشتراط تسليمها دفعة واحدة وعملوا فترة زمنية كافية في ذلك الوقت.
خيار الحديدة يمكن أن يؤدي إلى السلام لو تم الالتزام به لو قبلوا مبدئياً به لكنهم لم يقبلوا، وبعضهم قال أن هذا أبعد من عين الشمس، لعلكم تعرفون هذه الكلمة جيداً، هذا جنون هذه دعوة لاستمرار الحرب هذه دعوة للقتل هذه دعوة للدماء هذه دعوة للتدمير لأنه في هذه الحالة أنت تقول بالحرف الواحد سأحكمكم بالغصب عنكم شئتم أم أبيتم.
لا يمكن للأقلية أن تحكمنا أبداً، ممكن هي مرحلة معينة تحصل فيها طفرة يتقدم فيها الطرف القليل من السكان في اليمن يمكن يتقدمون نحو حكم اليمن كله لكنهم لن يستطيعوا بصراحة أن يحكموا اليمن.
حكم اليمن يتطلب موقف وطني عام وشامل ومتفق عليه، حتى ليس بالضروري أن يتحقق هذا الحكم بقوة السلاح، وإنما بشيء من الوعي وبشيء من الشعور بالمسئولية تجاه الشعب والوطن، والاستقرار لا يتحقق في البلدان إلا في ظل قيادة حكيمة واعية ومدركة للأوضاع في الداخل وفي الخارج وتعمل حساب لكل العاول المحيطة بالبلد وهذه البحرين نموذجاً، هذه التنمية التي تحصل في البحرين وهذا التطور الذي لمسناه أكبر مما تصورته أنا شخصياً لأنها أول زيارة للبحرين، كنت أتوقع شيئاً أقل من هذا، لكن في الحقيقة شيء مبهر الذي يجري في البحرين، أن تحافظ البحرين في ظل تنافس شديد في مدن أخرى على مركزها كمركز مالي إقليمي دولي مهم هذا شيء كبير، وفي نفس الوقت تحدث تطوراً صناعياً وتقنياً ومالياً وتجارياً وتنهض بالبحرين، نفس الشيء ينطبق على أي بلد آخر، أي بلد آخر تحتاج إلى الحكمة والعقل واتخاذ القرار المناسب، إذا كانت هناك قيادة تشعر بمسئوليتها تجاه الشعب والوطن، هم للأسف لا يفكرون في هذا يفكرون في الحكم فقط وبطريقة بدوية وعشوائية ومتخلفة جداً وطريقة فيها من النهب والفوضى ما لا حد له.
الأمم المتحدة تسعى للسلام ونحن نسعى للسلام، ترغب في السلام ونحن أيضاً نرغب في السلام، المجتمع الدولي يقول في أوروبا وفي أمريكا والدول الخمس بالذات أنه يجب تحقيق قدر من السلام في اليمن، نحن نقول أيضاً هكذا لابد من تحقيق السلام في اليمن ولكن ليس على حساب الشعب اليمني ولا على حساب اليمن وعلى المصالح العليا للشعب اليمني بالذات.
الحوثيون هل يفكرون في استمرار الوحدة؟! أنا أقول لكم: لا، هم حتى في مؤتمر الحوار الوطني هم ليسوا مع الوحدة، جميعنا ذهبنا إلى أن الوحدة في عام 1990 قد أصبح علينا ضرورة أن نغير شكلها ومضمونها وطرقها وأساليبها، ولذلك ذهبنا إلى دولة اتحادية، اختلفنا قليلاً حول أن تكون إقليمية أن تكون ثلاثة أن تكون أربعة، لكننا في الأخير اتفقنا على شيء ما، وأيضاً هذا الموضوع لا يزال فيه حوار لكن القرار الوطني أُتخذ، والإجماع الوطني حصل على الدولة الاتحادية، لم يعد أحد عنده هذا الرفض، هم لا يريدونها بصراحة، هم كانوا على استعداد أن يوافقوا على أي شيء لكن بشرط أن يحقق لهم السلطة، لهذا في موفمبيك لم يكونوا مع الإجماع الوطني، وفي اللحظة الأخيرة التي كان أحمد شرف الدين سيوقع عليها قُتل، والسؤال المطروح هو: لماذا قُتل أحمد شرف الدين؟ وأنتم قد سمعتم خطابات أحمد شرف الدين فيما يتعلق بالدولة الاتحادية، هو قدم رؤيته للدولة الاتحادية بشكل يثير الاهتمام وبشكل متناسق وبشكل واضح، هم يرفضونها الآن.
بل إن الحرب في واقعها وأن التمدد من صعدة إلى عدن هو انقلاب على مخرجات الحوار الوطني، والانقلاب على مخرجات الحوار الوطني هو انقلاب على الإجماع الوطني وعلى الشرعية، شرعية عبد ربه منصور المنتخبة، لأن الشرعية نُقلت من علي عبد الله صالح المنتخب إلى عبد ربه منصور المنتخب، في مرحلة قصيرة جداً كان فيها تفويضاً، لكن هناك انتخاب هناك رئيس منتخب.
وأنا شخصياً أعتقد والحكومة ترى أن هذه الشرعية لا يجوز المساس بها إلا في ظل شرعية جديدة، أي محاولة للقفز على هذه الشرعية شرعية عبد ربه منصور المنتخبة سوف تحدث إشكالية، نحتاج أولاً إلى وضع حد للاعتداء على الشرعية واستعادة الدولة واستعادة العاصمة، نزع الأسلحة من أيٍ كان، يجب أن يكون هناك طرف واحد يحمل السلاح ويمتلكه ويحق له استخدامه وهي الدولة، ما عدا الدولة لا يجوز لأحد حمله وإلا لن تستقر اليمن.
ومشكلة السلاح في اليمن هي أيضاً مشكلة لاحقة مثلها مثل مشكلة القات والمخدرات، هي قضايا كبرى في البلاد، أما نحن الآن لا نتكلم عن هذه القضايا لأننا مشغولون بالسلطة ومشغولون بما حدث من عمل كبير أطاح بالدولة.
فاستعادة الدولة قضية رئيسية وأساسية، وفي اعتقادي أن الشعب اليمني قاب قوسين أو أدنى من تحقيق النصر، يجب على الحوثيين أن يفهموا إما أن يمضوا نحو السلام، وكما قلنا نحن سنجري نحوه إذا مشوا إليه، إذا مشوا إليه هم نحن سنجري إليه وإذا أرادوه غداً نحن نريده اليوم، وإن أرادوه اليوم نريده الساعة، أو أن تتخذ الإجراءات لإرغامهم على القبول بسلام عادل وشامل ليس فيه ضرر ولا ضرار ولا غالب ولا مغلوب، حتى نحن لا نقول خلاص: أتركوهم أبيدوهم هؤلاء متمردين، نحن نقول لهم فقط: عودوا إلى مخرجات الحوار الوطني، عودوا إلى حالة طبيعية كان فيها النظام مستقراً وكانت هناك شرعية ونبحث في كل المسائل المتعلقة بهذا الأمر.
سيكون على القوى الوطنية وعلى الرئاسة وعلى الحكومة وعلى عموم الشعب اليمني أن يحدد موقفاً من التطورات الحاصلة واحتمالات المستقبل وتداعياته ماذا سيحدث في الأيام القادمة، لا بد من الإجابة على كثير من الأسئلة وربما هناك مفاجآت في الطريق ما نتوقعها نحن، سنرى على أي حال، ولكن القضية تبقى القضية الرئيسية أنه لا يمكن تحقيق سلام في اليمن إلا إذا كان هذا السلام عادلاً وشاملاً لكل اليمن ولكل اليمنيين، حيث لا يشعر فيه أحد بالظلم بعد اليوم، لا يمكن  أن يكون هناك أسباب للعودة إلى الحرب أو عودة إلى المشاكل.
يكفي خلاص قد مررنا بتجربة، وعندنا ما يكفي من الأسس والقواعد التي تساعدنا على وضع نظام ليس في داخله وثناياه ووسطه أسباب للاضطراب من جديد، تقولون لي: ما هي؟ كيف يمكن؟ أقول لكم صراحة ليس هناك حل غير أن نعترف بأن السلطة والثروة قضية كانت مشكلة رئيسية في اليمن، والصراعات معظمها كانت على السلطة والثروة، فإذا وزعت السلطة والثروة بشكل عادل في أي بلد كان وكان الناس مرتاحين جميعاً فلن تكون هناك مشكلة.
اليمن تحتاج إلى قرار كبير من هذا النوع هذا القرار لا يحله إلا دولة اتحادية هي الآن من ستة أقاليم أو هكذا هو القرار الوطني من ستة أقاليم إلا إذا رأى الناس فيما بعد، بعد وقف الحرب إذا رأوا شيئاً آخر يعني، هذا باختصار هو الوضع السياسي وأطمنكم بأن الوضع في المناطق التي تسيطر عليها الشرعية هي تمضي على نحو أفضل.
في رمضان العام قبل الماضي نحن وصلنا إلى عدن في ظروف معقدة جداً لا كهرباء فيها ولا ماء، وكوليرا في عدن وأكياس القمامة تملأ الشوارع شارع المعلا وكريتر وغيرها، وكان أمامنا جهد أولاً أن نواجه أزمة الكهرباء، وكيف تتصورون أن الحكومة لا تملك من الإمكانيات إلا القليل جداً بأن تواجه وضعاً كارثياً ليس في عدن فقط وإنما في بقية المحافظات المحررة.
وهنا كان علينا أن نتخذ جملة من الإجراءات لأنها إجراءات طويلة لا حاجة للبت فيها الآن فهي تفاصيل مش ضرورية، لكن في نهاية المطاف وضعنا خطة للتغلب على الكهرباء وتغلبنا عليها، استمرت العملية 9 أشهر معنا حتى وصلنا إلى أن الكهرباء التي كانت تضيء ساعة واحدة أصبحت تضيء 10 أو 11 ساعة، زدنا الطاقة المنتجة أصلحنا بعض المحطات، اشترينا محطات جديدة، كانت هناك مساعدات من الأشقاء، وقد نجحت هذه المساعدات في مساعدتنا وخاصة من الأشقاء في البحرين وفي الإمارات وفي المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، فأضيفت 60 ميجاوات هنا و60 ميجاوات هناك لكي توقف التدهور ثم بعد ذلك اضطرينا لأن الصيف قد اقترب في مارس فكان لازم علينا أن نستأجر 100 ميجاوات إضافية واستأجرناها فانتظمت أوضاع الكهرباء وارتاح الناس إلى حد ما، لا نستطيع أن نقول أننا حصلنا على صيف بارد 100% لكننا الحرارة انتهت فعلاًن واستمر الوضع وانتظم في عدن حوالي شهرين حتى اللحظة هذه، الأزمة تحصل أحياناً فالأزمة الأخيرة فيها شيء من الافتعال ليس هناك حاجة للحديث عن التفاصيل، لأنها لا تتعلق بالطاقة فالطاقة موجودة فهي تتعلق بشيء آخر تتعلق بالديزل والديزل موجود في الميناء فهي قصة طويلة عريضة.
الآن نحن لم نعد فقط نعالج مشكلة الكهرباء والمياه ولكننا أيضاً ننفذ بعض المشاريع الصغيرة، وأقول الصغيرة لأن عندنا صعب الحديث عن المشاريع الاستراتيجية في عدن أو في أي محافظة دون مساعدة مباشرة وقوية من الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، هذه المساعدة هي التي يمكن أن تعيد الإعمار لليمن أولاً فعجلة الإعمار سوف تتحرك بهذه المساعدات، وثانياً مشروعات كبيرة تحتاج  إلى استثمارات كبيرة وأعتقد بأن لدينا وعوداً من مجلس التعاون الخليجي وأنا متأكد بأنها ستنفذ، ستنفذ المشاريع الاستراتيجية التي أعلنا عنها في وقت مبكر قبل 4 أشهر من الآن.
والحالة الأمنية أيضاً في عدن وفي أبين ولحج والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى هي أفضل الآن مما كانت عليه في السابق، حصل شيء من التطور فالوحدات التي كانت تعد للمهام الأمنية استقرت واستلمت مهامها ومواقعها.
القضاء الذي كان غائباً أعيد له الاعتبار في عدن وأصبح عنده إمكانية للعمل، العمليات الإرهابية التي كانت تمارس أحياناً كانت في الأسبوع الواحد عمليتين انتحاريتين وأشهرها حق الصولبان، عمليتين انتحاريتين من خمسين آدمي راحوا فيها في الأولى، والثانية بعد أسبوع واحد، لم تعد تتكرر هذه العمليات، لنا الآن 6 أشهر أو 8 أشهر ولا توجد هذه العمليات، هناك لغم هنا وهناك لكن لم تعد توجد عمليات خطيرة كما كانت تحصل في السابق، لأن العمود الفقري للإرهاب قد ضُرب قد وُجهت له ضربة وهو عمل مشترك لأجل أن نكون صادقين لم نقم به وحدنا في الشرعية ولكنه عمل مشترك مع الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة وأيضاً من المجتمع الدولي الذي ساهم معنا في هذا العمل المشترك في مكافحة الإرهاب.
الحال أفضل الآن، وحضرموت التي كانت تحت سيطرة القاعدة تخلصت من هذا الوباء، لم تتخلص من الخلايا لا زالت الخلايا في حضرموت وفي وادي حضرموت وفي شبوة لا زالت تقوم ببعض العمل، لكن خلاص لم تعد هناك أرض وثروة يسيطرون عليها كما كان عليه في ساحل حضرموت، لم يعد هذا حاصلاً.
هذه التطورات في المناطق المحررة حاولنا نحن أن نقدم المساعدة، المرتبات، عندما جئنا لم تكن هناك مرتبات، كانوا الحوثيين قد قطعوا المرتبات من 9 أشهر على الجيش ومن 5 و6 أشهر على المدنيين وكان علينا أن نطبع العملة، وطباعة العملة ليست عملية سهلة لأنها تحتاج إلى موافقات دولية، وإلى جهة تقوم بعملية الطبع وعلى مسئوليتها وتوصلها أيضاً في ظل اضطراب وتوصلها لك إلى عدن، وقنعوا وقبلوا الروس لأننا كنا نطبع في السابق عندهم وواصلنا العمل، وعملنا على صرف المرتبات للمدنيين والعسكريين، أما المدنيين الآن فلا يوجد مدنيون لا يستلمون مرتبات في نهاية الشهر، لكن هناك عسكري لا يستلم في نهاية الشهر، سنتغلب على هذه الصعوبة في الأيام القادمة، وأعتقد أن هذا يحتاج منا إلى جهد مشترك مع الكثيرين.
هذا هو حال البلد، نحن نبذل جهداً نريد منكم وأنتم تعيشون في هذه المملكة الرائعة وفي ظل استقرار، ولا يعرف معنى استقرار إلا من فقده، لا يعرف الأمن إلا من عاش لحظة اضطراب في حياته ولحظة خوف أو جزع، وأنتم تعيشون هنا أن توصلوا أصواتكم إلى مؤازرة الشرعية ومؤازرة استعادة الدولة ورفض أي شكل من أشكال العنف للاستيلاء على السلطة، لأن المشكلة الرئيسية هي في الاستيلاء على السلطة، بدأت المشكلة بالاستيلاء على السلطة وطبعاً تستمر في الاستيلاء على الثروة، فنحن نريد مساعدتكم، نريدكم أن تكونوا أيضاً في المهجر كما أنتم في الداخل مناضلين من أجل بلدكم ورسل سلام في مهاجركم ورسل سلام في مواقفكم الوطنية.
المغترب أحياناً عليه مسئولية كبيرة لأن الناس يمكن الذين في الداخل مشغولين في الحرب وتوفير لقمة العيش وكذا، فأنتم عندكم بعض الوقت لكي تدخلوا على المواقع الإخبارية لكي تشرحوا للناس ما الذي جرى ولكي تدافعوا عن أنفسكم وعن بلدكم وعن أبنائكم وعن أحفادكم في المستقبل.
نحتاج إلى الاستقرار والاستقرار في اليمن لا يتحقق أبداً بتفكير أحد أن لديه حق في حكمه، ادعاء حق إلهي، ادعاء كاذب، خرافة، خرافة يراد لها أن تصبح حقيقة، إذا كانت هذه الخرافة قد حكمت الناس في مراحل سابقة من القرون الماضية فهي غير ممكن أن تحكم اليوم، تغيروا الناس، نحن جميعاً الحاضرين لسنا كآبائنا ولا آبائنا كأجدادنا، تغيروا الناس ولا أحد اليوم يقبل العبودية بأي شكل من الأشكال.
هذا ما وددت أن أقوله، وأنا أقول لكم اليوم بأننا ناقشنا مع الشيخ خليفة بن سلمان بعض القضايا المتعلقة بكم ووعدونا خيراً وقالوا أنهم سينظرون فيها، وطبعاً واحدة من أهداف هذه الزيارة هي التخفيف عنكم فيما نشعر بأنه واجب علينا أن نطرحه وأن نتحدث به مع أشقائنا في المملكة، وسألني بعد ما سلمنا إليه اليوم الرجل الطيب وقائد هذه البلد جلالة الملك حمد بن عيسى سألني إذا كان عندكم مشكلات تودون طرحها قلت له: نعم لقد سلمنا الشيخ خليفة، بعض الملاحظات قد كان الأخ السفير قد سلمني إياها مشكوراً في الصباح، ونحن لا نريد أن ننظر إليها إلا بموضوعية، بالنسبة لنا نحن فالبحرين هي اليمن، لا نريد شيئاً يمكن أن يسبب أي ضرر لحكومة البحرين ولا مملكتها ولا شعبها، بل على العكس نحن نريد الخير للبحرين، أهلها وقيادتها وملكها وشعبها وحكومتها محبين لليمنيين، هذه حقيقة، هذا هو الفارق المهم فيما يتعلق بهذا البلد، هذا لا يعني أنه ليست هناك محبة لليمنين في باقي دول الخليج الأخرى، لا، لكن هناك ظروف أخرى، المملكة كبيرة، وعندهم مهاجرين من كل مكان، وعندهم مشكلات، فهي دولة أجنبية ضخمة، مشكلاتها ضخمة مع المهاجرين.
ولكننا نطمح في أن نصل بحالة المغتربين والمهاجرين في بقية البلدان العربية إلى نفس المستوى الذي عليه هنا وأفضل، وبالتالي فإننا سنعالج المشكلات التي تعانون منها، وسنحاول أيضاً أن نعالج المشكلات مع الأشقاء في الدول العربية الأخرى، حتى مصر لم تكن هناك مشكلة مع المهاجرين اليمنيين، الآن النازحين اليمنيين يعانون من مشكلة، أصبح لابد عليهم أن يعملوا إقامة ويحصلوا على فيزة دون 18 تتسهل لهم الفيزة، من 18 إلى 45 لا يستطيع الحصول على الفيزة بسهولة.
الدول مثل الجزائر كنت تستطيع تذهب إلى الجزائر كأنك ذاهب إلى اليمن، لكن الوضع تغير الآن، الحرب خسّرتنا ليس فقط أنفسنا في الداخل ولكن أنفسنا في الخارج.
وأنا أقول أن الحرب كانت كارثة على اليمنيين، وكان يمكن للحوثي وصالح أن يصلوا إلى صندوق الاقتراع كما وصل الآخرون، لكنهم أرادوا كما قلت أن يستعبدونا، وينهبوا البلاد ويسيطروا على ثرواتها وعلى إمكانياتها، ولذلك شنوا الحرب.
على كل حال هذه الأضرار التي ألحقها المتمردون والانقلابيون باليمن وباليمنيين سنحتاج إلى وقت طويل حتى نتجاوزها، ولكنا سنتجاوزها، كونوا على ثقة وعلى أمل كبير بأن اليمن كانت تكبو ثم تنهض من جديد لأنها اليمن، لأنها أحد البلدان العربية المهمة في المنطقة، وقال جلالته اليوم: من لم يكن يشعر بأنه يمني ليس له من العروبة في شيء، هذا جلالته يقول.
سننهض إن شاء الله، ستتوقف الحرب، وسننهض، وسنعود مرة ثانية إلى حالة الاستقرار وحالة التنمية، وسنتغلب على مشكلاتنا، وهي الأساس؛ لأن الهجرة هي ناتجة عن سوء إدارة البلد، وعن سوء التنميةوتخلفها، وعن عدم إدارة الموارد كما يجب، وإلا ليس هناك فرق بيننا وبين الإخوان في عمان، المساحة والإمكانيات تقريباً متقاربة، يمكن الفارق بعدد السكان فقط، لكنهم نجحوا في إدارة البلد وإدارة الثروة بشكل إيجابي.
وحتى في بلدان ليست لديها ثروة نجحوا أيضاً في إدارة بلدانهم بصورة طيبة، وفرضوا النظام والقانون، وأصبح للقانون هيبة لدى المواطن، وعي وهيبة، ليس بإمكان أحد يتجاوزها.
على كل حال أنا فقط أريد أن أقول بأن حالة الاغتراب هي حالة مؤقتة إن شاء الله بالنسبة لليمنيين، ومشكلاتها سوف تحظى من عندنا ببعض الاهتمام، لكن ليس بالضرورة كل ما نطرحه أن يُقبل، ما نقدر أن نقول للأشقاء يجب أن تقبلوا هذا الموضوع، نحن نقول لهم فقط أن هناك مشكلة، المشكلة الأولى أن الزائر كان بدون هوية، ليسوا قادرين على العمل، 500 ألف، ثم تحولت إلى هوية زائر، نحن نحاول الآن أنها تتحول إلى إقامة، نحاول أن نحل مشكلة حوالي 30 إلى 40 ألف نزحوا مع الحكومة لكي تحل مشاكلهم، فعندهم أطفال، عندهم طلبة، أحدهم يريد الجامعة، وأحدهم يريد الثانوية، وأحدهم يريد الابتدائية، عندهم أزمة، كل هذه المشاكل لا بد أن نجد لها حلاً لكن الأساس في الحل هو اليمن يجب ألا نعتمد دائماً على معالجة مشاكلنا على الآخرين، نحاول أن نرى الأمر كما يجب أن تُرى، وهو أن على البلد أن تتحمل مشكلاتها وتعالج قضايا مواطنيها بصورة تليق بالإنسان وكرامته.
أما الحديدة فأنا أقول: كان المجتمع الدولي سكت عن الحديدة فترة، ونحن بدأنا نتحرك بموضوع الحديدة، وفجأة قالوا: لا، الحديدة ممنوع هذا الموضوع نحن سنعالجه، قلنا: طيب عالجوه، طرحوا خطتهم، طرحوا خطتهم للحديدة على أساس الحديدة كمدينة وما حولها تُدار عن طريق أطراف محايدة، وأن توضع موارد الحديدة في صندوق يمكن أن يساعد على صرف مرتبات المحافظات الأخرى، وأن تُشكل إدارة مشتركة للميناء، وأن تساهم الشرعية في هذه الإدارة، لكن الحوثيين وصالح رفضوا وبالتالي فإن المشروع يترنح، لا أدري هل يستطيع مجلس الأمن أن يفرض هذا المشروع على الحوثيين وصالح لا أدري، فهناك قدر من التضليل يصل إلى بعض البلدان، فأنا كنت في أوروبا وأشعر أن هناك قدر من التضليل في أوروبا وأمريكا يرافق القضية اليمنية، فالحوثي وصالح يكذبون على هذه المجتمعات، يكذبون يقولون: نحن مظلومون نحن مضطهدون، الآلام فينا والآخرين ليس عندهم آلام نحن أقلية، يعني شيء من هذه الأكاذيب، فيصدقونهم.
في الواقع الحديدة خطوة على الطريق إذا تمت، أما الأمر الرئيسي فهو لا بد أن يكون هناك حلاً شاملاً ودائماً، كم سنجلس من مرحلة الحديدة إلى غدٍ ذمار إلى تعز.
تعز تعاني اليوم، تعز معاناتها أشد من أي مدينة أخرى، تعز دُمرت، ودُمرت في الصراع الغبي هذا الذي ليس له معنى، أنا أقول لهم لماذا يقاتلون في تعز؟ تعز ليست دولة حتى يقاتلونها ولم تتمرد تعز، هم نزلوا بقواتهم إلى تعز.
على أي حال نأمل أن تنجح خطة الحديدة لكننا نعرف كل شيء؟! لا والله لا نعرف كل شيء، إنهم ساعات حتى نحن يغالطوننا ونحاول نفهم من التجربة ماذا يريدون وكيف يفكرون وما إذا كان هذا ممكن نقبله نحن كشرعية وممكن يقبله الشعب اليمني باعتباره صاحب السيادة، ونحن أيضاً معبرون عن الشعب اليمني، ليس بإمكاننا أن نقبل شيئاً لا يقبله الشعب اليمني ولا يقبله الوطن.
المقترح الخاص بتشكيل مجلس اقتصادي سوف نأخذه بعين الاعتبار  سوف نطرحه على الأشقاء في البحرين.
محافظة مأرب، بل جبهة مأرب اجعلوها كبيرة قليلاً ليست محافظة فقطن إقليم سبأ هكذا يحتضن اليمن الآن، أقول لكم لماذا، لأن هذه الجبهة لو كانت غير موجودة لكان الحوثيين في شبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى وفي كل مكان، فشكراً لأهل مأرب وشكراً لكل المقاتلين الذين جاءوا إلى مأرب من كل المناطق بما فيها صنعاء وذمار وعمران وصعدة وحجة وكل مكان، من يقاتل هناك هم اليمنيون كلهم دون استثناء.
مأرب اليوم ليست المدينة التي تعرفونها، اليوم مأرب فيها 500 ألف إنسان من جميع مناطق اليمن يأتون، والألوية التي تقاتل في مأرب هي ألوية تتشكل من كل اليمن وبالذات من المناطق العليا في اليمن، لأن الحوثيين يكذبون ويقولون أن كل الناس معهم، لا ليس كل الناس معهم وإلا كيف يقاتلونكم أهلكم إذا كان الناس معكم؟ 
فمأرب جبهة يجب أن تصمد، لأننا إذا تأثرنا في مأرب سوف تتأثر اليمن كلها، كل الدعم وكل التأييد كما هو تماماً للجبهة في المخا وللجبهة في تعز وللجبهة في الضالع وللجبهة في البيضاء للجبهة في أي مكان آخر، كل الدعم لمأرب لكي تصمد مأرب ولكي ننتصر وسننتصر من تعز ومن مأرب ومن المخا، الحق يعلو ولا يعلى عليه ولن يستطيع الحوثيين وصالح أن يفرضوا على اليمنيين.
سنطرح أيضاً مقترح العبور عبر المناطق، أنا أشوف أنه منطقي وممكن لأنه كان موجوداً أعتقد، صحيح؟ نعم كان موجوداً، هو يحتاج إلى بعض الإجراءات.
وشكراً مرة أخرى إذا أطلنا عليكم، اللقاء معكم كان إيجابياً، وأنا والله العظيم أني أشعر بالسعادة بأننا نتحدث إليكم بكل صراحة، فنحن ما أخفينا عليكم شيئاً، لا تظنونا أخفينا شيئاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
تفضيلات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً
إنفوجرافيك || تشكيل خلية طوارئ حكومية للتعامل مع أزمة السفينة
دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك لصحيفة عكاظ
إنفوجرافيك.. رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك يعود للعاصمة المؤقتة عدن
بحضور رئيس الوزراء.. إنفوجرافيك